القصيدة الفراقية/للشاعر(محمد ابن زريق البغدادي
أبو الحسن محمد بن زريق البغدادي,كانت له ابنة عم أحبها حبا شديدا,كان الشاعر فقيرا كثير الحل والترحال ومرة زار أبا الخيبر عبد الرحمن الاندلسي فأراد إن يختبره فأعطاه عطية صغيرة فلما رآها مات هما وغما. أكل هذه المسافات قطعها ورفض رجاء زوجته إن يبقى معهم مقابل هذه الهدية أو الهبة ولما بحث عنه عبد الرحمن ليعطيه حقه وجدوه ميتا وعند رأسه هذه القصيدة.
شرح القصيدة
الفكرة الأولى:موقف المحبوبة من رحيل الشاعر.الأبيات(1-4)
لا تعذليه فان العذل يـــولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعــه .( )
جاوزت في لومه حدا أضـر به من حيث قدرت أن اللوم ينفعــه .( )
فاستعملي الرفق في تأنيبـه بدلا من عنفه فهو مضنى القلب موجعه .( )
يكفيه من لوعة التفنـيد أن لـه من النوى كل يوم ما يروعــه .( )
الفكرة الثانية:طموح الشاعر إلى الرحيل ,سعيا لاكتساب الرزق. الأبيات(5-.
ما آب من سفر إلا وأزعــجه رأي إلى سفر بالعزم يزمعـــه .( )
تأبى المطالب إلا أن تكلفـــه للرزق سعيا ولكن ليس يجمعــه .( )
كأنما هو في حل ومرتحـــل موكل بفضاء الأرض يجمعـــه .( )
إذا الزمان أراه في الرحيل غنى ولو إلى السند أضحى وهو يقطعـه.( )
الفكرة الثالثة:إيمان الشاعر بقضاء الله وقدره.الأبيات(9-11)
وما مجاهدة الإنسان توصـــله رزقــــا ولا دعة الإنسان تقطعه .( )
قد قسم الله بين الخلق رزقهـــم لـــــم يخلق الله مخلوقا يضيعه .( )
والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمت بغي ألا إن بغي المرء يصرعه.( )
الفكرة الرابعة:وداع الشاعر لمحبوبته.الأبيات(12-15)
أستودع الله في بغــداد لي قمرا بالكرخ مــن فلك الأزرار مطلعه .( )
ودعته وبودي لــــو يودعني صــــفو الحياة واني لا أودعه .( )
وكم تشفع بـــــي ألا أفارقه وللضرورات حــــال لا تشفعه .( )
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمـــــعي مستهلات وأدمعه .( )
الفكرة الخامسة: الحكم على من سبب الفراق وتبرير ذلك الحكم .الأبيات(16-18)
لا أكذب الله ثوب العذر منخـرق عني بفرقتــــــه لكن أرقعه .( )
أعطيت ملكا فـلم أحسن سياسته وكل من لا يسوس المــلك يخلعه .( )
ومن غـدا لابسا ثوب النعيم بـ لا شكــرا عليه فعنه الله ينزعه