أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقلام واعدة

إشراف المعلم: سلامة رزق الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة إلى صديق قديم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

رسالة إلى صديق قديم  Empty
مُساهمةموضوع: رسالة إلى صديق قديم    رسالة إلى صديق قديم  Emptyالخميس 12 مايو 2011, 21:00

يحدّد الفكرة العامة للنّص وهي (الوطني لا يتخلى عن وطنه مهما كانت مغريات الحياة )
4- يستنتج الأفكار الرئيسة للنّص من خلال مناقشة المضمون وهي :
1 ـ بكاء الشاعر على ذكريات الماضي .
2 ـ صديق الشاعر يعيره بالبقاء في أرض الوطن ويدعوه للرحيل .
3 ـ علاقة الشاعر بوطنه قديمة متأصلة في جذور التاريخ .
4 ـ الشاعر لم يرتكب خيانة بترك وطنه .
5 ـ اعتذار من الشاعر لصديقه .
- يحاكم المواقف الواردة في النّص :
1ـ موقف الشاعرمن ذكريات الماضي . (يبكي حسرة عليها ويدعوالله أن يعيدها)
2ـ موقف الصديق من بقاء الشاعر في وطنه .( كان يعيره على مكوثه فيه هذه المده )
3ـ موقف كلمات رسالة الصديق من الشاعر . ( تزين لـه الرحيـل ..... )
4 ـ موقف الشاعر من دعوة صديقه له . ( رفض الرحيل والتمسك بالوطن )
5 ـ موقف الشاعر من المعتقلين والشهداء . ( إجلال وتقدير وعهد ووفاء)
الأسلــــــــوب وطريقة العرض :

بداية القصيدة هذا المقطع الذي بدايته بكاء ، و البكاء لا يكون إلا على شخص عزيز و غال على النفس ، و ذلك يشير إلى حب القرية و التعلق بها .
عندما يذكر الشاعر الأيام و يبكي عليها فذلك يبين أن الأيام التي قضاها في القرية هي أيام سعيدة ، ليس من السهل نسيانها أو محوها من الذاكرة .
( قريتنا ) استخدام الشاعر للضمير ( نا ) الذي يدل على الجمع دون ضمير المفرد يدل على أن أهل القرية جميعاً متعاونون متكافلون متحابون كأنهم واحد ، و كأن الواحد يتحدث عنهم جميعاً .
( رحلت ) تفيد أن خروج أهل القرية منها كانت نتيجة العدوان و الإكراه ، و ليس مغادرة عادية للقرية و انتقالاً طبيعياً .
( و أبتهل ) توحي بأن البعيد عن القرية لا يملك إلا الأمل و التضرع للعودة إليها .
( أزقتها المقوسة العقود ) فيها استخدام للمجاز ، فالأزقة هي الممرات أو الطرق الضيقة و العقود و الأقواس هي للمباني ، فالمجاز فيها بالحذف .
( أزقتها- و صبحها- و مغربها..) هذه مبتدآت لم يذكر الشاعر أخباراً لها أي أن كل مبتدأ لم يذكر خبره ، و ذلك اعتماد على ذكاء القارئ و فطنته ، و كأن الشاعر يريد أن يورد هذه الأشياء للذكرى فقط ، و هو يعتمد على أن هذه الأشياء هي معالم من القرية . و في ذاكرة أبنائها .
( صبحها الخضل ) تعطي معنى ( صبحها خضل ) أي ندى، يملأ الندى الأرض فيه و النباتات و فيه أيضاً صورة مجازية .
( و مغربها الذي برجوع قطعان الرعاة إليه يكتحل ) في هذا البيت صورة خيالية ، جعل الشاعر فيها المغرب كأنه شخص ينظر بعينيه إلى رجوع الرعاة ، و يكون ذلك شيئاً جميلاً في عينيه ، كما يكون الكحل في عين من يكتحل به .
و في عبارة ( قطعان الرعاة ) مجاز لأن القطعان هي المواشي التي يرعاها الرعاة ، و ليس الرعاة هم القطعان .
( و فوق سقوفها البيضاء ) وصف السقوف بأنها بيضاء قد يكون له أكثر من معنى ، فهو يمكن أن يعني أن السقوف بيضاء بسبب نزول البرد عليها أو الثلج أو بسبب دهانها باللون الأبيض ، وقد لا يعني الشاعر هذا المعنى ، و لعله لجأ إلى استخدام كلمة البيضاء للإشارة إلى النقاء و الطهارة ، و سياق البيت و ما قبله و مابعده لا يساعد على هذا الاستخدام .
( و كيف يجيئها المطر فتورق في شفاه الحقل أغنية و تزدهر ) هذا البيت أو ما يمكن أن يعتبر بيتاًً فيه شذوذ عن شكل القصيدة و نظامها ، فالقصيدة كلها مبينة على اللام المضمومة ( أبتهلُ ، خضلُ،.. الخ ) فورود بيت واحد شاذ عنها بالراء ( المطرُ ) ( يزدهرُ) لا مبرر له و كان على الشاعر إذا أراد تقليد الأندلسيين في المقطعات أن يأتي في القصيدة بأكثر من هذا البيت الوحيد الذي بالراء .
( و كيف يجيئها المطر ) يستحضر الشاعر في ذهنه و ذاكرته أيام المطر في القرية .
( فتورق في شفاه الحقل أغنية و تزدهر ) هذه صورة خيالية جميلة حيث فيها تشخيص للحقل و تشبيه له بالإنسان الذي له شفاه ، و كأن هذا الإنسان الذي عبر عنه بالحقل مسرور و مبتهج و يغني . و هذا المعنى يتناسب مع ما يسمع من أصوات في الحقل من حركة أوراقه و أغصان أشجاره ، و غناء أطياره .
و إضافة كلمة أزدهر زادت الصورة وضوحاً فالأغنية على شفاه الحقل تنمو و تترع و تستمر .
( و إنك مثلما عودتني ... في بطء خرافي ) هذا الجزء من المقطع الأول خطاب لصديق الشاعر و فيه ملامح تشير إلى عادة صديقه السابقة في مشاكسته و ربما مداعبته ، و تشير إلى ذلك كلمة ( عودتني ) . كما أن من الملامح أنه كان يحتمل مشاكسات صديقه و تشير إلى ذلك كلمة ( و أحتمل ) كما أن من الملامح أن صديقه معه أو قريباً منه ، بل هو مهاجر إلى مكان غير قريب ، و تبين ذلك كلمة ( قد عدت ) و هي بناء على رسالة صديقه إليه و من بديع عبارات الشاعر إيراده كلمتي ( تؤذيني و أحتمل ) و ما بينهما من مفارقة .
( تعيرني بأني قابع في القدس ) هذه العبارة تحمل دلالات منها : أن من في الخارج ممن هاجروا ينظرون إلى الحياة نظرة مادية من خلال ما يجنون و كيف يعيشون و ربما يتنعمون ، و أن حب الوطن في نظرهم أصبح أمراً ثانوياً ، أو أمراً لا يحقق نفعاً ولا كسباً و توضح الدلالتين السابقتين كلمتا ( تعيرني ) و ( قابع ) .
كما أن من دلالات هذه العبارة حالة اليأس التي وصل إليها صديق الشاعر و يشير إلى هذا ( لا حبي سينقذني ) و ( لا جرحي سيندمل ) و كأن في عبارات هذا الصديق دعوة إلى الابتعاد عن هموم الوطن و آلامه و آماله ، و العيش بعيداً في راحة و هدوء .
و يزيد صديق الشاعر من اليأس عندما يقول له ( ستموت في بطء خرافي ) فكأنه لا يرى الحياة إلا في الخارج و لا يرى في الداخل إلا الموت . ( لا حبي .. لا جرحي ) لا و لا لتأكيد ما يريد التعبير عنه ، و إسناد الإنقاذ إلى الحب صورة خيالية تعطي إيحاءين متعاكسين فهي عند صديق الشاعر لا تحقق شيئاً و عند الشاعر تحقق الكثير .
( في بطء خرافي ) اختيار كلمة خرافي مع الموت البطيء يوحي بأن ذلك ليس معتاداً ولا سهلاً و لا قريب الوقوع .
يبدأ الجزء الثاني من القصيدة بقوله ( و سوف أموت ) و هو هنا يستخدم ضمير المتكلم استمرارا لما بدأ به من نقل رأي صديقه حين عيره ببقائه و عدم هجرته و تتبين استخدامات ضمير المتكلم ( تعيرني ، لا حبي، لا جرحي ، بأنني سأموت )
واستكمل هذا الاستخدام هنا في قوله : ( و سوف أموت ) و في هذه المرة جاء بأداة التسويف ( سوف ) التي تدل على البعد وطول المدة ،و ذلك جاء مناسباً بعد قوله فيما سبق ( في بطء )
( لا وطن و لا مال و لا مثل ) جمع الشاعر بين هذه الكلمات على أساس ما ورد في رسالة صديقه له ، و لعل صديقه يقصد بالوطن الجنسية و الدولة ، و بالمال المال الذي جمعه من المهجر ، و بالمثل المبادئ التي يعتز بها الشاعر ، وكأن صديقه يورد هذه الكلمات للسخرية .
و الجمع بين الكلمات الثلاث يشير إلى أنها متناقضات ، أو هي هكذا في رأي صديق الشاعر ، و ليس الأمر هكذا ، فالوطن و المثل لا تناقض بينهما ،فصاحب المثل لا يترك وطنه .
(نسيت بأنني البطء ) هذا رد من الشاعر على ما ورد في رسالة صديقه ، و هو يذكره بصفة يعرفها عنه فيقول ( نسيت ) . ثم يخبر الشاعر عن نفسه بأنه البطء ، و هذا خيال وضح رأيه في أن الثبات والاستمرار على المبدأ كأنه مبالغة قد أصبح البطء ، ثم يقول ( في بطئه يصل ) أي تحقيق هدفه و الوصول إلى غايته يكون بعد هذا البطء و الثبات على أرض الوطن .
(أنا جذر ) هذا تعبير آخر للشاعر و خيال يصور فيه نفسه كجذور عميقة لشجرة منغرسة في الأرض .
ثم يعمق الشاعر هذه الصورة التي هو فيها يمثل جذرا راسخاً في عمق الأرض ، و أنه ليس طارئاً أو مستحدثاً على هذه الأرض . و قد استعان بكلمات توحي بهذه الصورة و هذا المعنى و هي ( منذ تكون الأزل ) و عندما يورد الشاعر ذلك عن نفسه فهو إنما يعبر به عن أبناء وطنه الذين هم سلالة أولئك الذين عمروا هذه البلاد منذ أقدم الأزمان .
و قد أورد الشاعر كلمة الأزل و لعله يقصد بها المعنى القريب من أفهام الناس ، و هو الزمن البعيد أو القديم ، و لا يقصد بالأزل بمعنى الزمن الذي لم يكن فيه خلق ، لأن ذلك لا يتفق مع إيراده هذه الكلمة .
( يناغي ) هذه الكلمة تشير إلى قوة العلاقة بين الجذر و بين الأرض ، و كأنهما لطول ما مضى على هذه العلاقة يتسامران و يتناجيان و يتناغيان .
( و كون لحمها لحمي ) صورة تشير إلى أن عيش الجذر الذي عبر به الشاعر عن نفسه إنما هو من خير هذه الأرض ، و قد عبر عن خير هذه الأرض بقوله لحمها و ذلك لتجانس كلمة لحمي . ( و تحت ظلال زيتون الجليل ) هذه الكلمات تؤكد عمق الانتماء للأرض ، و قد اختار كلمة ( زيتون ) لما هو معروف عن الزيتون من أنه شجر معمر ، ثم أورد كلمة ( الجليل ) التي تشير إلى قريته في شمال فلسطين ن ثم جاء بكلمة ظلال مع الزيتون ، مع أن الظلال قد تكون أوضح في شجر غير الزيتون و لكنه هنا مهتم بالتّجذر و طول البقاء .
( أهمني الغزل ) عندما يصل الشاعر إلى هذا الحد في القصيدة فهو يعطي عدة انطباعات منها : أنه عاش في القرية فترة شبابه و هي التي يكون فيها الغزل و الصداقة و الحب ، و منها أن الحياة في القرية كانت تمضي هادئة لا يعكرها قلق ولا اضطراب ، و منها أن الشاعر في مرحلة في القصيدة يقترب من الشعر العربي القديم الذي كان يبدأ بالغزل ، حيث الحب ثم ينتقل إلى الغرض الذي يريده الشاعر ، و هو هنا لم يلتزم خط الشعراء القدامى فلم يأتي ذكر الغزل و الحب في بداية القصيدة بل في أثنائها .
( و أحفظ في شراييني الأحاديث ) يستمر الشاعر في تأكيد عمق انتمائه للأرض فجاء بصورة جديدة و هي حفظ الأحاديث ، و قد أورد كلمة شراييني ، و قد تكون مناسبة من حيث استيعاب الأحاديث و احتفاظها بها ، و لكنها ليست مناسبة شاعريا أو في جو الشعر ، إذ هي أقرب إلى لغة العلم لا للغة الخيال .
( التي باحت بها القبل ) استمرار في تصوير الأحاديث و العلاقة بالقرية ، مع استخدام كلمات أصرح في الغزل و هي القبل و البوح بها .
( و أحمل في خلاياي ) مع استمرار تأكيد صورة العلاقة بالقرية تأتي كلمة خلاياي للتعبير عن تغلغل هذه الأحاديث و الذكريات في نفس الشاعر ، و لكن تبقى كلمة (خلاياي) مثل كلمة ( شراييني) السابقة غير الشاعرية.
( الذين بحبهم قتلوا ) كان على الشاعر هنا أن يأتي بكلمة ( حب ) ( الذين بحبهم قتلوا ) أي أن حب الوطن كان الدافع لأن يتعرضوا للقتل .
( و من ترابهم و دمائهم جبلوا) تبدو هنا قافية الأبيات و هي اللام المضمومة قد قادت الشاعر لأن يسند الجبل إليهم ، و هو مسند إلى الأرض فهي و ترابها قد جبلت بدماء الأبطال ، فالكلمة المناسبة جبلت و لكن القافية لا تتفق معها .
( من اعتقلوا فما ملوا ) في هذه إشارة إلى ما يعانيه أبناء الوطن فمنهم من يقتل و منهم من يعتقل . و هو يعبر عن قوة احتمال المعتقلين بقوله ( فما ملوا ) .
( عذاب سجونهم أبدا بل إن غرامهم ملل ) كلمة أبدا تشير إلى طول فترة اعتقال الأبطال المعتقلين ، و إلى أنهم يستعذبون ما يتعرضون له لقوة عزيمتهم ، و قد عبر عن ذلك بقوله ( إن غرامهم ملل ) .
و في موسيقا هذا البيت لا بد أن تقرأ إن بحذف همزتها هكذا ( بل ان ) حتى تستقيم الموسيقى ، أو تلغي كلمة (بل) و يؤتى بدلها كلمة من حرف و هو الفاء و تصبح (فإن ) .
( قرأتك فانفعلت ) يعبر الشاعر عن تأثره عندما قرأ رسالة صديقه ، و هو يستعين بالخيال و المجاز فيقول (قرأتك ) و هو يعني قرأت رسالتك و فيها أيضا إيحاء بأنه فهم ما في فكره و نفسه ثم يقول ( فانفعلت ) أي تأثرت و التأثر قد يكون عن رضا و موافقة لما في رسالة صديقه، و قد يكون عن عدم رضا و ما جاء بعد ذلك يوضح عدم الرضا .
( و إنني كالشعر أنفعل ) هنا استعانة أيضا بالخيال فهو يشبه نفسه بالشعر و الشعر يعكس الشعور بالرضا أو النفور و إسناد الانفعال للشعر مبالغة في الخيال ،
*****************
- (سطورك في رسالتك الأخيرة لفها الخجل) ترتفع هنا نبرة الشاعر، وتزيد حدة معارضته لما قاله صديقه، واعتراضه على رسالته، وهو يبين بوضوح أن سطور رسالة صديقه لم تكن مقبولة عندها، ولكنه لا يواجهه بهذه الصراحة أو الشدة بل يقول له بلين (لفها الخجل) ومع ما في هذا التعبير من صورة خياليه بدا فيها الخجل شخصياً يلف شيئا يستحي منه، ولا يجرؤ أن يظهره للناس، فهو يرفق بصديقه، ويخاطبه بما يدل على الهدوء وهو الخجل واللف.
- (تراودني الحروف ذليلة وتذلني الجمل) الإيحاءات في هذا البيت كثيرة، وهي تبدأ بالمراودة (تراودني) وهي توحي بأنها تدل على السوء، ثم إن في إسناد المراودة للحروف صورة خيالية أيضاً، فالحروف تأخذ صفة الشخص الذي يغري الصديق – وهو الشاعر – بشيء معيب سيء، والحروف توحي بان كل ما في الرسالة يوحي بذلك، وليست السطور فقط كما سبق في ذكر أن السطور يلفها الخجل. ثم في وصف الحروف بالذلة إيحاء بأن الشاعر قوي العزيمة لا يذل ولا يستكين لما تحمله حروف رسالة صديقه من دعوة للرحيل عن الوطن. ثم يستمر الإيحاء في نسبة الذلة لنفسه عندما يقرأ الجمل، فهو في هذا يربأ بنفسه أن يقرأ جمل صديقه لأن فيها ما يدعو للذل والهوان، وهو الرحيل عن الوطن. ويستعين الشاعر بالتجانس بين ذليلة وتذلني لتوضيح معاينه ومقاصده.
- (تزين لي الرحيل) هنا يوضح الشاعر المراودة التي تضمنها بيته السابق، وهي فكرة الرحيل عن الوطن. وهو هنا يأتي بتعبير جديد (تزين لي) وكأن صديقه قد أخطأ في تقدير الأشياء، فهو يرى غير المقبول حسنا ويزينه لصديقه الشاعر.
- (كأن لا يكفيك من رحلوا) هنا أنتقل الشاعر من رفض دعوة صديقه والاكتفاء بعبارات فيها هدوء وتصوير معبر عن رفضه الفكرة إلى أسلوب التأنيب أو ما يقرب منه حين يريد من صديقه أن يكف عن دعوته تلك، وأن يقف عند حده فالذين حلوا كثيرون، وكان على صديقه ألا يشجع غيرهم على ذلك. والصورة واضحة القوة وتأكيد الموقف (كأن) (لا يكفيك)
**************************
- (وتغريني بأني إن أتيت إليك مثل البدر اكتمل) أورد الشاعر تعبيرا جديدا يؤكد أن محاولة صديقه لحمله على الرحيل دعوة فيها سوء وكان عليه أن يخجل منها، فقد قال عنها أولا (تراودني) ثم قال ثانيا (تزين لي)، ثم يقول هنا (وتغريني) وكان صديقه ملح في دعوته فهو يراود ويزين ويغري.
- (مثل البدر اكتمل) هذه العبارة تصوير لما يعرضه الصديق من احتمال الغني والمال والوجاهة وقد أتي بلفظين يدلان على ذلك وهما (البدر) والاكتمال واخذ منها (اكتمل).
واستخدام الشاعر أداة الشرط (ان) يدل على شك الشاعر في صدق ما قاله صديقه
وفي كلِّّ ما عرضه عليه. وفي إيراد البدر والاكتمال إشارة إلى الثقافة الدينية.
- (إن أتيت إليك) تحديد الإتيان بأنه إلى صديقه يوحي بأنه ليس وراءه هدف سام آو غاية نبيلة أو معقولة، بل انه سيكون فقط لإرضاء صديقه.
- (فشكراً يا صديق طفولتي) عبارة جميلة من الشاعر تحمل السخرية والمرارة ففيها الشكر وفيها تذكير بصداقة الطفولة التي كان ينبغي على صديقه أن يحرص على بقائها، و لا يغري بما ينقصها.
- (اختلفت بنا السبل) كأن الشاعر قد قرر هنا انه لن يوافق صديقه على ما يريد، فلكل منهما الآن فكرته وطريقته في الحياة، وهما فكرتان وطريقتان مختلفتان لم يعد الجمع بينهما سهلا
- (أنا نبض التراب دمي) تصوير قوي لارتباط الشاعر بأرض الوطن، وما يدل على قوة التصوير إيراد كلمة (نبض) وإضافتها إلى التراب، ثم الإخبار عنها بأنها دم الشاعر وكيانه وحياته.
- (فكيف أخون نبض دمي وارتحل) لجوء من الشاعر إلى رفض صارخ لدعوة صديقه مستخدما الاستفهام للأفكار، وان ذلك لا يصح منه لأنه خيانة، ثم بين قوة رفضه بقوله (نبض دمي). وقوله (وارتحل) كلمة تعبر عن محاولات صديقه كلها تدور حول الرحيل. وقد أورد الفعل (ارتحل) دون المجرد (ارحل) ليبين مدى ما بذله صديقه من جهد لحمله على الرحيل.
وفي الختام أكانت هذه الرسالة خيالا أم حقيقة، فهي تعبير عن حب الوطن، وعن قناعة أبنائه بان بقاءهم فيه حيث هم مع ما يتعرضون له من شظف عيش، ومعاناة، وتضحيات، هو واجب عليهم ألا يتخلوا عنه مهما قدم لهم من مغريات ومن وعود بالرفاهية وسعة العيش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

رسالة إلى صديق قديم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة إلى صديق قديم    رسالة إلى صديق قديم  Emptyالخميس 12 مايو 2011, 21:03

رسالة إلى صديق قديم
أولاً: الشكل
•المفردات:
أبتهل – الخضِل – قطعان – الحجل – تزدهر – قابع – يندمل – مُثُل – الأزل – أهمني – الغَزَل- باحَت – جُبِلوا – غرام – تراودني – السُّبل – يناغي.

•التراكيب:
أبكي على – يكتحل بِـ – تُعَّيرني بِـ – في بطءٍ – باحت بِـ – قُتِلوا بِـ – تزيِّن لِـ – تغريني بِـ – أتيتُ إلى.

•ضبط بنية الكلمات:
الخَضِلُ ( بفتح الخاء وكسر الضاد) – مُثُلُ (بضم الميم والثاء) – تُذِلُّني ( بضم التاء وكسر الذال وضم اللام المشددة) – السُّبُل (بضم السين المشدَّدَة والباء).

•الأساليب اللغوية:
oالاستفهام:
-كيف يجيئها المطر؟
-فكيف أخون نبض دمي وأرتحل؟
oالشرط:
-إن أتيت إليك مثل البدر أكتملُ.
oالنفي:
-لا حبي سينقذني.
-ولا جرحي سيندمل.
-لا وطنٌ ولا مال ولا مُثُلُ.
-فما ملّوا عذاب سجونهم.
-لا يكفيك من رحلوا.

oالتوكيد:
-وإنك مثلما عودتَني.
-قد عدتَ تؤذيني.
-تقول بأنني سأموت في بطءٍ.
-إنَّ غرامهم ملل.
-وإنني كالشِّعر أنفعلُ.

•دلالات الألفاظ والعبارات:
oوإنك مثلما عودتني: دليل على أن رسالة صديقة له لم تكن الأولى بل تكرر منه ذلك.
oنسيتَ بأنني البطء الذي في بطئه يصلُ: دليل على أن الشاعر لم يفقد الأمل رغم طول الأمد.
oومن بترابهم ودمائهم جٌبلوا: يقصد الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل تحرير بلادهم.
oسطورك في رسالتك الأثيرة لفَّها الخجل: دليل على أن صديقة في قرارة نفسه غير مقتنع بما يطلبه منه من ترك الوطن والهجرة.
oوتغريني بأني إن أتيتُ إليك مثل البدر أكتملُ: دليل على أن صديقه يمنَّيه بأنه إن هاجر من وطنه فسيكون سعيداً سعادةً ما بعدها سعادة.
oأنا جذرٌ يناغي عمق هذي الأرض: دليل على قربه من الأرض وحُبِّه لها, ولذلك لا يمكن أن يفارقها.
oنفَّض ريشه الحجل: دليل على اطمئنانه وسعادته.
oشكراً يا صديق طفولتي: دليل على إحساس الشاعر بالمرارة والسخرية من حال صديق طفولته.
oوأحفظ في شراييني الأحاديث: دليل على أنه لن ينسى هذه الأحاديث أبداً.

•الصور الجمالية:
oومغربها الذي برجوع قطعان الرعاة إليه يكتحل: شبَّه الشاعر منظر عودة الرعاة بقطعانهم وقت الغروب بالكحل في العين يزيدها جمالاً.
oفتورق في شفاه الحقل أغنيةٌ وتزدهر: جعل الشاعر للحقل شفاهاً, وتخيل هذه الشفاه وقد خرجت منها أغنية جميلة, ثم أخذت هذه الأغنية تورق وتزدهر.
oولا جُرحي سيندمل: شبَّه حنينه إلى وطنه بالجرح, وشبَّه العودة باندمال هذا الجرح.
oنسيتَ بأنني البطء الذي في بطئه يصلُ: شبَّه الشاعر نفسه بالبطء, وشبَّه هذا البطء بمن يسير في طريق له نهاية, فسوف يصل إلى هذه النهاية لا محالة.
oأنا جذرٌ: شبَّه الشاعر نفسه بجذر النبات المتعمق في الأرض ويصعب اقتلاعه منها.
oيناغي عمق هذي الأرض: شبَّه نفسه وأرضه باثنين يتناغيان ويتناجيان بعد أن اقتربا من بعضهما اقتراباً شديداً, فيصعب التفريق بينهما.
oوكوَّن لحُمها لحمي: شبَّه خيرات هذه الأرض باللحم, وشبَّه بناء جسمه من هذهالخيرات بتكون لحمه من لحمها.
oوأحفظ في شراييني الأحاديث: جعل الشاعر شرايينه مكاناً لحفظ الأحاديث.
oوأحمل في خلاياي الذين بحبهم قُتِلوا: جعل الشاعر من خلاياه مكاناً يعيش فيه الشهداء الذين قتلوا محبةً في بلادهم.
oقرأتُكَ: شبَّه قراءته لرسالة صديقة بقراءته لأفكار صديقة, أي أنه وهو يقرأ رسالة صديقة كأنه يقرأ ما يدور في رأسه.
oوإنني كالشعر أنفعل: شبَّه الشاعر نفسه بالشَّعر, حيث يتأثر وينفعل بالواقع والأحداث.
oسطورك في رسالتك الأثيرة لفَّها الخجل: شبَّه الخجل برداء يلف الرسالة.
oتراودني الحروف ذليلةً: شبَّه حروف الرسالة بفتاة تراود الشاعر عن نفسه في ذلة ومهانة.
oتذلني الجمل: شبَّه الجُمَل بإنسان يسعى لإذلال الشاعر من خلال إقناعه بأمور مُذِلَّة كالرحيل والهجرة من أرض الوطن.
oإن أتيتُ إليك مثل البدر أكتمل: شبَّه نفسه بالبدر في الجمال والاكتمال إن أتى إلى صديقه وهاجر – بزعم ذلك الصديق -.
oاختلفت بنا السُّبل: شبَّه الاختلاف في الرأي بينه وبين صديقه باختلافهما في الطرق التي يسلكانها, فكلُّ منهما يسير في طريق غير الطريق التي يسير فيها الآخر.
oأنا نبضُ التراب دمي: يصور الشاعر دمه بأنه لا ينبض إلا وهو قريب من تراب وطنه.

ثانياً: المضمون
الفكرة العامة:
تصل الشاعر رسالة من صديق قديم له في أرض الغربة يدعوه فيها للهجرة من أرض الوطن ولكنه يرفض ذلك بشدة.

الفِكَر الجزئية:
oذكريات القرية:
- أيام القرية التي ارتحل عنها.
- الابتهال إلى الله أن تعود تلك الأيام.
- أزِقَّة القرية المقوَّسة العقود.
- صبح القرية ومساؤها الجميلان.
- اطمئنان الحجل في القرية.
- القرية وقت سقوط الأمطار.
oمعاتبته لصديقه على ما جاء في رسالته:
- من عادة هذا الصديق إرسال مثل هذه الرسائل المؤذية.
- تعيير صديقه له بأنه منزوٍ في القدس بدون فائدة.
- ادَّعاء الصديق بأن الشاعر سيموت دون أن يحقق أمانيه.
- إيمان الشاعر بأنه سيعود حتماً مهما طال الزمن.
oرد الشاعر على رسالة صديقه:
- الشاعر متعمق في هذه الأرض يناغيها ويناجيها.
- وأن جسمه قد نبت من خيرها.
- وأنها تحمل ذكريات شبابه.
- وفيها دُفن الشهداء الذين ضحوا من أجلها.
- ولأجلها يقبع المعتقلون في سجون الاحتلال.
oوصف مشاعر الشاعر عندما قرأ الرسالة:
- انفعال الشاعر عندما قرأ الرسالة.
- الرسالة تحمل في طياتها الذلة والمهانة.
- الرسالة تزيَّن للشاعر الرحيل عن وطنه.
- الرسالة تدَّعي بأن سعادته ستكتمل إن هو هاجر.
- الشكر المبطَّن بالعتاب لصديقه.
- التأكيد على أنهما مختلفان في هذا الموضوع.
- التأكيد على أنه لن يهاجر لأنه يعتبر ذلك خيانة لوطنه.

الحقائق:
- هاجر كثير من الفلسطينين من مدنهم وقراهم عند نكبة 1948.
- هاجر بعض الفلسطينين من أماكن سكناهم إلى دول المهجر لأسباب مختلفة.
- استشهد الكثير من الفلسطينين دفاعاً عن وطنهم.
- اعتُقل الكثير من الفلسطينين بسبب مقاومتهم للاحتلال.

الآراء:
رأي الطالب في كلٍّ مما يلي:
- مغادرة الوطن والهجرة إلى البلاد الأجنبية للتنعُّم برغد العيش.
- السفر إلى الدول الأجنبية طلباً للعلم ثم العودة للوطن.
- السفر إلى الدول الأجنبية للعمل أو العلاج ثم الاستقرار بها.
- الموازنة بين المنافع والمضار قبل التفكير في الهجرة.
- التمسك بالوطن وعدم الهجرة مهما كانت الأسباب.
- سؤال الأصدقاء في دول المهجر عن أحوالهم قبل تقرير الهجرة من عدمها.
- الذهاب إلى البلاد المنوي الهجرة إليها لمعرفة أحوالها قبل الهجرة.
- الاطلاع على دعايات شركات الهجرة في الصحف والإنترنت قبل اتخاذ قرار
الهجرة.

المواقف:
- موقف الصديق من الشاعر عبد اللطيف عقل.
- موقف الشاعر من صديقه بعد إرساله الرسالة.
- موقف الشاعر من دعوة صديقه له بالهجرة.
- موقف الشاعر من قريته التي رحل عنها.
- موقف الشاعر من حجج صديقه التي أوردها في رسالته.
- موقف الشاعر من الشهداء والمعتقلين من أبناء شعبه.
- موقف الشاعر من ذكريات صباه.

المفاهيم:
الهجرة – القرية – الشَِّعر – الصديق – الوطن.

القيم والاتجاهات:
- عدم نسيان قرانا ومدننا التي هاجرنا منها في فلسطين.
- التمسك بالوطن وعدم الهجرة منه مهما كان السبب.
- تغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
- تحمُّل الاعتقال أو الشهادة دفاعاً عن الوطن.
ثالثاً: التحليل الأدبي
التمهيد:
- نوع النص: النص من الشعر الغنائي الذي يقوم على التعبير عن الحالات الوجدانية من عواطف وانفعالات. وهو من الشعر الوطني الذي يعبَّر عن العلاقة بين الفلسطيني وأرضه ووطنه.
- صاحب النص: عبد اللطيف عقل شاعر وأديب وباحث فلسطيني, ولد في قرية ( دير استيا) القريبة من نابلس عام 1942م وتوفى عام 1993م. أنهى دراسته الابتدائية والاعدادية في مدرسة القرية, والثانوية في مدارس عمّّان, ثم واصل دراسته العليا حيث حصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس الاجتماعي عام 1980. عمل بعدها محاضراً في جامعتي بيت لحم والنجاح, وزاول الكتابة في الصحف والمجلات الثقافية, وكانت له اهتمامات بالشعر والقصة والمسرحية والبحوث العلمية, وقد صدر له العديد من المجموعات الشعرية منها: ( شواطئ القمر), و( أغاني القمة والقاع), و( قصائد عن حب لا يعرف الرحمة), و( الأطفال يطاردون الجراد), كما أصدر العديد من المسرحيات منها: ( المفتاح), و( العروس), و( البلاد طلبت أهلها). هذا فضلاً عن العديد من الأبحاث والدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية.
- العصر والبيئة التي ظهر فيها النص: جاءت هذه القصيدة في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين, حيث تعمل الكثير من الجهات والمؤسسات المشبوهة على تهجير الشباب والمفكرين والعلماء الفلسطينين إلى خارج الوطن.
- المناسبة التي قيلت فيها القصيدة: القصيدة التي بين أيدينا رسالة وجَّهها الشاعر إلى صديقٍ قديمٍ له حاول إغراءه بالهجرة وحثه على مغادرة الوطن, وعيَّره بطول المكث فيه, فردَّ الشاعر عليه معاتباً ومؤنباً, مؤكداً تشبثه بأرض آبائه وأجداده, وإصراره على البقاء في وظنه مهما تعددت المغريات.

تحليل المصمون تحليلاً أدبياً:
- الموضوع وأهميته: يتحدث النص عن موضوع الهجرة من أرض الوطن والعيش في بلاد الغربة, وما يحمل ذلك في طياته من مخاطر وأضرار على الصعيدين الشخصي والوطني, وما يحققه من مآرب العدو ومخططاته. فالموضوع في غاية الأهمية.
- الأفكار وترابطها: جاءت القصيدة في أربعة مقاطع تربطها وحدة شعورية واحدة, وإن كانت ليست متسلسلة في عرض أفكارها, فهي أشبه ما تكون بتداعي أفكار تواردت على ذهن الشاعر وهو يكتب رسالته رداً على رسالة صديقه الذي حاول أن يغريه بالهجرة من أرض الوطن. ففي المقطع الأول يتذكر قريته التي ارتحل عنها, ويصف أزقتها وصبحها ومساءها والحجل والأمطار فيها, ثم نراه في المقطع الثاني يفوق من ذكرياته فيرى صديقه ويتذكر أنها ليست الرسالة الأولى من ذلك الصديق, ويذكر بعض ما جاء في تلك الرسالة, فيقرر في المقطع الثالث الرد على رسالة صديقه ويعدد الأسباب التي تدعوه إلى عدم الهجرة, وفي المقطع الرابع يصف مشاعره عندما قرأ رسالة صديقه ونظرته إلى ذلك الصديق, ويختم هذا المقطع بالتأكيد على أنه لن يهاجر لأنه يعتبر ذلك خيانةً لوطنه.
- عمق المعنى: تتَّسم معاني القصيدة بالعمق وعدم السطحية, حيث تشتمل على جوانب عاطفية وفكرية أهمها حب الوطن والتمسك بأرضه وترابه, وعدم مغادرته وهجرِهِ لأيِّ سبب من الأسباب, لدرجة أنه جعل نفسه جذراً متعمقاً في أرض هذا الوطن لا يمكن اقتلاعه منه, وأن لحمه تكوَّن من لحمها, وأنه سيحقق هدفه يوماً ما مهما طال الزمان, ولدرجة أنه قطع صلته بصديقه الذي أغراه بالهجرة لأنه اعتبر الهجرة من الوطن خيانة ما بعدها خيانة, ويعتبر كلمات رسالة صديقه ذليلة تحمل في طياتها الذل والهوان.
- سمو المعاني: تدعو القصيدة إلى معانٍ نبيلة وقيم فاضلة أهمها: عدم نسيان القرى والمدن الفلسطينية المحتلة, والتمسك بالوطن وعدم الهجرة منه مهما كان السبب, وتغليب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية, وتحمُّل الاعتقال والشهادة دفاعاً عن الوطن.
- شمول المعاني: تتناول القصيدة مشكلة أهل البلاد المحتلة, والثبات على أرضهم وتفويت الفرصة على المحتل الغاصب الذي يسعى إلى تهجيرهم وتفريغ الوطن منهم. وهذه القضية ليست خاصة بالشاعر فقط – حتى وإن كانت في ظاهرها تبدو كأنها خاصة به وبصديقه- إنما تعبر رسالة الشاعر وصديقه عن أحد مظاهرها فقط.
- جِدَّة المعاني: وردت في القصيدة الكثير من المعاني المستجدة كتصوير الشاعر نفسه بجذر شجرة في أرض الوطن, وتصوير الخجل برداء يلف رسالة صديقه, وجعل تراب الوطن ينبض بدم الشاعر, وتصوير طائر الحجل وهو ينفض ريشه دليلاً على الأمن والاطمئنان, وتصوير المغرب فتاة تكتحل ولكن بمنظر رجوع قطعان الرعاة.
- العاطفة: تسود القصيدة عاطفة وطنية صادقة تتمثل فيما يلي:
- حب الأرض وقوة الانتماء والتمسك به.
- المرارة والألم والضيق من رسالة صديقه التي تدعوه للهجرة.
- الاعتزاز بالشهداء والمعتقلين الذين ضحوا من أجل الوطن.
- الخيال: ورد في النص الكثير من الأخيلة منها:
- تخيُّل الغروب فتاة تكتحل بمنظر قطعان الرعاة وهي راجعة.
- تخيُّل الحقل إنساناً له شفاه يغني بها.
- تخيُّل الشاعر نفسه جذر شجرة كبيرة متعمقاً في أرض الوطن.
- تخيُّل رسالة الصديق فتاةً تحدثه بخجل وتراوده في ذل وهوان.......إلخ.

تحليل الشكل تحليلاً أدبياً:
- الألفاظ: جاءت ألفاظ القصيدة سهلة سلسة قريبة من الأفهام, حسنة الوقع في الأذن, لا تنافر في حروفها, ولا غرابة في معناها.
كما جاءت هذه الألفاظ مستقاة من بيئة الشاعر – خاصة ما يتصل بالقرية- مثل: أزقَّتها – قطعان – الرعاة – الحجل – المطر – الحقل – أغنية – الزيتون – اعتُقلوا – التراب – البدر.......إلخ. كما جاءت كثير من الألفاظ مصوَّرة للحالة النفسية للشاعر مثل: أبكي, أبتهل, تؤذيني, أحتمل, أهمَّني, فانفعلتُ, أنفعل, ذليلةً, تغريني, اختلفت........إلخ. وحملت الكثير من الألفاظ معاني القوة والإصرار والتضحية والفداء مثل: جُبلوا, اعتقلوا, فما ملّوا, أبداً, فانفعلتُ.......إلخ. وهناك ألفاظ تحمل في طياتها تصويراً لخير الوطن المحتل مثل: الخضل, الرعاة, البيضاء, الحجل, فتورق, الحقل, أغنية, تزدهر, زيتون......إلخ.
- التراكيب: جاءت التراكيب في مجملها فصيحة سلِسة لا يتعثر فيها اللسان ولا الذوق, ولا تقع فيها على تنافر في الألفاظ أو مخالفة لأقيسة اللغة. ولكن كثُر في القصيدة التقديم والتأخير مثل:
- " أنا أبكي على أيام قريتنا التي رحلت وأبتهل" . وأصلها:" أنا أبكي وأبتهل على
أيام قريتنا ------".
- " ومغربها الذي برجوع قطعان الرعاة إليه يكتحل". وأصلها:" ومغربها الذي
يكتحل برجوع الرعاة إليه".
- " نفَّض ريشه الحجلُ ". وأصلها:" نفَّض الحجل ريشه".
- " الذين بحبهم قُتلوا ". وأصلها:" الذين قُتلوا بحبهم".
- " ومن بترابهم ودمائهم جبلوا". وأصلها:" ومن جُبلوا بترابهم ودمائهم".
- " وإنني كالشعر أنفعل". وأصلها:" وإنني أنفعل كالشعر". -------إلخ.
- الأسلوب: تميز أسلوب الشاعر في هذه القصيدة بما يلي:
- غلبة عنصر العاطفة على القصيدة كلها.
- أسلوب مألوف بعيد عن وعورة الكلمات والتراكيب والمصطلحات.
- يخلو الأسلوب من الأخطاء اللغوية والنحوية أو ما يسمى بالضرورات الشعرية.
- لا يعتمد الشاعر على التهويل والمبالغة.
- الاعتماد كثيراً على التشبيه والاستعارة في إبراز المعاني وتجسيمها وبث الحركة
والحياة فيها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

رسالة إلى صديق قديم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة إلى صديق قديم    رسالة إلى صديق قديم  Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 14:32

الأسلــــــــوب وطريقة العرض :

بداية القصيدة هذا المقطع الذي بدايته بكاء ، و البكاء لا يكون إلا على شخص عزيز و غال على النفس ، و ذلك يشير إلى حب القرية و التعلق بها .
عندما يذكر الشاعر الأيام و يبكي عليها فذلك يبين أن الأيام التي قضاها في القرية هي أيام سعيدة ، ليس من السهل نسيانها أو محوها من الذاكرة .
( قريتنا ) استخدام الشاعر للضمير ( نا ) الذي يدل على الجمع دون ضمير المفرد يدل على أن أهل القرية جميعاً متعاونون متكافلون متحابون كأنهم واحد ، و كأن الواحد يتحدث عنهم جميعاً .
( رحلت ) تفيد أن خروج أهل القرية منها كانت نتيجة العدوان و الإكراه ، و ليس مغادرة عادية للقرية و انتقالاً طبيعياً .
( و أبتهل ) توحي بأن البعيد عن القرية لا يملك إلا الأمل و التضرع للعودة إليها .
( أزقتها المقوسة العقود ) فيها استخدام للمجاز ، فالأزقة هي الممرات أو الطرق الضيقة و العقود و الأقواس هي للمباني ، فالمجاز فيها بالحذف .
( أزقتها- و صبحها- و مغربها..) هذه مبتدآت لم يذكر الشاعر أخباراً لها أي أن كل مبتدأ لم يذكر خبره ، و ذلك اعتماد على ذكاء القارئ و فطنته ، و كأن الشاعر يريد أن يورد هذه الأشياء للذكرى فقط ، و هو يعتمد على أن هذه الأشياء هي معالم من القرية . و في ذاكرة أبنائها .
( صبحها الخضل ) تعطي معنى ( صبحها خضل ) أي ندى، يملأ الندى الأرض فيه و النباتات و فيه أيضاً صورة مجازية .
( و مغربها الذي برجوع قطعان الرعاة إليه يكتحل ) في هذا البيت صورة خيالية ، جعل الشاعر فيها المغرب كأنه شخص ينظر بعينيه إلى رجوع الرعاة ، و يكون ذلك شيئاً جميلاً في عينيه ، كما يكون الكحل في عين من يكتحل به .
و في عبارة ( قطعان الرعاة ) مجاز لأن القطعان هي المواشي التي يرعاها الرعاة ، و ليس الرعاة هم القطعان .
( و فوق سقوفها البيضاء ) وصف السقوف بأنها بيضاء قد يكون له أكثر من معنى ، فهو يمكن أن يعني أن السقوف بيضاء بسبب نزول البرد عليها أو الثلج أو بسبب دهانها باللون الأبيض ، وقد لا يعني الشاعر هذا المعنى ، و لعله لجأ إلى استخدام كلمة البيضاء للإشارة إلى النقاء و الطهارة ، و سياق البيت و ما قبله و مابعده لا يساعد على هذا الاستخدام .
( و كيف يجيئها المطر فتورق في شفاه الحقل أغنية و تزدهر ) هذا البيت أو ما يمكن أن يعتبر بيتاًً فيه شذوذ عن شكل القصيدة و نظامها ، فالقصيدة كلها مبينة على اللام المضمومة ( أبتهلُ ، خضلُ،.. الخ ) فورود بيت واحد شاذ عنها بالراء ( المطرُ ) ( يزدهرُ) لا مبرر له و كان على الشاعر إذا أراد تقليد الأندلسيين في المقطعات أن يأتي في القصيدة بأكثر من هذا البيت الوحيد الذي بالراء .
( و كيف يجيئها المطر ) يستحضر الشاعر في ذهنه و ذاكرته أيام المطر في القرية .
( فتورق في شفاه الحقل أغنية و تزدهر ) هذه صورة خيالية جميلة حيث فيها تشخيص للحقل و تشبيه له بالإنسان الذي له شفاه ، و كأن هذا الإنسان الذي عبر عنه بالحقل مسرور و مبتهج و يغني . و هذا المعنى يتناسب مع ما يسمع من أصوات في الحقل من حركة أوراقه و أغصان أشجاره ، و غناء أطياره .
و إضافة كلمة أزدهر زادت الصورة وضوحاً فالأغنية على شفاه الحقل تنمو و تترع و تستمر .
( و إنك مثلما عودتني ... في بطء خرافي ) هذا الجزء من المقطع الأول خطاب لصديق الشاعر و فيه ملامح تشير إلى عادة صديقه السابقة في مشاكسته و ربما مداعبته ، و تشير إلى ذلك كلمة ( عودتني ) . كما أن من الملامح أنه كان يحتمل مشاكسات صديقه و تشير إلى ذلك كلمة ( و أحتمل ) كما أن من الملامح أن صديقه معه أو قريباً منه ، بل هو مهاجر إلى مكان غير قريب ، و تبين ذلك كلمة ( قد عدت ) و هي بناء على رسالة صديقه إليه و من بديع عبارات الشاعر إيراده كلمتي ( تؤذيني و أحتمل ) و ما بينهما من مفارقة .
( تعيرني بأني قابع في القدس ) هذه العبارة تحمل دلالات منها : أن من في الخارج ممن هاجروا ينظرون إلى الحياة نظرة مادية من خلال ما يجنون و كيف يعيشون و ربما يتنعمون ، و أن حب الوطن في نظرهم أصبح أمراً ثانوياً ، أو أمراً لا يحقق نفعاً ولا كسباً و توضح الدلالتين السابقتين كلمتا ( تعيرني ) و ( قابع ) .
كما أن من دلالات هذه العبارة حالة اليأس التي وصل إليها صديق الشاعر و يشير إلى هذا ( لا حبي سينقذني ) و ( لا جرحي سيندمل ) و كأن في عبارات هذا الصديق دعوة إلى الابتعاد عن هموم الوطن و آلامه و آماله ، و العيش بعيداً في راحة و هدوء .
و يزيد صديق الشاعر من اليأس عندما يقول له ( ستموت في بطء خرافي ) فكأنه لا يرى الحياة إلا في الخارج و لا يرى في الداخل إلا الموت . ( لا حبي .. لا جرحي ) لا و لا لتأكيد ما يريد التعبير عنه ، و إسناد الإنقاذ إلى الحب صورة خيالية تعطي إيحاءين متعاكسين فهي عند صديق الشاعر لا تحقق شيئاً و عند الشاعر تحقق الكثير .
( في بطء خرافي ) اختيار كلمة خرافي مع الموت البطيء يوحي بأن ذلك ليس معتاداً ولا سهلاً و لا قريب الوقوع .
يبدأ الجزء الثاني من القصيدة بقوله ( و سوف أموت ) و هو هنا يستخدم ضمير المتكلم استمرارا لما بدأ به من نقل رأي صديقه حين عيره ببقائه و عدم هجرته و تتبين استخدامات ضمير المتكلم ( تعيرني ، لا حبي، لا جرحي ، بأنني سأموت )
واستكمل هذا الاستخدام هنا في قوله : ( و سوف أموت ) و في هذه المرة جاء بأداة التسويف ( سوف ) التي تدل على البعد وطول المدة ،و ذلك جاء مناسباً بعد قوله فيما سبق ( في بطء )
( لا وطن و لا مال و لا مثل ) جمع الشاعر بين هذه الكلمات على أساس ما ورد في رسالة صديقه له ، و لعل صديقه يقصد بالوطن الجنسية و الدولة ، و بالمال المال الذي جمعه من المهجر ، و بالمثل المبادئ التي يعتز بها الشاعر ، وكأن صديقه يورد هذه الكلمات للسخرية .
و الجمع بين الكلمات الثلاث يشير إلى أنها متناقضات ، أو هي هكذا في رأي صديق الشاعر ، و ليس الأمر هكذا ، فالوطن و المثل لا تناقض بينهما ،فصاحب المثل لا يترك وطنه .
(نسيت بأنني البطء ) هذا رد من الشاعر على ما ورد في رسالة صديقه ، و هو يذكره بصفة يعرفها عنه فيقول ( نسيت ) . ثم يخبر الشاعر عن نفسه بأنه البطء ، و هذا خيال وضح رأيه في أن الثبات والاستمرار على المبدأ كأنه مبالغة قد أصبح البطء ، ثم يقول ( في بطئه يصل ) أي تحقيق هدفه و الوصول إلى غايته يكون بعد هذا البطء و الثبات على أرض الوطن .
(أنا جذر ) هذا تعبير آخر للشاعر و خيال يصور فيه نفسه كجذور عميقة لشجرة منغرسة في الأرض .
ثم يعمق الشاعر هذه الصورة التي هو فيها يمثل جذرا راسخاً في عمق الأرض ، و أنه ليس طارئاً أو مستحدثاً على هذه الأرض . و قد استعان بكلمات توحي بهذه الصورة و هذا المعنى و هي ( منذ تكون الأزل ) و عندما يورد الشاعر ذلك عن نفسه فهو إنما يعبر به عن أبناء وطنه الذين هم سلالة أولئك الذين عمروا هذه البلاد منذ أقدم الأزمان .
و قد أورد الشاعر كلمة الأزل و لعله يقصد بها المعنى القريب من أفهام الناس ، و هو الزمن البعيد أو القديم ، و لا يقصد بالأزل بمعنى الزمن الذي لم يكن فيه خلق ، لأن ذلك لا يتفق مع إيراده هذه الكلمة .
( يناغي ) هذه الكلمة تشير إلى قوة العلاقة بين الجذر و بين الأرض ، و كأنهما لطول ما مضى على هذه العلاقة يتسامران و يتناجيان و يتناغيان .
( و كون لحمها لحمي ) صورة تشير إلى أن عيش الجذر الذي عبر به الشاعر عن نفسه إنما هو من خير هذه الأرض ، و قد عبر عن خير هذه الأرض بقوله لحمها و ذلك لتجانس كلمة لحمي . ( و تحت ظلال زيتون الجليل ) هذه الكلمات تؤكد عمق الانتماء للأرض ، و قد اختار كلمة ( زيتون ) لما هو معروف عن الزيتون من أنه شجر معمر ، ثم أورد كلمة ( الجليل ) التي تشير إلى قريته في شمال فلسطين ن ثم جاء بكلمة ظلال مع الزيتون ، مع أن الظلال قد تكون أوضح في شجر غير الزيتون و لكنه هنا مهتم بالتّجذر و طول البقاء .
( أهمني الغزل ) عندما يصل الشاعر إلى هذا الحد في القصيدة فهو يعطي عدة انطباعات منها : أنه عاش في القرية فترة شبابه و هي التي يكون فيها الغزل و الصداقة و الحب ، و منها أن الحياة في القرية كانت تمضي هادئة لا يعكرها قلق ولا اضطراب ، و منها أن الشاعر في مرحلة في القصيدة يقترب من الشعر العربي القديم الذي كان يبدأ بالغزل ، حيث الحب ثم ينتقل إلى الغرض الذي يريده الشاعر ، و هو هنا لم يلتزم خط الشعراء القدامى فلم يأتي ذكر الغزل و الحب في بداية القصيدة بل في أثنائها .
( و أحفظ في شراييني الأحاديث ) يستمر الشاعر في تأكيد عمق انتمائه للأرض فجاء بصورة جديدة و هي حفظ الأحاديث ، و قد أورد كلمة شراييني ، و قد تكون مناسبة من حيث استيعاب الأحاديث و احتفاظها بها ، و لكنها ليست مناسبة شاعريا أو في جو الشعر ، إذ هي أقرب إلى لغة العلم لا للغة الخيال .
( التي باحت بها القبل ) استمرار في تصوير الأحاديث و العلاقة بالقرية ، مع استخدام كلمات أصرح في الغزل و هي القبل و البوح بها .
( و أحمل في خلاياي ) مع استمرار تأكيد صورة العلاقة بالقرية تأتي كلمة خلاياي للتعبير عن تغلغل هذه الأحاديث و الذكريات في نفس الشاعر ، و لكن تبقى كلمة (خلاياي) مثل كلمة ( شراييني) السابقة غير الشاعرية.
( الذين بحبهم قتلوا ) كان على الشاعر هنا أن يأتي بكلمة ( حب ) ( الذين بحبهم قتلوا ) أي أن حب الوطن كان الدافع لأن يتعرضوا للقتل .
( و من ترابهم و دمائهم جبلوا) تبدو هنا قافية الأبيات و هي اللام المضمومة قد قادت الشاعر لأن يسند الجبل إليهم ، و هو مسند إلى الأرض فهي و ترابها قد جبلت بدماء الأبطال ، فالكلمة المناسبة جبلت و لكن القافية لا تتفق معها .
( من اعتقلوا فما ملوا ) في هذه إشارة إلى ما يعانيه أبناء الوطن فمنهم من يقتل و منهم من يعتقل . و هو يعبر عن قوة احتمال المعتقلين بقوله ( فما ملوا ) .
( عذاب سجونهم أبدا بل إن غرامهم ملل ) كلمة أبدا تشير إلى طول فترة اعتقال الأبطال المعتقلين ، و إلى أنهم يستعذبون ما يتعرضون له لقوة عزيمتهم ، و قد عبر عن ذلك بقوله ( إن غرامهم ملل ) .
و في موسيقا هذا البيت لا بد أن تقرأ إن بحذف همزتها هكذا ( بل ان ) حتى تستقيم الموسيقى ، أو تلغي كلمة (بل) و يؤتى بدلها كلمة من حرف و هو الفاء و تصبح (فإن ) .
( قرأتك فانفعلت ) يعبر الشاعر عن تأثره عندما قرأ رسالة صديقه ، و هو يستعين بالخيال و المجاز فيقول (قرأتك ) و هو يعني قرأت رسالتك و فيها أيضا إيحاء بأنه فهم ما في فكره و نفسه ثم يقول ( فانفعلت ) أي تأثرت و التأثر قد يكون عن رضا و موافقة لما في رسالة صديقه، و قد يكون عن عدم رضا و ما جاء بعد ذلك يوضح عدم الرضا .
( و إنني كالشعر أنفعل ) هنا استعانة أيضا بالخيال فهو يشبه نفسه بالشعر و الشعر يعكس الشعور بالرضا أو النفور و إسناد الانفعال للشعر مبالغة في الخيال ،
*****************
- (سطورك في رسالتك الأخيرة لفها الخجل) ترتفع هنا نبرة الشاعر، وتزيد حدة معارضته لما قاله صديقه، واعتراضه على رسالته، وهو يبين بوضوح أن سطور رسالة صديقه لم تكن مقبولة عندها، ولكنه لا يواجهه بهذه الصراحة أو الشدة بل يقول له بلين (لفها الخجل) ومع ما في هذا التعبير من صورة خياليه بدا فيها الخجل شخصياً يلف شيئا يستحي منه، ولا يجرؤ أن يظهره للناس، فهو يرفق بصديقه، ويخاطبه بما يدل على الهدوء وهو الخجل واللف.
- (تراودني الحروف ذليلة وتذلني الجمل) الإيحاءات في هذا البيت كثيرة، وهي تبدأ بالمراودة (تراودني) وهي توحي بأنها تدل على السوء، ثم إن في إسناد المراودة للحروف صورة خيالية أيضاً، فالحروف تأخذ صفة الشخص الذي يغري الصديق – وهو الشاعر – بشيء معيب سيء، والحروف توحي بان كل ما في الرسالة يوحي بذلك، وليست السطور فقط كما سبق في ذكر أن السطور يلفها الخجل. ثم في وصف الحروف بالذلة إيحاء بأن الشاعر قوي العزيمة لا يذل ولا يستكين لما تحمله حروف رسالة صديقه من دعوة للرحيل عن الوطن. ثم يستمر الإيحاء في نسبة الذلة لنفسه عندما يقرأ الجمل، فهو في هذا يربأ بنفسه أن يقرأ جمل صديقه لأن فيها ما يدعو للذل والهوان، وهو الرحيل عن الوطن. ويستعين الشاعر بالتجانس بين ذليلة وتذلني لتوضيح معاينه ومقاصده.
- (تزين لي الرحيل) هنا يوضح الشاعر المراودة التي تضمنها بيته السابق، وهي فكرة الرحيل عن الوطن. وهو هنا يأتي بتعبير جديد (تزين لي) وكأن صديقه قد أخطأ في تقدير الأشياء، فهو يرى غير المقبول حسنا ويزينه لصديقه الشاعر.
- (كأن لا يكفيك من رحلوا) هنا أنتقل الشاعر من رفض دعوة صديقه والاكتفاء بعبارات فيها هدوء وتصوير معبر عن رفضه الفكرة إلى أسلوب التأنيب أو ما يقرب منه حين يريد من صديقه أن يكف عن دعوته تلك، وأن يقف عند حده فالذين حلوا كثيرون، وكان على صديقه ألا يشجع غيرهم على ذلك. والصورة واضحة القوة وتأكيد الموقف (كأن) (لا يكفيك)
**************************
- (وتغريني بأني إن أتيت إليك مثل البدر اكتمل) أورد الشاعر تعبيرا جديدا يؤكد أن محاولة صديقه لحمله على الرحيل دعوة فيها سوء وكان عليه أن يخجل منها، فقد قال عنها أولا (تراودني) ثم قال ثانيا (تزين لي)، ثم يقول هنا (وتغريني) وكان صديقه ملح في دعوته فهو يراود ويزين ويغري.
- (مثل البدر اكتمل) هذه العبارة تصوير لما يعرضه الصديق من احتمال الغني والمال والوجاهة وقد أتي بلفظين يدلان على ذلك وهما (البدر) والاكتمال واخذ منها (اكتمل).
واستخدام الشاعر أداة الشرط (ان) يدل على شك الشاعر في صدق ما قاله صديقه
وفي كلِّّ ما عرضه عليه. وفي إيراد البدر والاكتمال إشارة إلى الثقافة الدينية.
- (إن أتيت إليك) تحديد الإتيان بأنه إلى صديقه يوحي بأنه ليس وراءه هدف سام آو غاية نبيلة أو معقولة، بل انه سيكون فقط لإرضاء صديقه.
- (فشكراً يا صديق طفولتي) عبارة جميلة من الشاعر تحمل السخرية والمرارة ففيها الشكر وفيها تذكير بصداقة الطفولة التي كان ينبغي على صديقه أن يحرص على بقائها، و لا يغري بما ينقصها.
- (اختلفت بنا السبل) كأن الشاعر قد قرر هنا انه لن يوافق صديقه على ما يريد، فلكل منهما الآن فكرته وطريقته في الحياة، وهما فكرتان وطريقتان مختلفتان لم يعد الجمع بينهما سهلا
- (أنا نبض التراب دمي) تصوير قوي لارتباط الشاعر بأرض الوطن، وما يدل على قوة التصوير إيراد كلمة (نبض) وإضافتها إلى التراب، ثم الإخبار عنها بأنها دم الشاعر وكيانه وحياته.
- (فكيف أخون نبض دمي وارتحل) لجوء من الشاعر إلى رفض صارخ لدعوة صديقه مستخدما الاستفهام للأفكار، وان ذلك لا يصح منه لأنه خيانة، ثم بين قوة رفضه بقوله (نبض دمي). وقوله (وارتحل) كلمة تعبر عن محاولات صديقه كلها تدور حول الرحيل. وقد أورد الفعل (ارتحل) دون المجرد (ارحل) ليبين مدى ما بذله صديقه من جهد لحمله على الرحيل.
وفي الختام أكانت هذه الرسالة خيالا أم حقيقة، فهي تعبير عن حب الوطن، وعن قناعة أبنائه بان بقاءهم فيه حيث هم مع ما يتعرضون له من شظف عيش، ومعاناة، وتضحيات، هو واجب عليهم ألا يتخلوا عنه مهما قدم لهم من مغريات ومن وعود بالرفاهية وسعة العيش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
 
رسالة إلى صديق قديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة ‘لى صديق قديم
» رسالة إلى صديق قديم
» رسالة إلى صديق قديم
» اختبار - رسالة إلى صديق قديم
» رسالة الغفران و العلاقة بين رسالة الغفران و الكوميديا الإلهية..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقلام واعدة  :: العام الدراسي : 2010/2011 :: الصف التاسع-
انتقل الى: