أي لم يترك الشعراء شيئا يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغوه فيه ، وأضرب عنترة عما قاله سابقا وقال: بل عرفت يا عنترة دار عشيقتك بعد شكك فيها (وأم ههنا معناه بل )
2. يا دار حبيبتي بموضع الجواء، تكلمي وأخبريني عن أهلك ما فعلوا . ثم أضرب عن استخباره إلى تحيتها فقال : طاب عيشك في صباحك وسلمت يا دار حبيبتي
أثني علي أيتها الحبيبة بما علمت من محامدي ومناقبي فإني سهل المخالطة والمخالقة إذا لم يُهضم حقي ولم يُبخس حظي.
إذا ظلمت وجدت ظلمي كريها مرا كطعم العلقم ، وأعاقب من ظلمني عقاباَ بالغا يكرهه كما يكره طعم العلقم
هلا سألت الفرسان عن حالي في قتالي إن كنت جاهلة بها
كنت أتذكرك يا عبلة وأنا في ساحة المعركة في أحلك الظروف حيث كانت الرماح تشرب من دمي حتى الثمالة ، وكانت السيوف المرهفة تتقاطر دماً مني ( كناية عن سوء الظروف التي كان يمر بها )
وكم أحببت تقبيل السيوف اللامعة كلمعان فمك المبتسم ( أي أن الشاعر كان يرى صورة المحبوبة في صفيحة السيوف اللامعة فيقبلها)
إن سألت الفرسان عن حالي في الحرب، يخبرك من حضر الحرب بأني كريم عالي الهمة آتي الحروب وأعف عن اغتنام الأموال
لما رأيت جمع الأعداء قد أقبلوا نحونا يحض بعضهم بعضا على قتالنا عطفت( أي شفقت عليهم) عليهم لقتالهم وكررت عليهم غير مذمم .
كان قومي يدعونني للقتال عندما تقع رماح الاعداء في صدر فرسي وتدخل فيه _ والتي شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار _
لم أزل أرمي الاعداء بنحر فرسي حتى جرح وتلطخ بالدم وصار الدم له بمنزلة السربال ، (أي عم جسده)
فمال فرسي مما أصابت رماح الأعداء صدره ووقوعها به ، وشكا إلي بعبرته وحمحمته ، (أي نظر إلي وحمحم لأرق له)
لو كان يعلم الخطاب لاشتكى إلي مما يقاسيه ويعانيه، ولكلمني لو كان يعلم الكلام .( يريد أنه لو قدر على الكلام لشكا إليه مما أصابه من الجراح) .
ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قول الفوارس لي : ويلك يا عنتره أقدم نحو العدو واحمل عليه ، يريد أن تعويل أصحابه عليه والتجاءهم إليه شفى نفسه ونفى غمه .