قصيدة : واحر قلباه
للمتنبي
الشرح:
• يصيح الشاعر في مطلع قصيدته معلنا احتراق قلبه حبا لسيف الدولة الحمداني الذي جمعت عاطفته و قلبه البارد الذي لا يشعر به و الذي يرى ذبول جسده و سوء حاله من هذا الشيء
• و يتعجب من استمراره في كتمان حبه الذي اضعف جسده بينما يتظاهر الاخرون بحبه رياء و نفاقا
• و هو يعاتب سيف الدولة عتابا شديدا و يصفه بانه يعدل مع الجميع الا معه و هو موضوع النزاع و هو الخصم و الحكم في نفس الوقت
• و يناشده الا يخطئ الرأي و الا ينخدع بالمنافقين فيظن ادعاءهم حبا صادقا فيكون مثله كمثل الذي يرى المنفوخ فيحسبه سمينا قوي العضلات
• فما فائدة العين للانسان ان لم تفرق بين النور و الظلام؟
• ويفخر الشاعر بقدرته في الشعرو شهرته الادبية فهو ذائع الصيت ينظر الاعمى الى ادبه و يسمع الاصم كلماته
• وهو يلقي ابيات الشعر و ينام نوما هادئا و لكن الناس حين يسمعونها يسهرون و يختصمون في فهم معانيها فيجدونها قوية عميقة ليس من السهل الوصول الى جوهرها
• وهو يكرر نصحه لسيف الدولة بالا ينخدع بالمظاهر فلو رايت اسدا قد برزت انيابه و ظهرت فلا تظن ان هذا السد يبتسم لك و تنخدع بمظهره
• و كانت روحي على وشك ان تغادر و تفارقني بسبب الهم و الغم الذي اصابني و لكني اسرعت باللحاق بها و امساكها على جواد كريم سريع لا يحل انتهاكه
• هذا الجواد سريع جدا في عدوه فترى رجليه تتحركان معا كانهما رجل واحدة و كذلك يديه كانهما يد واحدة و هذا لا يكون الا في قوة سرعته
• و يفخر الشاعر بشجاعته و فروسيته فهو يحمل السيف و يسير بين الجيشين العظيمين حاملا له وهو يضرب الاعداء في وسط مكان يوجد فيه الموت في كل ناحية وكان الموج بحر هائج متلاطم الامواج
• كما يفخر الشاعر بشجاعته فهو فارس تعرفه الخيل و جريء يقتحم الصحراء في ظلام الليل و مقاتل بارع في استخدام السيف ضربا و الرمح طعنا و هو اديب جيد التعبير لما يسطر قلمه على الصفحات فكيف لا يحظى باعلى مكانة عند الامير
• و يعود الشاعر لكبرياءه مرة اخرى معلنا انه يعز عليع فراق الامير فكل شيء بعده لا قيمة له
• و يقول له انه اذا كان الحاسد الذي وشى و فرق بيننا قد نجح في وشايته و سعادتهم به فلا يهم فلو تكونوا راضين عنا لان رضاكم يجعلنا لا نحس بالام الجراح التي خلفتها مقاطعتكم لنا
• و لكن لا تنس اني شريف كالثريا التي في السماء لا يطولها احد وان كان الشيب عيبا و الهرم نقصانا فان ذلك لن يقدح في شرفي
• فان شر البلاد و اسواها هي التي تخلو من الاصدقاء و اتعس مكسب للانسان هو الذي يجلب عليه العيب
• و يختتم الشاعر الابيات معلنا عن حبه الذي دفعه للعتاب الذي اشتمل على جواهر الكلام