أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقلام واعدة

إشراف المعلم: سلامة رزق الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الموشح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الموشح  Empty
مُساهمةموضوع: الموشح    الموشح  Emptyالسبت 19 مايو 2012, 13:51



  • نشأة الموشحات
  • أجزاء الموشحات
  • أغراض الموشحات




تعريف الموشحات

جمع مُوشح ، وقد عرفه ابن سينا ( كلام منظوم على وزن مخصوص بقوافِ مختلفة ،
وجاء في أحد المعاجم العربية التعريف التالي / ( شكل خارجي تتخذه القصيدة العربية ، يتكون من أجزاء معينة ، لا يتحكم فيه وزن أو قافية معينة ويختلف
باختلاف الشعراء )
والموشح مأخوذ من التوشيح وهو التنميق والتجميل



نشأة الموشحات

نشأت في الأندلس في أواخر القرن 13 هـ
على يد مُقدم بن مُعافى القبرِي
تطورت على يد يوسف بن هارون الرمادي الشاعر القرطبي
اكتملت صورتها على يد عُبادة بن ماءِ السماء




أجزاء الموشحات

المطلع ، الدور ، القُفل ، الخَرْجة ، البيت ، الغُصن ، السَمْط

المطلع ---> هو ما يفتتح به الموشح ، ويتألف من قسمين عادة أو أربعة
الدور ---> هو الجزء الذي يأتي بعد المطلع وقبل القفل يتألف من 3 أقسام فأكثر
ويجب في كل دور أن يكون مُتفقاً مع بقية الأدوار في الوزن وعدد الأقسام دون القافية
القُفل ---> هو الجزء الذي يلي الدور ويلزم أن يتفق كل قفل مع المطلع ومع بقية الأقفال ومع الخرجة
في الوزن والقافية وعدد الأقسام
الخرْجة ---> وهي آخر قفل في الموشح
البيْت ---> يختلف البيت في القصيدة العادية عن الموشح
فالبيت في القصيدة يتركب من جزأين ( صدر البيت وعجزه ) في الموشح من جزأين ( الدور + القفل الذي يليه )
كل دور مع القفل يطلق عليه بيت
الغُصُن ---> يطلق على كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال أو الخرجة
ويجب أن تتساوى جميع هذه الأجزاء في عدد الأغصان
السًمْط ---> هو اسم اصطلاحي لكل قسم من أقسام الدور ويجب أن تتساوى جميع الأدوار في عدد الأسماط




موضوعات الموشحات :

بالبداية كانت الموشحات ذات صله وثيقة بالغناء وكانت الأغراض التي تناسبها الغزل ووصف الطبيعة
ومن ثم اتسعت لجميع الأغراض ( مديح وهجاء، التهاني في المناسبات ، ثم رثاء أبطال المسلمين في حروبهم مع الفرنجة )



مثال :

:: ملاحظـــة ::

الموشحة في المثال غير كاملة فقط لتوضيح أجزائها :innocent: ~> كل جزء بلونه

مطلع - دور - قفل - خرجة

جــادك الغـيث إذا الغـيث هـمى يــازمــــان الــوصل بالأندلس
لــم يــكن وصــلـك إلا حــلـمـــا في الكـرى أو خلسة المختلس


إذ يقـود الدهر أشتات المنى ننقل الخـطـو على مـا ترسم
زمـــراً بين فــرادى وثـنــــا مثلما يدعو الحجيج الموسم
والحيا قد جلل الروض سنا فـثـغــور الـزهــر فيــه تبسم


وروى النعــمان عـن مــاء السما كيف يـروي مـالك عـن أنـس
فـكـســاه الحسـن ثــوباً مـعـلـمــا يــزدهي منـه بـأبـهى ملـبس

في ليــالٍ كتمت ســر الهـــوىبالـدجى لـولا شـمـوس الغــرر
مــال نجـم الكأس فيها وهـوى مستـقـيـم السـير سعــد الأثـــر
وطــرٌ مـا فيه مـن عـيب سوى أنـــه مـــر كـلـمــح الــبــصــر

حين لـذ النــوم شيئـاً أو كـمــا هـجــم الصبح هجــوم الحرس
غــارت الشهـب بنــا أو ربمــا أثــرت فـينــا عـيون الـنرجس



ارق التحايا وخالص الود

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الموشح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموشح    الموشح  Emptyالسبت 19 مايو 2012, 13:53

الموشحات الاندلسية





تعريف:
الموشح فن شعري فيه لون جديد من النظم ظهر في الاندلس وازدهر في القرن الرابع الهجري . فية خروج عن وحدتي الوزن والقافية وعناية شديدة بالموسيقى لأنه وضع للغناء قبل كل شيء

اقسام الموشح:
1- المطلع او اللازمة او المذهب: قفل البداية يسمى المطلع ويأتي مستقلا عن سائر اقسام الموشح وقد تكون قوافي المطلع متفقه او مختلفة.
2- القفل: كلام يتكرر بوزنه وعدد اجزائة وقافيته مع كل دور وليس هناك عدد محدد من الاقفال ولكن الملاحظ ان اكثر الموشحات لها خمسة اقفال
3- البيت: كلام يتكرر بوزنه وعدد اجزائه من دون قافيته وهو يقع بين قفلين.
4- الدور: وهو مجموع بيت وقفل ولا يدخل المطلع في أي دور.
5- الخرجه او قفل النهاية: هي آخر قفل في الموشح وتعتبر غايه في الاهمية وتاتي غالبا مختلفه عن سائر الاقفال اذ يجوز فيها اللحن
6- الغصن والسمط: الغصن هو كل جزء من القفل مثل: ايها الساقي اليك المشتكى، والسمط هو كل جزء من البيت مثل: ونديم همت في غرته.

موضوعات الموشحات:
الغاية الاساسية من فن الموشحات هي الغناء لذا اهتم الوشاحون بالغزل ووصف الطبيعه فالمدح.

شعراء الموشحات:
1- مقدّم بن معافر الفريري
2- محمد القبري الضرير
3- ابن عبد ربه









google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);

4- يوسف بن هارون الرمادي
5- عبادة بن ماء السماء
6- عبادة القزاز قال في المعتصم بن صمادح ملك المرية:
ولو لم أكن عبدا لآل صمادح
وفي ارضهم اصلي وعيشي ومولدي
لما كان لي الا اليهم ترحل
وفي ظلهم امسي واضحي واغتدي.
7- ابو بكر محمد بن عيسى الداني(ابن اللبانه)
قال:
في نرجس الاحداق وسوسن الاجياد
نبت الهوى مغروس بين القنا المياد

ومن موشحاته:

شاهدي في الحب من حرقي
ادمع كالجمر تنذرف
تعجز الاوصاف عن قمر
خده يدمي من النظر
بشر يسمو على البشر
قد براه الله من علق
ماعسى في حسنه اصف

8- يحي بن محمد الانصاري(الصيرفي)
قال:

روضة زبرجدية ونسيم يتبختر
في غلال ندية اشربت مسك وعنبر
سحب من لازورد وبروق من نضار
كلما اتت بوعد كحلت بمثل نار
فبكت بماء ورد في خدود من بهار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الموشح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموشح    الموشح  Emptyالسبت 19 مايو 2012, 13:55

الموشَّحات الأندلسية


تعريف :

الموشح فن شعري فيه لون جديد من النظم ، ظهر في الأندلس وازدهر في القرن العاشر الميلادي ( الرابع من الهجرة ) . فيه خروج على وحدتي الوزن والقافية وعناية شديدة بالموسيقى ، ذلك أنه وضع للغناء قبل كل شيء . كما تدخل على الموشح ألفاظ عامية عربية وأعجمية اسبانية . والوشّاح هو الذي ينظم الموشحات . وسمي الموشح هكذا تشبيها له بوشاح المرأة وهو قطة من القماش النفيس المزخرف كانت المرأة الأندلسية تشده بين كتفيها وخاصرتيها ، ووجه الشبه هو في الزخرفة والترصيع .

أقسام الموشح :

تعددت أقسام الموشح وتنوعت حتى أنه لم يعد بالإمكان وضع نظام يطبق على كل القصائد . وكن أكثر الموشحات تبعث نمطاً معيناً على غرار من نراه في قصيدة ابن زهر ( أيها الشاكي ) واقسام الموشح هي الآتية :

ــ المطلع أو اللازمة أو المذهب : قفل البداية يسمى المطلع ويأتي مستقلاً عن سائر أقسام الموشح ، وقد تكون قوافي المطلع متفقة أو مختلفة . ولا يشترط أن يكون لكل موشح مطلع فإن وجد سمي الموشح تاماً وإلا فهو أقرع .

ــ القفل : كلام يتكرر بوزنه وعدد أجزائه وقافيته مع كل دور . وليس هناك عدد محدود من الأقفال ، ولكن الملاحظ أن أكثر الموشحات لها خمسة أقفال .

ــ البيت : كلام يتكرر بوزنه وعدد أجزائه من دون قافيته ، وهو يقع بين قفلين . والحد الأدنى لأقسام البيت ثلاثة وقد تكون الأقسام أربعة أو خمسة وقلماً تجاوزت هذا العدد .

ــ الدور : هو مجموع بيت وقفل ، ولا يدخل المطلع في أي دور .

ــ الخرجة أو قفل النهاية : هي آخر قفل في الموشح ، والخرجة عند بعض الوشاحين تعتبر في غاية الأهمية . وتأتي أحياناً مختلفة عن سائر الأقفال إذ يجوز فيها اللحن ، ومن المستحسن أن تكون طريفة عذبة فيها نكتة أو نادرة أو حكمة ، وقد تأتي بالعامية أو الأعجمية .

ــ الغصن والسمط : الغصن هو كل جزء من القفل ( كذلك في المطلع والخرجة ) ، فالغصن في المثل أعلاه هو( أيها الساقي إليك المشتكى ) والسمط هو كل جزء من البيت : ( ونديم همت في غرته ) .
وتجدر الإشارة إلى اختلاف الآراء حول مكان كل من البيت والدور ، فابن سناء الملك يستعمل كلمتي بين ودور للدلالة على ما أوضحناه ، وكذلك الأبشيهي ، بينما عكس بعض الكتاب ذلك فجعلوا البيت مكان الدور والدور مكان البيت .

نشأة الموشح والغاية منه :

تختلف الآراء حول كيفية نشوء فن التوشيح ، لكن المؤرخين الأندلسيين يتفقون على أن الموشحات نشأت عندهم ثم انتقلت إلى المشرق ، ومن هؤلاء المقري وابن بسام وابن خلدون . على أن بعض الدارسين يشك في صحة نسبة هذا الفن للأندلسيين . أما عن بداية هذا الفن فلا ندري بالتحديد متى كانت وعلى يد من نشأ ، فابن خلدون يرى أن مخترع هذا النظم هو مقدم بن معافر الفريري الذي ينتمي إلى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر ( الرابع الهجري ) ، بينما ابن بسام يرى أنه محمد القبري الضرير أو هو ابن عبد ربه .
وفيما يتعلق بالغاية التي من أجلها وضع هذا الفن فإن هنالك أكثر من رأي : يقول ابن خلدون بأن المتأخرين من الأندلسيين استحدثوا هذا الفن عندما كثر الشعر عندهم وتهذبت مناحيه وبلغ التنميق فيه الغاية . لكن رواد هذا الفن ليسوا متأخرين إذ أنهم عاشوا قبل أن يبلغ الشعر الأندلسي درجة عالية من التنميق .
ولعل وضع هذا النوع من النظم يعود إلى دوافع موسيقية ، فالمغنون والموسيقيون شعروا بالحاجة إلى تغيير الأصوات والأنغام عن طريق اشتراك عدة مغنين في جوقة تتنوع فيها الألحان وتعدد المغنين في غناء واحد حمل الشعراء إلى وضع مقطوعات
متعددة ليكفوا بها الموسيقيين مؤونة البحث عن الأشعار الصالحة لهذه الطريقة في الغناء ، فكانت الموشحات المتعددة الأوزان . لهذا نجد أن أكثر الموشحات التي وضعت في الحقبة الأولى من ظهوره حافظت على الوزن الواحد مع تعدد القوافي وتنوع أقسام البيت فيما بعد تحررت كلياً من الأوزان الخليلية ، مع حفاظ بعض الوشاحين المتأخرين على الوزن الواحد في قصائدهم . ويبدو أن الموشحات لم تكن وقفاً على فئة معينة مختارة من الناس من دون سواها ، بل جعلت قصائد شعبية بدليل وجود الخرجة الأعجمية والألفاظ الاسبانية أو العامية والمخالفة لقواعد اللغة .

موضوعات الموشحات :

نعلم أن الغاية الأساسية من فن الموشحات هي الغناء ، فلا بد بالتالي من أن تكون موضوعاتها مناسبة لذه الغاية . ولذا اهتم الوشاحون أول الأمر بالغزل والمجون ووصف الطبيعة . ثم استغل هذا الفن في حقل المدح لأن أفضل مجالس الغناء كانت تعقد في قصور الملوك والأمراء ، فجعلت الموشحات سبيلاً للحصول على عطايا الممدوح ، وكان بعض الوشاحين يبدأون مدائحهم وختمونها بالغزل .
على أن الطبيعة كانت له النصير الأوفر في عالم الموشحات ، فالأندلسيون تعلقوا بطبيعة بلادهم فلم يتخلوا عنها في قصائدهم ، وقلما نقرأ موشحة ولا نرى فيها ذكراً للطبيعة بألوانها وأزهارها وعمرانها ومدنها . فالشاعر يسحره الماء في الجداول والبرك وتطربه الأطيار ، وكل صورة من صور الطبيعة تبدو عنده شاعرة حساسة كما لو كانت إنساناً عاقلاً . وإذا كانت الطبيعة قد أثرت في مشاعر الأندلسيين وأخيلتهم فلأنهم انتقلوا من بادية قاحلة إلى أرض خصبة غناء ومن لفحات الريح السامة وحرارة الشمس الكاوية إلى الظلال الوارفة و النسائم الناعمة ، فلا عجب بعد ذلك أن جعلوا للطبيعة مقاماً خاصاً في قصائدهم .

شعراً الموشحات :

ودرت أسماء بعض الوشاحين في كتب المؤرخين ، فعلمنا أن فن التوشيح كانت بداياته على يد مقدم بن معافر الفريري أو محمد القبري الضرير أو ابن عبد ربه ، وهؤلاء ضاعت موشحاتهم . وأول وشاح اشتهرت قصائده هو يوسف بن هارون الرمادي الشاعر القرطبي الذي عاش أيام الخليفة عبد الرحمن الناصر ، وكان شعره معروفاً عند العامة والخاصة . ولكن قصائده لم يكن لها ذلك التقسيم الواضح في الأقفال والأبيات ، وإنما كان الرمادي أول من جعل البيت الشعري عدة أقسام أو أغصان أو أسماط . وقد ضاع ديوان الرمادي ولم تصل منه إلا مقطوعات متفرقة . ثم جاء عبادة بن ماء السماء ( القرن العاشر الميلادي ، والرابع الهجري ) فاكتملت على يده صورة الموشح ، ولكن موشحاته على كثرتها وبعده عن التطلف فيها قد ضاعت ولم يبق منها إلا القليل . ويخلط بعض النقاد بينه وبين عبادة القزاز شاعر المعتصم بن صمادح ملك ألمرية وفيها يقول :



لو لـــم أكــن عــــبـداً لآل صــــمـادح

وفي أرضهم أصلي وعيشي ومولدي
لـمـا كـــان لــي إلا إليــــهم تـــرحـــلٌ
وفي ظـلهم أمـسي وأضـحي وأغـتدي



ومن قصائده المشهورة موشحة مطلعها :



بــــــــــــــدر تـــم شـــمـس ضـــحــــى

غـــصـــن نـقــــــــــــا مــسـك شــــــم



ومن مشاهير الوشاحين في عصر ملوك الطوائف أبو بكر محمد بن عيسى الداني المعروف بابن اللبانة ، وكان شاعر المعتمد أن ابن اللبانة عبع أميره المعتمد إلى منفاه ومدحه بعدة قصائل ولم يقبل مكافأته إخلاصاً منه ووفاء لذكرى الأيام التي قضاها في بلاط إشبيليه . من موشحاته المشهورة قصيدته التي مطلعها :

فـي نرجــس الأحـداق .... وسـوسن الأجياد
نـبت الهـوى مـغروس .... بـين القـنا الـمياد


ومن الموشحات المنسوبة لابن اللبانة قوله :



شـاهــدي فـي الحـب مـن حـرقي

أدمــــع كــالجـمــر تــنــــــذرف
تـعـجز الأوصـاف عـن قـمر
خــده يــدمـى مـــن الــنـظــر
بشـــر يســمو علـى البشــر
قـــــــــد بـــــراه الله مــن عـــلـق
مــا عسـى فــي حســـنه أصـــف



يكما عرف من الوشاحين أبو الحسن على ( المعروف بابن الزقاق ) المتوفي سنة 530 هـ وقد وضع مجموعة قصائد أتصفت بدقة الألفاظ وبساطة المعاني والصور المبتكرة والموسيقى الغنية . وهناك أبو الحسن على الضرير المعروف بالحصري صاحب القصيدة المشهورة ( يا ليل الصب ) التي نسج الكثيرون على منوالها ، وقد كان الحصري من شعراء المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية ، وفي آخر حياته عاش بمدينة طـنـجـة حيث مات سنة 488 هـــ .
أما أبو جعفر أحمد بن علي الضرير فكان معروفاً باسم الأعمى التطيلي نسبة إلى بلدته تطيلة قرب سرقسطة وقد توفي في حدود سنة 520 هـــ ، وله ديوان شعري متنوع الموضوعات ، وكانت شهرته الأدبية مبنية على ما له من موشحات ، منها التي مطلعها:



ضـــاحك عــن جمـان .... ســافـر عـن بــدر

ضــاق عنــه الزمــان .... وحــواه صـــدري


من بين شعراء الموشحات المشهورين أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن ( المعروف بابن بقي ) المتوفي بمدينة وادي آش سنة 540 هــ ، وتجدر الملاحظة إلى أن العصر الذهبي للمشحات الأندلسية بدأ مع الأعمى التطيلي وابن بقي .ومن الموشحات المشهورة قصيدة ابن بقي التي مطلعها :



سـاعدوناً مصـبحيناً نرتشـفها قد ظُـمينا

كنضـارٍ في لـُجين نـعم أجـر العـاملينـــا


وهناك الفيلسوف الأندلسي المعروف أبو بكر محمد ( المعروف بابن باجة ) الذي ترك مجموعة موشحات منها قوله :



جـــــــرر الــذيـــــل أيــمــا جــــــــر

وصـــــل الســـكر مـنــــه بالســـكر


وفي مجال تعداد شعراء الموشحات لا بد من ذرك إما الزجالين محمد بن عيسى بن قزمان . وقد بدأ حياته ناظماً للشعر بالفصحى ، ولما رأى نفسه مقصراً عن معاصريه كابن خفاجة انتقل إلى النظم باللغة العامية . وقد توفي ابن قزمان في رمضان من عام 555 هـــ تاركاً مجموعة موشحات منها :




مــعشر العــذال بــي مــن الأقمــار

أغــصن ميــاده مســن فــي أكفــال



ومن الوشاحين يحيى بن محمد الأنصاري الصيرفي المتوفي سنة 557 هــ وله موشحات متعددة المواضيع منها :




روضـــة زبـــر جديـــة ونـســيم يـتــبـخـــتـر

فــي غــلال نـجيـة أشــربت مـسكـاً وعـنـبـر
سـحـب مــن لازورد ... وـبروق من نضـــار
كـلـمــا أتــت بوعـــد ... كـحلـت بـمثـل نــــار
فبكـت من مـاء ورد ... فـي خـدود من بهـار


ومن كبار وشاحي الأندلس أبو بكر محمد ( المعروف بالحفيد بن زهر ) وهو أشهر شعراء عهد الموحدين ، ولد سنة 504 هــ وهو من أسرة اشتهرت بالطب والأدب . نال حظوة لدى السلطان أبي يوسف يعقوب فكان طبيب القصر وشاعره . وهو صاحب الموشحة المشهورة التي مطلعها :



أيــها الســاقي إليـــك المشــتكـى

قـــد دعـــونـاك وإن لـــم تســمـع


ونثبت هنا قسماً من مشوحته التي ما تزال إلى اليوم من القصائد المفضلة للغناء :




ما للموله من سكره لا يفيق يا له من سكـــران

من غير خمر ما للكئيب المشوق يندب الأوطان
هــــل تســتـعـاد أيـــامـنا بالخــليــج ولــيالــينـــا
إذ يســتــفـاد ـمن النسـيم الأريــج مسـك دارينـا
وإذ يكــاد حــسن المكــان البهــيج أن يـحيــيـنـا
نـــهر أظلـه دوح عليـه أنيــق مـورق الأفنــــان
والماء يجري وعائم وغريق من جنى الريحـان


ومنهم أبو أسحق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي شاعر إشبيليه ووشاحها ، كان يهودياً فأسلم ، وقد مات في سنة 649 هــ . وأشهر موشحاته هي التي يبدأها بقوله :



هل درى ظبي الحمى أنه قد حمى أنه قد حمى

قلـــــب صــــب حــلــــــه عـــن مــكــنـــــس


وقد نسج على منوالها عدد كبير من الشعراء أمثال لسان الدين بن الخطيب .
بعد أفول شمس الموحدين دب الضعف في عالم الموشحات ومال الناس إلى شعر الزجل . مع ذلك استطاع عهد بني الأحمر أن يعطي عدداً من شعراء الموشحات أشهرهم لسان الدين بن الخطيب ، وهو أحد أعلام الشعراء والمؤرخين ورجال السياسة الأندلسيين . وقد بدأ حياته كاتباً عند بني نصر المعروفين ببني الأحمر ، وولي الوزارة في أيام الغني بالله ، ثم تغير على السلطان ففر شاعرنا إلى المغرب ، وعم ذلك قتل ابن الخطيب خنقاً في سجنه سنة 776 هــ وقد ترك ابن الخطيب كتباً متنوعة الموضوعات وقصائد منها موشحته التي مطلعها :



جــادك الغـيث إذا الغـيث هـمـى

يـا زمــان الـوصـــل بالأنـدلــس


أما تلميذ ابن الخطيب أبو عبد الله محمد بن يوسف ( المعروف بابن زمرك ) ، فقد تولى الوزارة بعد فرار أستاذه بعدما اشترك في المؤامرة ضده ، وقد قتل غيلة في سنة 795 هــ ومن موشحاته المشهورة تلك التي مطلعها :



نسيم غرناطة عليل .... لكنه يبرئ العليل


لابد ، بعدما أقمنا عرضاً لأهم وشاحي الأندلس ، من ذكر المشهورين من الوشاحين المشارقة ، ولا نعرف كيف انتقلت الموشحات الأندلسية إلى المشرق ، إنما يرجع بعضهم أن ابن سناء الملك كان له الفضل في تعريف المشارقة إلى هذا الفن بعد ما وضع كتابه ( دار الطراز في عمل الموشحات ) . ولا بد إذاً من أن يكون ابن سناء الملك أول الوشاحين المشارقة إذ عرفت له قصائد رقيقة في هذا الفن ، وقد توفي هذا الأديب المصري في حدود سنة 608 هــ .
ومن الوشاحين المشارقة الشاعر المصري كمال الدين علي بن محمد المعروف بابن النبيه الذي تولى ديوان الخراج في أيام الأيوبيين ، وقد توفى في حدود سنة 619 هــ .
ومنهم محمد بن سليمان التلمساني المعروف بالشاب الظريف المتوفى في سنة 688 هــ في دمشق . ومن الوشاحين المشارقة صدر الدين محمد المعروف بابن الوكيل المتوفى في القاهرة سنة 716 هــ ، ومن أجود موشحاته تلك التي ضمنها أبياتً من نونية ابن زيدون ، وفيها يقول :



غــــدا مـــناديـاً محــكـمـاً فـينــا

يقضي علينا الأسى لولا تأسينا


ومن الأسماء التي اشتهرت في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة الصلاح الصفيدي الذي ولد بصقد فلسطين وتوفي بدمشق سنة 764 هــ ولا يمكن أن نغفل شاعر العراق المعروف صفي الدين الحلي المتوفى ببغداد سنة 750 هــ وفي ديوانه موشحات يظهر فيها التكلف ولزوم ما لا يلزم مما يجعلها خالية من الروح والعفوية .
وبعدما انتهى أمر التوشيح في الأندلس مع سقوط مدينة غرناطة سنة 897 هــ استمر المشارقة ينظمون الموشحات حتى وصلوا بهذا الفن إلى عصر النهضة .

ومما يعطي صورة وافية لبناء الموشح ، وتأليفه ونظمه ، موشحة أبي بكر عبادة بن عبد اله بن ماء السماء شيخ الوشاحين في عصره . يقول فيها :



المطلع




من ولي في أمة أمراً ولم يعدل .... يعز إلالحاظ الرشأ الأكحل




الدور أو النص




جرت في حكمك في قتلي يا مســرف

فانصف فواجب أن ينصف المنصــف
وارأف فـإن هـذا الشــوق لا يــــرأف




القفل




علل قلبي بذاك البارد السلسل .... ينجلي ما بفؤادي من جوى مشعل




دور




إنمــا تــبرز كــي توقــد نــــار الفتـــــن

صنمــاً مـصوراً فــي كــل شيء حـسـن
إن رمى لم يخط من دون القلوب الجنن




قفل




كيف لي تخلص من سهمك المرسل .... فصل واستبقني حياً ولا تقتل




دور




يا سنــا الشمـس ويـا أبهـا من الكوكب

يــا منـى النفـس ويـا سؤلــي ومطـلبي
هــا أنـا ، حـل بـأعـدائك مـا حــل بــي


قفل




غذّلي من ألم الهجران في معزل .... والخلي في الحب لا يسأل عمن بلي




دور




أنت قد صيرت بالحسن من الرشد غي

لــم أجـد فــي طرفـي جـبــك ذنبـاً عـلي
فــاتـئـد ، وإن تشـأ قـتـلي شـيئـاً فشــي




قفل




أجمِلِ ، ووالني منك يد المفضل .. فهي لي من حسنات الزمن المقبل




الدور




مــا اغـتذى طـرفي إلا بســنا ناظريــك

وكذا في الحب ما بي ليس يخفى عليك
وكــــذا أنشـــد والقلــب رهــين لـــديك


الخرجة




يا علي سللت جفنيك على مقتلي .... فابق لي قلبي وجد بالفضل يا موئلي





ومن أجمل ما قرأت في هذا الفن :



جــادك الغيث إذا الغيث همى ...

..................................... يا زمــان الوصــل بالأندلــس
لـــم يكـــن وصـلك إلا حلـما ....
..................................... في الكرى أو خلسة المختلس
إذ يقـود الدهـر أشـتات المنـى ....
..................................... نـنقل الخـطو علـى مـا ترسـم
زمــراً بيــن فــرادى وثـنـــا ....
..................................... مثلـما يدعـو الحجيج الموسم
والحيا قـد جـلل الروض ســنا ....
..................................... فـثـغور الزهــر فـيـه تَــبــسِـمُ
وروى النعمان عن ماء السماء ....
..................................... كـيف يـروي مـالك عـن أنــس
فـكسـاه الحـسـن ثـوبـاً معـلـمـاً ....
...................................... يـزد هـي منـه بـأبهى مـلـبس
فـي لـيال كـتمت ســر الـهـوى ....
...................................... بالـدجى لـولا شـموس الغـرر
مـال نـجم الكـأس فيهـا وهوى ....
....................................... مســتقيم السيـر سـعـد الأثـر
وطـر مـا فـيه مـن عـيب سوى ....
....................................... أنـــه مَـــرَّ كلمــــح الـــبـصر
حـيـن لـذ النـوم شـيئاً أو كمــا .....
..................................... هـجم الصبــح هجوم الحرس
غـارت الشـهـب بـنـا أو ربـمـا .....
..................................... أثرت فيــنا عيــون النرجــس
أي شـــيء لامــرئ قـد خـلصا ....
..................................... فيكون الروض قد مكن فيــه
تـنهـب الأزهــار فـيه الفـرصـا ....
...................................... أمــنت مـن مـكـره مـا تتقيه
فــإذا المــاء تـــناجى والحـصا ....
.......................................وخــلا كـل خــــليل بـأخـيــه
تــبـصر الـورد غــيوراً بــرمـا ....
..................................... يكتسي من غيظه ما يكتـسي
وتـــرى الآس لـبـــيــبا فـهـمـا ....
...................................... يـسـرق السـمـع بـأذني فرس
يا أهـيل الحي من وادي الغضا ....
..................................... وبـقلــبي مــسـكنٌ أنــتـم بـــه
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا ....
...........................................لا أبالي شرقه من غربه
فأعيدوا عـهـد أنس قـد مضـى ....
............................................تـعــتقوا عـبدك من كربه
واتـقـوا الله ، وأحــيوا مـغرمـاً ....
.............................................يـتلاشـى نفَـسـاً في نفسِ
حـــبس القــلب عــليـكم كـرمـا ....
............................................. أفـتـرضون عفاء الحُبُـسِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الموشح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموشح    الموشح  Emptyالسبت 19 مايو 2012, 13:58

الموشحات الأندلسية

تعريف


الموشح فن شعري فيه لون جديد من النظم ، ظهر في الأندلس وإزدهر في القرن العاشر الميلادي ( الرابع الهجري ) .
فيه خروج على وحدتي الوزن والقافية وعناية شديدة بالموسيقى ، وذلك لأنه وضع للغناء قبل كل شيء . كما تدخل على الموشح ألفاظ عامية عربية وأعجمية أسبانية ، والوشاح هو الذي ينظم الموشحات . وسمي الموشح هكذا تشبيها ً له بوشاح المرأة وهو قطعة من القماش النفيس المزخرف كانت المرأة الأندلسية تشده بين كتفيها وخاصرتها ، ووجه الشبه هو في الزخرفة والترصيع .


أقسام الموشح

تعددت أقسام الموشح وتنوعت حتى انه لم يعد بالإمكان وضع نظام يطبق على كل القصائد .
لكن أكثر الموشحات تبعث نمطا ً معينا ً على غرار ما نراه في قصيدة (( ابن زهر )) ( أيها الشاكي ) .

اقسام الموشح هي الآتيه :


  • المطلع أو اللازمة أو المذهب : قفل البداية يسمى المطلع ويأتي مستقلا ً عن سائر أقسام الموشح ، وقد تكون قوافي المطلع متفقة أو مختلفة . ولايشترط ان يكون لكل موشح مطلع فإن وجد سمي الموشح تاما ً إلا فهو أقرع .

  • القفل : كلام يتكرر بوزنه وعدد أجزائه وقافيته مع كل دور . وليس هناك عدد محدود من الأقفال ، ولكن الملاحظة أن أكثر الموشحات لها خمسة أقفال .

  • البيت : كلام يتكرر بوزنه وعدد أجزائه من دون قافيته ، وهو يقع بين قفلين . والحد الأدنى لأقسام البيت ثلاثة وقد تكون الأقسام أربعة أو خمسة وقلما تجاوزت هذا العدد .

  • الدور : وهو مجموع بيت وقفل ، ولايدخل المطلع في أي دور .

  • الخرجة أو قفل النهاية : هي اخر قفل في الموشح ، والخرجة عند بعض الوشاحين تعتبر في غاية الأهمية . وتأتي أحيانا ً مختلفة عن سائر الأقفال إذ يجوز فيها اللحن ، ومن المستحسن أن تكون طريفة عذبة فيها نكتة أو نادرة أو حكمة ، وقد تأتي بالعامية او الأعجمية .

  • الغصن والسمط : الغصن هو كل جزء من القفل ( كذلك في المطلع والخرجة ) ، فالغصن في المثل أعلاه هو (( ايها الساقي إليك المشتكي )) والسمط هو كل جزء من البيت : (( ونديم همت غرته )) .


وتجدر الإشارة إلى إختلاف الآراء حول مكان كل من البيت والدور ، فإبن سناء الملك يستعمل كلمتي بين ودور للدلالة على ما أوضحناه ، وكذلك الأبشيهي ، بينما عكس بعض الكتاب ذلك فجعلوا البيت مكان الدور والدور مكان البيت .


نشأة الموشح والغاية منه

تختلف الآراء حول كيفية نشوء فن التوشيح ، لكن المؤرخين الأندلسيين يتفقون على أن الموشحات نشأت عندهم ثم إنتقلت إلى الشرق ، ومن هؤلاء ( المقري ) و ( ابن بسام ) و ( ابن خلدون ) . وعلى ان بعض الدارسين يشك في صحة نسبة هذا الفن إلى الأندلسيين .

بدايته

أما بداية هذا الفن فلا ندري بالتحديد متى كانت وعلى يد من نشأ ، فإبن خلدون يرى أن مخترع هذا النظم هو ( مقدم بن معافر الفريري ) الذي ينتمي إلى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر ( الرابع الهجري ) ، بينما ابن بسام يرى انه ( محمد القبري الضرير) أو هو ( ابن عبد ربه ) .

وفيما يتعلق بالغاية التي من أجلها وضع هذا الفن فإن هناك غير رأي . يقول
(ابن خلدون ) بأن المتأخرين من الأندلسيين استحدثوا هذا الفن عندما كثر الشعر عندهم وتهذبت مناحيه وبلغ التنميق فيه الغاية .
ولكن رواد هذا الفن ليسوا متأخرين اذ انهم عاشوا قبل أن يبلغ الشعر الأندلسي درجة عالية من التنميق .

ولعل وضع هذا النوع النظم يعود إلى دوافع موسيقية ، فالمغنون والموسيقيون شعروا بالحاجة إلى تغيير الأصوات والأنغام عن طريق اشتراك عدة مغنيين في جوقة تتنوع فيها الألحان .

وتتعدد المغنيين في غناء واحد حمل الشعراء إلى وضع مقطوعات متعددة ليكفوا بها الموسيقيين مؤونة البحث عن الأشعار الصالحة لهذه الطريقة في الغناء ، فكانت الموشحات المتعددة الأوزان . لهذا نجد ان اكثر الموشحات التي وضعت في الحقبة الأولى من ظهوره حافظت على الوزن الواحد مع تعدد القوافي وتنوع اقسام البيت ، وفيما بعد تحررت كليا ً من الأوزان الخليلية ، مع حفاظ بعض الوشاحين المتأخرين على الوزن الواحد في قصائدهم . ويبدو ان الموشحات لم تكن وقفا ً على فئة معينة مختارة من الناس من دون سواها ، بل جعلت قصائد شعبية بدليل وجود الخرجة الأعجمية والألفاظ الأسبانية أو العامية والمخالفة لقواعد اللغة .


موضوعات الموشحات

نعلم ان الغاية الأساسية من فن الموشحات هي الغناء ، فلابد بالتالي من أن تكون موضوعاتها مناسبة لهذه الغاية . ولذا إهتم الوشاحون اول الأمر بالغزل ووصف الطبيعة . ثم إستغل هذا الفن في حقل المدح لأن أفضل مجالس الغناء كانت تعقد في قصور الملوك والأمراء فجعلت الموشحات سبيلا ً للحصول على عطايا الممدوح ، وكان بعض الوشاحين يبدأون مدائحهم ويختمونها بالغزل .

على ان الطبيعة كان لها النصيب الأوفر في عالم الموشحات ، فالأندلسيون تعلقوا بطبيعة بلادهم فلم يتخلوا عنها في قصائدهم ، وقلما نقرأ موشحة ولا نرى فيها ذكرا ً للطبيعة بألوانها وأزهارها وعمرانها ومدنها . فالشاعر يسحره الماء في الجداول والبرك وتطربه الأطيار، وكل صورة من صور الطبيعة تبدو عنده شاعرة حساسة كما لو كانت إنسانا ً عاقلا ً .
وإذا كانت الطبيعة قد أثرت في مشاعر الأندلسيين واخيلتهم فلأنهم انتقلوامن بادية قاحلة إلى ارض خصبة غناء ومن لفحات الريح السامية وحرارة الشمس الكاوية إلى الظلال الوارفة والنسائم الناعمة ، فلا عجب بعد ذلك ان جعلوا للطبيعو مقاما ً خاصا ً في قصائدهم .


شعراء الموشحات

وردت أسماء بعض الوشاحين في كتب المؤرخين ، فعلمنا أن فن التوشيح كانت بدايته على يد ( مقدم بن معافر الفريري ) أو ( محمد القبري الضرير ) أو ( ابن عبد ربه ) ، وهؤلاء ضاعت موشحاتهم . وأول وشاح إشتهرت قصائده هو ( يوسف بن هارون الرمادي ) الشاعر القرطبي الذي عاش أيام الخليفة عبد الرحمن الناصر ، وكان شعره معروفا ً عند العامة والخاصة . ولكن قصائده لم يكن لها ذلك التقسيم الواضح في الأقفال والأبيات ، وإنما كان الرمادي أول من جعل البيت الشعري عدة أقسام أو أغصان أو أسماط .

وقد ضاع ديوان الرمادي ولم تصل منه إلا مقطوعات متفرقة .
ثم جاء ( عبادة بن ماء السماء ) في القرن العاشر الميلادي ، الرابع الهجري ، فإكتملت على يده صورة الموشح ، ولكن موشحاته على كثرتها وبعد التكلف فيه قد ضاعت ولم يبق منها إلا القليل . ويخلط بعض النقاد بينه وبين ( عبادة القزاز ) شاعر المعتصم بن صمادح ملك المرية وفيها يقول :

ولو لم أكــــن عـبــــــدا ً لآل صـمــــــادح
وفي أرضـهـم أصلي وعيـشــي ومــولـدي
لــمــا كـــان لــي إلا إلـيـهـم تــرحـــــــــل ُ
وفـي ظـلـهـم أمـسـي و أضحـي وأغـتـدي

ومن قصائده المشهورة موشحة مطلعها :

بـــــدر تـم شـمـــس الـضـحــى
غـصــن نقـا مـســك شــــــــــم

ومن مشاهير الوشاحين في عصر ملوك الطوائف
( أبو بكر محمد بن عيسى الداني ) المعروف بإبن اللبانة ، وكان شاعر المعتمد بن عباد وتوفي في سنة 507 هجرية ، والمعروف أن إبن اللبانة تبع أميره المعتمد إلى منفاه ومدحه وبعدة قصائد ولم يقبل مكافئته إخلاصا ً منه ووفاء لذكرى الأيام التي قضاها في بلاط أشبيلية .
من موشحاته المشهورة قصيدته مطلعها :


فـي نـرجـس الأحـــداق وسـوســن الأجـيــــاد
نـبـــــت الهــوى مغــروس بـيـن القـنا المـــياد

ومن الموشحات المنسوبة لابن اللبانة قوله :

شاهـدي في الحب من حرقي
أدمـــــع كالجـمـــر تـنـذرف
تعجــز الأوصـاف عن قمـر
خـــــده يـدمـي مـن النـظــر
بـشــر يسمـو على البشــــر
قد بــراه الله من عـلـــــــق
ماعسى في حسنه أصــف

كما عرف من الوشاحين (أبو الحسن على ) المعروف بإبن الزقاق المتوفي 530 هجريه ، وقد وضع مجموعة قصائد إتصفت بدقة الألفاظ وبساطة المعاني والصور المبتكرة والموسيقى الغنية . وهناك ( أبو الحسن علي الضرير ) المعروف الحصري صاحب القصيدة المشهورة (( ياليل الصب )) التي نسج الكثيرون على منوالها ، وقد كان ( الحصري ) من شعراء المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية ، وفي آخر حياته عاش بمدينة طنجة حيث مات سنة 488 هجريه .
أما ( أبو جعفر أحمد بن علي الضرير ) فكان معروفا ً بإسم ( الأعمى التطلي ) نسبة إلى بلدته تطلية قرب سرقسطه وقد توفي في حدود سنة 520 هجريه ، وله ديوان شعري متنوع الموضوعات ، وكانت شهرته الأدبية مبنية على ماله من موشحات ، منها التي مطلعها :

ضاحك عن جمان سافر عن بدر ِ
ضاق عنه الزمان وحواه إلى صدري

من بين شعراء الموشحات المشهورين ( أبو بكر يحيى بن عبدالرحمن ) المعروف ( بإبن بقي ) المتوفي بمدينة وادي آش سنة 540 هجريه ، وتجدر الملاحظة إلى أن العصر الذهبي للموشحات الأندلسية بدأ مع ( الأعمى التطلي ) و ( إبن بقي ) ، ومن الموشحات المشهورة قصيدة إبن بقي التي مطلعها :

ساعدونا مصبحينا نرتشفها قد ظمينا
كنضار في لجين نعم أجر العاملينا

وهناك الفيلسوف الأندلسي المعروف ( أبو بكر محمد ) المعروف ( بإبن باجه ) الذي ترك مجموعة موشحات .

وفي مجال تعداد شعراء الموشحات لابد من ذكر إمام الزجالين ( محمد بن عيسى بن قزمان ) . وقد بدأ حياته ناظما ً الشعر بالفصحى ، ولما رأى نفسه مقصرا ً عن معاصريه كإبن خفاجة إنتقل إلى النظم باللغة العامية . وقد توفي ابن قزمان في رمضان 555 هجريه تاركا ً مجموعة موشحات منها :

معشر العذال بي من الأقمار ِ
أغصن مياده مسن في أكفال ِ

ومن الوشاحين ( يحيى بن محمد الأنصاري الصيرفي ) المتوفي سنة 557 هجريه ، وله موشحات متعددة المواضيع منها :

روضة زبردجية ونسيم يتبختر
في غلائل ندية أشربت مسكا ً وعنبر
سحب من لازورد وبروق من نضار
كلما أتت بوعد كحلت بمثل نار
فبكت من ماء ورد ِ في خدود من بهار

ومن كبار وشاحي الأندلس ( أبو بكر محمد ) المعروف ( بالحفيد بن زهر ) ، وهو أشهر شعراء عهد الموحدين ، ولد سنة 504 هجريه ، ومات سنة 595 هجريه ، وهو من أسرة إشتهرت بالطب والأدب . نال حظوة لدى السلطان أبي يوسف يعقوب فكان طبيب القصر وشاعره . وهو صاحب الموشحة المشهورة التي مطلعها :

أيها الساقي اليك المشتكى
قد دعوناك وان لم تسمع ِ

ونثبت هنا قسما ً من موشحته التي مازال إلى اليوم من القصائد المفضلة للغناء :

هـل تـسـتـعــاد أيـامــنا بالـخـلـيــج ولـيـالـيــنا
اذ يـستـفـاد من النـسـيـم الأريج مـسـك داريـنا
واذ يـكـاد حـسـن الـمـكـان الـبـهـيـج يـحـيـــنا
نهر أظـلـه دوح عـليـه أنـيـق مــورق الأفـنـان
والماء يجري وعائم وغريق من جنى الريحان

ومنهم ( أبو إسحق ابراهيم بن سهل الإسرائيلي ) شاعر أشبيلية ووشاحها ، كان يهوديا ً فأسلم ، وقد مات سنة 649 هجريه . وأشهر موشحاته هي التي يبدأ بقولها :

هل درى ظبي الحمى أن قد حمى قلب صب حله عن مكنس

وقد نسج على منوالها عدد كبير من الشعراء امثال ( لسان الدين بن الخطيب ) .

بعد أفول شمس الموحدين دب الضعف في عالم الموشحات ومال الناس إلى شعر الزجل . مع ذلك إستطاع عهد بني الأحمر ان يعطي عددا ً من شعراء الموشحات اشهرهم ( لسان الدين بن الخطيب ) ، وهو أحد اعلام الشعراء والمؤرخين ورجال السياسة الأندلسيين . وقد بدأ حياته كاتبا ً عند بني نصر المعروفين ببني الأحمر ، وولى الوزارة في أيام الغني بالله ، ثم تغير عليه السلطان ففر شاعرنا إلى المغرب ، ومع ذلك قتل ابن الخطيب خنقا ً في سجنه 776 هجريه . وقد ترك ابن الخطيب كتبا ً متنوعة الموضوعات وقصائد منها موشحة مطلعها :

جادك الغيث اذا الغيث همي
يا زمان الوصل بالأندلس ِ

أما تلميذ ابن الخطيب ( أبو عبد الله محمد بن يوسف ) المعروف ( بابن زمرك ) فقد تولى الوزارة بعد فرار استاذه بعدما إشترك في المؤامره ضده ، وقد قتل غيلة في سنة 795 هجريه . ومن موشحاته المشهورة تلك التي مطلعها :

نسيم غرناطة عليل لكنه يبري العليل

لابد بعدما أقمنا عرضا ً لأهم وشاحي الأندلس ، من ذكر المشهورين من الوشاحين المشارقة ، ولانعرف كيف انتقلت الموشحات الأندلسية إلى المشرق ، وإنما يرجح بعضهم ان ( ابن سناء الملك ) كان له الفضل في تعريف المشارقة إلى هذا الفن بعد ما وضع كتابه (( دار الطراز في عمل الموشحات )) . ولابد اذا ً من ان يكون ( ابن سناء الملك ) أول الوشاحين المشارقة اذ عرفت له قصائد رقيقة في هذا الفن ، وقد توقي هذا الأديب المصري في حدود سنة 608 هجريه .

ومن الوشاحين المشارقة المصري ( كمال الدين على بن محمد ) المعروف ( بإبن النبيه ) الذي تولى ديوان الخراج في أيام الأيوبيين ، وقد توفي في حدود سنة 619 هجريه . ومنهم ( محمد بن سليمان التلمساني ) المعروف ( بالشاب الظريف ) والمتوفي سنة 688 هجريه في دمشق . ومن الوشاحيين المشارقة ( صدر الدين محمد ) المعروف ( بإبن الوكيل ) المتوفي في القاهرة سنة 716 هجريه ، ومن أجود موشحاته تلك التي ضمنها أبياتا ً من نونية ابن زيدون ، وفيها يقول :

غدا ً مناديا ًمحكما ً فينا
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

ومن الأسماء التي إشتهرت في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة ( الصلاح الصفدي ) الذي ولد بصفد فلسطين وتوفي بدمش سنة 764 هجريه .
ولايمكن أن نغفل شاعر العراق المعروف ( صفي الدين الحلي ) المتوفى ببغداد سنة 750 هجريه ، وفي ديوانه موشحات يظهر فيها التكلف ولزوم ما لا يلزم مما جعلها خالية من الروح العفوية .

وبعد انتهى أمر التوشيح في الأندلس مع سقوط مدينة غرناطة سنة 897 هجريه ، إستمر المشارقة ينظمون الموشحات حتى وصلوا بهذا الفن إلى عصر النهضة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
 
الموشح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموشح
» الموشح
» الرابط لأغنية جادك الغيث ( الموشح ) للمطربة فيروز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقلام واعدة  :: العام الدراسي 2011-2012 :: الصف الحادي عشر-
انتقل الى: