أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقلام واعدة

إشراف المعلم: سلامة رزق الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج2 Empty
مُساهمةموضوع: تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج2   تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج2 Emptyالإثنين 25 فبراير 2008, 18:09

6 ـ سيميائية الأحداث :
تبدأ الأحداثبانتشار حب أهل الكوفة للحسين بن علي ، وتضايُق الحجّاج من هذا الحب ، ومقاومته لهبكل وسيلة . وهذا حال الكثير من الحكام الظلمة ، فهم يكرهون أن يلتفَّ الشعب حولأحد غيرهم ، حتى لو كان ميتًا ؛ لأنهم يعتبرون ذلك كرهًا للحاكم ، ومناهضة لهم بشكلغير مباشر .
ماذا يفعل الحجّاج لكي يبدد حب أهل الكوفة للحسين بن علي ؟ لقد قامبعدة خطوات هي :
1-
عرف سبب هذا الحب ، وهو قرابة الحسين من رسول الله صلى اللهعليه وسلم ؛ فحاول أن ينفي أن يكون الحسين من ذرية محمد بن عبد الله صلى الله عليهوسلم ؛ لأن انتساب الحسين لفاطمة لا يغير من الأمر شيئًا ، فالأب هو المعتبر فيالنسب دون الأم على قول من قال :
بنونا بنو أبنائنا ، وبناتُنا بنوهنَّ أبناءالرجال الأباعدِ
2-
استخدم أسلوب الخُطَب المطولة . وما أكثر ما يحاول الحكامالظلمة استخدام الخُطَب الرنانة للتغطية على جرائمهم ، وتقديم الكلام المعسوللشعوبهم دون عمل إيجابي نحوهم . وقد تحمل هذه الخُطَب التحذير المبطن للمخالفينولمن تحدثه نفسه بالخروج عليه .
3-
استخدم الشدة بحق من يَثْبُتَ أنه يخالفالحجّاج ، سجنًا وتشريدًا . وهذا ديدن كل الظلمة على مرِّ الزمان ، حيث تمتلئالسجون بالمخالفين ، وتُستَخدَم بحقهم كل ألوان التعذيب والقسوة .
4-
بثَّالعيون والجواسيس وكاتبي التقارير ليأتوه بأخبار من يهمس بمخالفة الحجاج . وهذاالأمر متعارف عليه أيضًا في كل زمان ومكان يوجد فيه حكام ظلمة .
إن هذه الخطواتالأربع التي اتخذها الحجّاج تكاد أن تكون هي نفسها التي يقوم بها الحكام الظلمة فيالماضي والحاضر وفي كل وقت وحين .
بعد ذلك وصلت للحجاج أنباء بأن يحيى بن يعمرسئل عن الحسين وانتمائه لمحمد صلى الله عليه وسلم فأجاب في المسجد الجامع : إنالحسن والحسين من ذرية رسول الله ، وإن الحجّاج يحكم ولا يفتي ، فإذا أفتى فعن غيرعِلم واعتقاد .
مما سبق يتضح ما يلي :
1-
إن يحيى بن يعمر قد تحدَّى الحجاجصراحةً .
2-
وأنه قد أعلن تحديه له على ملأ من الناس ، بل وفي المسجد الجامع ،حيث اعتبر الحجاج ذلك تحريضًا ضده .
3-
إن يحيى بن يعمر قد طعن في علم الحجاج ،وقال بأنه ليس أهلاً للفتوى .
4-
إن يحيى بن يعمر هو عالِمٌ جليل ، وهو مسموعالكلمة ، محترَم الرأي ، فإذا أفتى بما يعارض الحجاج فقد تمكَّن من قلوب الناس ،وذهبت دعوى الحجاج في الحسين أباديد .
لقد أدرك الحجاج ـ وهو الداهية ـ أنه لايستطيع أن يستعمل مع يحيى بن يعمر القسوة والشدة ، وإلا فإن ذلك سيؤلِّب الجماهيرعليه ، فماذا يفعل ؟
1-
قرر أن يطلب من يحيى بن يعمر أن يأتي بنص واضح منالقرآن الكريم يؤيد دعواه .
2-
عقد مجلسًا حاشدًا من أعوانه ووجهاء الكوفة حتىيشهدوا عجز يحيى بن يعمر في إثبات صحة دعواه ـ كما قدَّر الحجَّاج ـ .
3-
حرصعلى أن يحضر المجلس شيعة يحيى بن يعمر ومقدِّرو علمه وفضله ؛ لينكشف أمامهم فيالمعمعة ، فيضيع ما يُنسب إليه من علم وثبات .
4-
أرسل من يُحضر يحيى ليتجرع كأسالهزيمة على انكسار .
إن كل هذه الأمور تدل على عدة أمور من بينها :
1-
إنالحجاج كان يحسِب ليحيى بن يعمر أكبر الحسابات . وهكذا فإن الحكام الظلمة يحسبونحسابًا للعلماء العاملين ، فلا يجب أن يخشى العلماء بطش الحكام .
2-
إن الحجاجلم يجرؤ على استخدام الشدة بحق يحيى بن يعمر ، فليس أمامه إلا محاولة التغلب عليهوقهره بالحجة المفحمة ـ بحسب رأيه ـ .
تبدأ المناظرة ؛ فيسأل الحجاج يحيى بنيعمر عن صلة الحسين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيرد يحيى في كبرياء : الحسينوالحسن من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنْ غضِبَ الحجّاج . فيتنمَّر الحجاجمتحفزًا ويصيح : ألَدَيكَ دليلٌ من كتاب الله ؟ فيرد يحيى في ثقة بالغة : معيالدليل من القرآن ، فيستغرب الحجاج ويتهكم ، ويؤكد أنه قرأ القرآن مئات المرات فماوجد فيه أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله . ولكن يحيى بن يعمر يقرأ على الحاضرينالآيات ( 83 ـ 85 ) من سورة الأنعام، وفيها إثبات أن عيسى بن مريم من ذرية إبراهيم، وهنا يلتفت يحيى بن يعمر إلى الجمهور قائلاً : أيكون عيسى بن مريم من ذريةإبراهيم بنص القرآن ، ولا يكون الحسين من ذرية رسول الله ، وبينهما من القرابةالدانية أكثر مما بين عيسى وإبراهيم ؟مما سبق يمكن استنتاج ما يلي :
1-
كانيحيى بن يعمر يردُّ على الحجاج في كبرياء ، وفي ثقة بالغة ، فلم يضعف أو يرتجف أمامالحجاج . وهذا درس للعلماء في أن لا يخشوا إلا الله ، مصداقًا لقوله تعالى : " الذين يبلِّغون رسالات الله ولا يخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله " .
2-
إن يحيىبن يعمر كان على درجة من العلم والذكاء جعلته يستطيع استنباط الدليل على صحة رأيهمن القرآن الكريم ، بالرغم من أن غيره ـ ومنهم الحجّاج ـ لم يصلوا إلى هذاالاستنباط . وهذا دليل على أن العلم ليس كلمة تقال ، بل العالِم هو من يستطيعاستنباط ما لم يستطع غيره استنباطه ، وليس العلم ـ بالضرورة ـ مرتبط بالشهادات ؛فهناك من يحمل شهادة ، وهناك من تحمله الشهادة .
لقد جاء الدليل صاعقًا قاصمًا ،وقد اعتصم الحجَّاج بذكائه ليسعفه بردٍّ مضلِّل فما استطاع ، وبدت الفرحة والشماتةفي عيون الجالسين ؛ فزادت من ضيق الحجّاج وانبهاره ، وفي هذا دليل على كره الناسللحجّاج ولكل ظالم مستبد . ثم رأى الحجاج أن يتراجع في موقفٍ ضائق يضغط عليه بآصاره؛ فابتسم في تصنُّع وقال : اجلس يا يحيى ، فقد فاتني هذا الاستنباط .
إن ذلكيشير إلى عجز الحجّاج وفشله في مسعاه لإحراج يحيى بن يعمر ، فهل يستسلم ؟ هل يصرفالقوم وهو في حالة فشل ؟ كلا .. لأن كل ظالم مستبد يحرص على أن لا يظهر بمظهرالعاجز أمام الجماهير . هنا لجأ الحجّاج إلى ما اعتقد أنه يجيده ، وهو الفصاحة وعدماللحن في القرآن الكريم ، فسأل يحيى بن يعمر سؤال الواثق من نفسه : أتجدني ألحن فيقولي يا بن يعمر ؟ وهنا يفحمه يحيى بن يعمر مرةً أخرى بأنه يلحن ، حتى في القرآنالكريم ، وذلك حين رفع المنصوب في كلمة "أَحَبَّ " الواردة في الآية 24 من سورةالتوبة ؛ فتغير وجه الرجل وحدثته نفسه أن يهم بصاحبه ، ولكن انهياره النفسي أورثهترددًا لا عهد له به . وهكذا فإن الحق حين يصدع به صاحبه فإنه يلجم كل ظالم مستبد .
وهنا يبرز أحد المطبلين للسلطان ، فيحاول إنقاذ الموقف بتغيير مجرى الحديث ،فأخذ يسأل الحجّاج عن مدينة واسط التي شيدها باذلاًَ جهده الجاهد في التعميروالتثمير ، وكان الحجاج قد ارتاح إلى هذا الانتقال المنقِذ ، فأخذ يسهب فيما فعلهوأنفقه على بناء هذه المدينة ، ثم رأى أن يصانع يحيى ؛ ليظهر أمام الناس بأن هزيمتهلم تنل من نفسه ، فقال ليحيى : لم تذكر لنا رأيك في مدينة واسط يا يحيى ! فسكتالرجل ولم يردّ ، وتوجهت العيون إليه ، فزادت من حرج الحجّاج وتورطه ، فأعاد عليهالسؤال مغيظًا ، فقال يحيى : أيها الأمير ، ماذا أقول عن واسط ، وقد شيَّدْتَها منغير مالك ، وسيسكنها أهلك ؟!
إن هذا المشهد يشير إلى عدة أمور يجب أن لا تفوتنا، ومنها :
1
ـ كل حاكم ظالم له مجموعة من المنتفعين الذين يزينون أعماله للناسوينقذونه في المواقف الحرجة ، فيجب كشف ألاعيبهم ؛ لأن الحاكم الظالم يعتمد عليهماعتمادًا كبيرًا .
2
ـ إن الحاكم الظالم لا يستسلم بسهولة أما مناوئيه ، ولكنعلى العلماء والمصلحين أن لا ييأسوا من الاستمرار في قول كلمة الحق في سبيل الإصلاححتى يحققوا أهدافهم .
3
ـ إن السكوت في بعض المواقف أبلغ من الكلام ، كأن يطلبمنه الحاكم الظالم أن يبدي رأيه في أمرٍ ما ، فيرفض الكلام ، كما فعل يحيى بن يعمر .
4
ـ إن سكوت العالم في مثل هذه المواقف ليس ناتجًا عن ضعف فيه أو في حجته ،وإنما ليغيظ هذا الحاكم الظالم أو يحرجه أمام شعبه .
نفَذَ صبر الحجّاج ،وتلهَّب الجمر في عينيه ، ثم صاح : ما حملك على هذا ؟ فقال يحيى في اعتداد : ما أخذالله ـ تعالى ـ على العلماء في علمهم ألا يكتموا الناس حديثًا . فأطرق الحجّاجمنخذلاً ، وساد صمتٌ حائر غمر المكان لحظات ، ورأى أن يقوم بعملٍ ينقذ خشيته ، فصاحبيحيى : لا تساكنِّي ببلدِ أنا فيه ، فاذهب منفيًا إلى خراسان . وعندما ذهب يحيىإلى خراسان وجد صيته الطائر يسبقه هناك ، ورأى الجميع يتحدثون بمجابهته للحجاجمكبِرين مقدِّرين ، ودنا خراساني ، فسأله في تعجُّب : ألم تخشَ سيف الحجّاج ؟! فردَّ في إيمان الواثق : لقد ملأتني خشية الله ، فلم تَدَعْ مكانًا لخشية إنسان .
منقول للأهمية من منتديات الأوس التعليمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
 
تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج1
» موضوع: تحليل نص يحيى بن يعمر ـ عاشر =ج3
» العاشر - تحليل سيميائي لدرس يحيى بن يعمر
» يحيى بن يعمر
»  يحيى بن يعمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقلام واعدة  :: تعبيرـ ف1ـ 2007/2008 :: الصف التاسع-
انتقل الى: