وداع حبة قمح
سعيد فلاح مجتهد يزرع أرضه ويحرثها ويرعاها كالطفل المدلل ، وأرضه تبادله الحنان والعطاء حيث تعطيه من خيراتها الكثير .
في احدى الايام توجه سعيد الى أرضه ليبذر بذور القمح ، حمل سعيد كيس بذور القمح وكله نشاط وحيوية وعندما وصل الحقل جلس تحت شجرة من زرع والده ثم سمع صوت يقول له : أهلا" سعيد
قال سعيد : مرحبا" ايتها الارض الحنونة
قالت الارض : انني انتظرك كما ينتظر العاشق محبوبته .
قال سعيد : يا الله بارك هذه الارض وهذا الزرع .
ثم أخذ سعيد كيس بذور القمح وفتحه ، وأدخل يده ليغرف حبوب القمح واذا بصوت يخرج من داخل الكيس وكأن طفل يستغيث للمساعدة ، خاف سعيد من هذا الصوت ورمى الكيس على الارض وملامح وجهه تشير الى الخوف والاستغراب .
اقترب سعيد من الكيس بكل حذر كاقتراب النمر من فريسته ثم فتحه بحذر وقال سعيد : من هناك .
قالت حبة القمح : انا انا حبة القمح يا سعيد .
قال سعيد : أهلا" .
قالت حبة القمح : انا خائفة .
قال سعيد : من ماذا انت خائفة .
قالت الحبة : من أن تدفينني .
قال سعيد : لا تخافي ، لن ادفنك بل سأضعك في الارض وانك ستكونين مصدر انجاب حبوب جميلة مثلك ليتكاثر نسلك .
قالت الحبة : ولكني أخاف الوحدة والبرد والظلام تحت الارض .
قال سعيد : بل ستنورين الارض بجمالك ويخرج منك مئة حبة وانك ستكونين مصدر رزق وغذاء لكثير من الناس .
قالت حبة القمح : هل ستتذكرني يا سعيد ؟
قال سعيد : وكيف انساكي !!
ثم قام سعيد يحمل الحبة ووضعها بلطف في الارض وغطاها وكانها طفلة صغيرة تدخل فراشها .
قالت الارض : لا تخافي أدخلي سأغني لك أغنية تنامي يا طفلتي .
وهكذا نامت حبة القمح داخل الارض وكلها أمل بأن تخرج بعد أشهر وقد نبتت ولبست حلة جميلة .
رجع سعيد الى البيت وكانه ودع صديق سيطول غيابه وأن رجع سيرجع بشخصية جديدة .
من اشراف وتوجيه الاستاذ سلامة رزق الله
كتابة القصة : الطالب ملكي مليحة
التاريخ : 19/11/2007 م