أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقلام واعدة

إشراف المعلم: سلامة رزق الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Empty
مُساهمةموضوع: الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات   الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Emptyالثلاثاء 09 سبتمبر 2008, 22:16



من سورة الكهف (شرح الايات)



وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا(29)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا(30)أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا(31)}



المنَــاسَبَة:

لما ذكر تعالى قصة أهل الكهف وهي تُمثل صور التضحية والبطولة في سبيل العقيدة والإِيمان، أعقبها بذكر قصة صاحب الجنتين، وهي نموذج آخر للعقيدة ممثلة في قصة الأخوين من بني إسرائيل: المؤمن المعتز بإِيمانه، والكافر وهو صاحب الجنتين، وما فيها من عبر وعظات، وفي ثنايا الآيات جاءت بعض التوجيهات القرآنية الكريمة.



سَبَب النزّول:

رُوي أن أشراف قريش اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: إن أردت أن نؤمن بك فاطرد هؤلاء الفقراء من عندك يعنون "بلالاً، وخباباً، وصهيباً" وغيرهم فإِنا نأنف أن نجتمع بهم، وتعيِّن لهم وقتاً يجتمعون فيه عندك، فأنزل الله {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ..} الآية.



{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}أي إقرأ يا محمد ما أوحاه إليك ربك من ءايات الذكر الحكيم { لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} أي لا يقدر أحدٌ أن يغيّر أو يبدّل كلام الله { وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}أي لن تجد ملجأ غير الله تعالى أبداً { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}أي احبس نفسك مع الضعفاء والفقراء من المسلمين الذين يدعون ربهم بالصباح والمساء {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}أي يبتغون بدعائهم وجه الله تعالى {وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}أي لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الغنى والشرف، قال المفسرون: كان عليه السلام حريصاً على إِيمان الرؤساء ليؤمن أتباعهم، ولم يكن مريداً لزينة الدنيا قط، فأمِر أن يجعل إِقباله على فقراء المؤمنين، وأن يُعرض عن أولئك العظماء والأشراف من المشركين {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}أي تبتغي بمجالستهم الشرف والفخر، قال ابن عباس: لا تجاوزهم إلى غيرهم تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} أي لا تطع كلام الذين سألوك طرد المؤمنين، فقلوبهم غافلة عن ذكر الله، وقد شغلوا عن الدين وعبادةِ ربهم بالدنيا، قال المفسرون: نزلت في عُيينة بن حصن وأصحابه، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جماعة من الفقراء منهم "سلمان الفارسي" وعليه شملة صوف قد عرق فيها، فقال عُيينة للنبي صلى الله عليه وسلم: أما يؤذيك ريح هؤلاء؟ ونحن سادةُ مضر وأشرافُها إن أسلمنا يسلم الناس، وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء فنحِّهمْ عنك حتى نتبعك، أو اجعل لنا مجلساً ولهم مجلس، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم إلى ما طلبوا فلما، نزلت الآية خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس هؤلاء الفقراء فلما رآهم جلس معهم وقال {الحمد لله الذي جعل في أُمتي من أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم}، {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي سار مع هواه وترك أمر الله {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}أي كان أمره ضياعاً وهلاكاً ودماراً {وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} ظاهرهُ أمرٌ وحقيقته وعيدٌ وإِنذار، أي قل يا محمد لهؤلاء الغافلين لقد ظهر الحق وبان بتوضيح الرحمن فإِن شئتم فآمنوا وإِن شئتم فاكفروا كقوله {اعملوا ما شئتم}،{إنّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}أي هيأنا للكافرين بالله ورسوله ناراً حاميةً شديدة أحاط بهم سورها كإِحاطة السوار بالمعصم {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}أي وإِن استغاثوا من شدة العطش فطلبوا الماء أُغيثوا بماءٍ شديد الحرارة كالنحاس المذاب أو كعكر الزيت المحمى يشوي وجوههم إذا قَرُب منهم من شدة حره وفي الحديث (ماءُ كعكر الزيت فإِذا قُرب إليه سقطت فروة وجهه فيه) أي سقطت جلدة وجهه فيه أعاذنا الله من جهنم {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا}أي بئس ذلك الشراب الذي يُغاثون به وساءت جهنم منزلاً ومقيلاً يرتفق به أهل النار {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} لما ذكر تعالى حال الأشقياء أعقبه بذكر حال السعداء، على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب، أي إنا لا نضيع ثواب من أحسن عمله وأخلص فيه بل نزيده وننميه {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} أي لهم جنات إقامة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ}أي تجري من تحت غرفهم ومنازلهم أنهار الجنة {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}أي يُحلَّون في الجنة بأساور الذهب، قال المفسرون: ليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أساور: سوارٌ من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ، لأن الله تعالى قال {وحلوا أساور من فضة}وقال {ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير}وفي الحديث (تبلغ حلية المؤمن من حيث يبلغ الوضوء) {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}أي وهم رافلون في ألوانٍ من الحرير، برقيق الحرير وهو السندس، وبغليظه وهو الاستبرق، قال الطبري: معنى الآية أنهم يلبسون من الحلي أساور من ذهب، ويلبسون من الثياب السندس وهو ما رقَّ من الديباج، والاستبرق وهو ما غلظ فيه وثَخُن {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}أي متكئين في الجنة على السرر الذهبية المزينة بالثياب والستور، قال ابن عباس: الأرائك الأسرة من ذهب وهي مكلَّلة بالدُر والياقوت عليها الحجال، الأريكةُ ما بين صنعاء إلى أيلة، وما بين عدن إلى الجابية {نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}أي نعم ذلك جزاء المتقين، وحسنت الجنة منزلاً ومقيلاً لهم.



مثل الغني الكافر والفقير المؤمن

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا(32)كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا(33)وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا(34)وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا(35)وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنقَلَبًا(36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا(37)لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا(38)وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا(39)فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا(40)أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا(41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا(42)وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا(43)هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا(44)}

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ}أي أضرب لهؤلاء الكفار الذين طلبوا منك أن تطرد الفقراء هذا المثل، قال المفسرون: هما أخوان من بني إسرائيل، أحدهما مؤمن، والآخر كافر، ورثا مالاً عن أبيهما، فاشترى الكافر بما له حديقتين،وأنفق المؤمن ماله في مرضاة الله حتى نفد ماله، فعيَّره الكافر بفقره، فأهلك الله مال الكافر، وضرب هذا مثلاً للمؤمن الذي يعمل بطاعة الله، والكافر الذي أبطرته النعمة {جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ}أي جعلنا لأحدهما - وهو الكافر - بستانينِ من شجر العنب، مثمريْن بأنواع العنب اللذيذ {وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ}أي أحطناهما بسياجٍ من شجر النخيل {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}أي جعلنا وسط هذين البستانين زرعاً ويتفجر بينهما نهر، وإنه لمنظرٌ بهيجٌ يصوره القرآن أروع تصوير، منظر الحديقتين المثمرتين بأنواع الكرم، المحفوفتين بأشجار النخيل، تتوسطهما الزروع وتتفجر بينهما الأنهار {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا}أي كلُّ واحدة من الحديقتين أخرجت ثمرها يانعاً في غاية الجودة والطيب ولم تنقص منه شيئاً {وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا}أي جعلنا النهر يسير وسط الحديقتين {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} أي وكان للأخ الكافر من جنتيه أنواع من الفواكه والثمار {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا}أي قال صاحب الجنتين لأخيه المؤمن وهو يجادله ويخاصمه ويفتخر عليه ويتعالى: أنا أغنى منك وأشرف، وأكثر أنصاراً وخدماً {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}أي أخذ بيد أخيه المؤمن ودخل الحديقة يطوف به فيها ويريه ما فيها من أشجار وثمار وأنهار وهو ظالم لنفسه بالعُجب والكفر {قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}أي ما أعتقد أن تفنى هذه الحديقة أبداً {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}أي وما أعتقد القيامة كائنة وحاصلة، أنكر فناء جنته وأنكر البعث والنشور {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا}أي ولئن كان هناك بعثٌ - على سبيل الفرض والتقدير كما تزعمُ - فسوف يعطيني الله خيراً من هذا وأفضل {مُنقَلَبًا} أي مرجعاً وعاقبة ، فكما أعطاني هذا في الدنيا فسيعطيني في الآخرة لكرامتي عليه {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}أي قال ذلك المؤمن الفقير وهو يراجع أخاه ويجادله {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}أي أجحدت الله الذي خلق أصلك من تراب ثم من منيّ ثم سوَّاك إنساناً سويّا؟ الاستفهام للتقريع والتوبيخ {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}أي لكنْ أنا أعترف بوجود الله فهو ربي وخالقي {وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا}أي لا أُشرك مع الله غيره، فهو المعبودُ وحده لا شريك له {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ}أي فهلاّ حين دخلتَ حديقتك وأُعجبت بما فيها من الأشجار والثمار، قلت: هذا من فضل الله، فما شاءَ اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن {لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ}أي لا قدرة لنا على طاعته إلا بتوفيقه ومعونته {إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا}أي قال المؤمن للكافر: إن كنت ترى أنني أفقر منك وتعتز عليَّ بكثرة مالك وأولادك {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}جواب الشرط أي إني أتوقع من صنع الله تعالى وإحسانه أن يقلب ما بي وما بك من الفقر والغنى فيرزقني جنةً خيراً من جنتك لإِيماني به، ويسلب عنك نعمته لكفرك به ويخرّب بستانك {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ}أي يرسل عليها آفةً تجتاحها أو صواعق من السماء تدمّرها {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}أي تصبح الحديقة أرضاً ملساء لا تثبت عليها قدم، جرداء لا نبات فيها ولا شجر {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا}أي يغور ماؤها في الأرض فيتلف كل ما فيها من الزرع والشجر، وحينئذٍ لا تستطيع طلبه فضلاً عن إعادته وردّه، وينتهي الحوار هنا وتكون المفاجأة المدهشة فيتحقَّق رجاءُ المؤمن بزوال النعيم عن الكافر، وفجأة ينقلنا السياق من مشهد البهجة والازدهار إلى مشهد البوار والدمار{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}أي هلكت جنته بالكلية واستولى عليها الخراب والدمار في الزروع والثمار {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا}أي يقلب كفيه ظهراً لبطن أسفاً وحزناً على ماله الضائع وجهده الذاهب قال القرطبي: أي يضرب إحدى يديه على الأخرى ندماً لأن هذا يصدر من النادم {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}أي مهشّمة محطمة قد سقطت السقوف على الجدران فأصبحت خراباً يباباً {وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}أي وهو نادم على إشراكه بالله يتمنى أن لم يكن قد كفر النعمة، ندم حين لا ينفع الندم، قال تعالى {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ}أي لم تكن له جماعة تنصره وتدفع عنه الهلاك {وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا}أي وما كان بنفسه ممتنعاً عن انتقام الله سبحانه، فلم تنفعه العشيرة والولد حين اعتزّ وافتخر بهم وما استطاع بنفسه أن يدفع عنه العذاب {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}أي في ذلك المقام وتلك الحال تكون النصرة لله وحده لا يقدر عليها أحد فهو الوليُّ الحق الذي ينصر أولياءه {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا}أي الله خير ثواباً في الدنيا والآخرة لمن آمن به، وهو خيرٌ عاقبةً لمن اعتمد عليه ورجاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات   الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Emptyالثلاثاء 09 سبتمبر 2008, 22:25

سورة الكهف
حل الأسئلة
المناقشة والتقويم




السؤال الأول:من الخاطب في الآيات الكريمة؟

المخاطب في الآية هو الرسول صلى الله عليه وسلم.



السؤال الثاني:أشير إلى النص القرآني الذي يفيد حرية العقيدة؟

الآية الكريمة((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))



السؤال الثالث:أبين كيف ظلم الكافر نفسه كما ورد في الآية الكريمة (35)؟

ظلم نفسه عن طريق مجادلته للمؤمن وافتخاره عليه وادعائه بأنه أغنى منه واشرف وأنكر فناء جنته وإنكاره ليوم البعث وقال إن كان هناك بعث فسوف يعطيني الله خير من هذا

السؤال الرابع:استنتج صفتين من صفات المؤمنين بالرجوع إلى الآية(28).

أ-يدعونه الله في الصباح والمساء.

ب-يبتغون بدعائهم وجه الله .

السؤال الخامس: اختر الإجابة الصحيحة فيما يأتي:

أ-المقصود من قوله تعالى))تريد زينة الحياة الدنيا))،هو:

1-التقرب من إشراف قريش طلبا للجاه والمال

ب-يفيد الاستفهام في قوله تعالى))أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)):

2-التقريع والتوبيخ

ج-المعنى الذي خرج إليه الأمر في قوله تعالى ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)):

2- الوعيد والإنذار

د- تفيد كلمة((مرتفقا)) في الآية الكريمة((نعم الثواب وحسنت مرتفقا)):

2- المنزل والمقيل.

ه- الآية ((فأصبح يقلب كفيه)) كناية عن :

3- الحسرة والندم

السؤال السادس:أوازن بين مصير كل من المؤمنين والكافرين يوم القيامة كما ورد في الآيات الكريمة

1- مصير المؤمنين :أ- جعل لهم الجنة دار إقامة

ب –يحلون بأساور من الذهب والفضة واللؤلؤ ويلبسون الحرير

2 -مصير الكافرين: أ-جعل لهم نارا حامية أحطت بهم

ب-يشربون ماء حار جدا يشوي الوجوه

ج-جعل لهم جهنم منزلا

السؤال السابع: أبين الحجج والبراهين التي ساقها كل من الرجل المؤمن والرجل الكافر في الدفاع عن موقفه

الجواب:حجج المؤمن 1-إن الله خلقه من نطفة إلى أن جعله رجلا.

2- يوحد الله يؤمن به.

3- الكافر جحد بنعمة الله فانه يتوقع أن يرسل عليه الصواعق.

4- حمد الله على ما هو عليه.

حجج الكافر: 1- أنكر البعث ويوم الحساب

2-انه أكثر من صاحبه مالا واعز نفرا.

3- الجنة لن تفنى إلى أن تقوم الساعة

4- إذا قامت الساعة فان الله سيؤتيه أفضل من هذه الجنة.

السؤال الثامن:في الآيات الفرانية نموذج من القصة القرآنية ، اجب عما يلي:

أ-بين غرض ورود القصة في القران الكريم.

1- أخذ العظة والعبر

2- بيان أهمية تلك القصص3- القصص نوع من أنواع الأدب يصغي إليه السامع ويرسخ بذهنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات   الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Emptyالثلاثاء 09 سبتمبر 2008, 22:27

ب- استخرج عناصر القصة التي وردت في الآيات الكريمة:

1- الزمان في عهد الرسول 2- المكان : جنتي الرجلان

3- الشخوص: الرجلان

4 - الحدث : الأحداث التي دارت بين الرسول والكافرين والأحداث التي دارت بين الرجلين أصحاب الجنتين.

5- الحوار : ما دار بين الرسول والكافرين وما دار بين الرجلين أصحاب الجنتين.

6- الحل : من يتق الله يجعل له مخرجا ولا حظنا ذلك مع أصحاب الجنتين وكيف دمر الله جنتي الرجل الذي لم

يشكر الله على ما كان به من نعيم.



السؤال التاسع: استخرج من الآيات الكريمة مثالا على :

أ- الطباق : الغداة والعشي ب- أسلوب شرط :" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

ج- أسلوب ذم: بئس الشراب. د- تشبيه مفرد : ماء كالمهل.



السؤال العاشر: أبين علاقة الآيات الكريمة التي تناولت الحوار بين المؤمن والكافر مع الآية الكريمة (28) من حيث الدعوة إلى الله .

معيار الإيمان بالله لا يكون بالمال والجاه كما كان عند صاحب الجنتين الذي ظلم نفسه ولم يحمد الله على النعيم الذي هو به فأهلكه الله تعالى كذلك كقفار قريش الذين دعوا الرسول إلى الابتعاد عن أصحابه الفقراء لكن الرسول رفض ذلك وتمسك بأصحابه الذين استجابوا لدعوة الإسلام.
تدريبات لغوية :


1- استخرج عناصر أسلوب المدح والذم فيما يأتي:


الجملة

فعل المدح أو الذم

فاعل المدح أو الذم

المخصوص بالمدح أو الذم
أ- "نعم الثواب

نعم

الثواب

محذوف تقديره ثواب.

وحسنت مرتفقا

حسنت

ضمير مستتر

محذوف تقديره الجنة.

ب- بئس الشراب

بئس

الشراب

محذوف تقديره شراب أهل النار

ساءت مرتفقا

ساءت

ضمير مستتر "هي"

محذوف "النار"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات   الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات Emptyالثلاثاء 09 سبتمبر 2008, 22:27

- أعود إلى الآية (28) من سورة الكهف واستخرج ثلاث كلمات طرأ عليها إعلال بالحذف وأوضحه.



الكلمة

وزنها

أصلها

الإعلال بالحذف

1- يدعون

بفعون

يدعوون

التقى واوان ساكنتان فحذفت واو الفعل .

2- لا تعد

تفع

لا تعدو

حذفت لام الفعل لان الفعل معتل اللام في حالة الجزم.

3-لا تطعْ

تفعْ

تطيع

لام الفعل سكنت بسب الجزم ،فالتقى ساكنان فحذف الحرف السابق للحرف الأخير




3-أعرب ما تحته خط فيما يأتي :



الجملة

الكلمة

الإعراب

أ- قال تعالى : أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا

مالا

تميز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.

ب- قال تعالى :"فأصبح يقلب كفيه على ما انفق وهي خاوية على عروشها "

وهي خاوية

الواو : واو الحال حرف مبني لا محل له من الإعراب

هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ

خاوية : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعة تنوين الضم.

الجملة الاسمية "وهي خاوية " في محل نصب حال .


إعداد :المعلم : أبو عجمية


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
 
الحادي عشر- من سورة الكهف - شرح الآيات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحادي عشر- النظام الصوتي
» الحادي عشر - االمشتقات
» اسم الفعل ـ الحادي عشر
» الحادي عشر - الضحك -
» الحادي عشر - المصدر والمشتقات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقلام واعدة  :: تعبيرـ ف1ـ 2007/2008 :: الصف التاسع-
انتقل الى: