أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
مرحباً بك عضواً جديداً في منتدى أقلام واعدة
أقلام واعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقلام واعدة

إشراف المعلم: سلامة رزق الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Empty
مُساهمةموضوع: ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط   ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Emptyالجمعة 12 سبتمبر 2008, 20:10

التحليل النقدي ( القراءة الناقدة )


q أهمية الموضوع :

الحب ظاهرة اجتماعية وإنسانية ، ضرورية لبقائنا وتقدمنا ، وغيابه أو حضور نقيضه سبب ما يعترضنا من مشكلات وأزمات ومصائب .

ونقصد بالحب ، الحب الأخلاقي ، حب العدل والحق والخير ، والذي علينا أن نزرعه في أبنائنا ، ليثمر لهم حياة هانئة ، ومستقبلا وضاءً .

q الأفكار :

جاءت أفكار الكاتب واضحة ، منتمية ، متسلسلة ، مترابطة في بعضها ، ويعوزها الترابط في البعض الآخر ، وربما كان مرد ذلك تدخل أصابع لجنة التأليف .

يبدأ الكاتب موضوعه بمقدمة قصيرة تظهر قيمة المحبة ( طريق الهدى ، سبيل الرشاد ، مصدر السعادة) ويوضح أنه يعني بالمحبة ( الحب العقلي المجرد ) الذي ( ليس للعاطفة الغريزية شأن كبير فيه ) ونتساءل : هل هناك حب عقلي مجرد خال من العاطفة ؟ وهل يمكن أن نحب بعقولنا دون قلوبنا ؟ ! قد يكون العقل ضابطاً للحب ونائيا به عن النزوات ، لكننا نزعم بعدم وجود حب عقلي مجرد ، بل حب يسيطر فيه العقل على العاطفة ، ولا يلغيها .

ويصف الحب العقلي بأنه ( لا تؤثر فيه عوامل التغيير ، وتقلبات العاطفة ) ، وأنه ( ما دعت إليه الرسالات السماوية كافة ) مفرقاً بينــه وبين ( الحب العاطفي ) الذي تشل فيـه العاطفة العقل فيصبح غير ( مأمون العواقب ) .ويمثل للحب العقلي بحبنا لله تعالى ورسوله ، وبحب الوالدين لأبنائهم أو الأبناء لوالديهم وحب الوطن .

ويرى الكاتب أن الحب القائم على المصلحة لا يدوم ، لأنه موجه إلى المصلحة المادية أو المعنوية لا إلى الشخص المقابل ، لذا فإن هذا الحب ينتهي ويموت بمجرد أن يحقق المرء بغيته إذ ( يولي المرء ظهره لجليسه معرضاً عنه ) . ويرى أن المحبة وليدة الصداقة وأنها المحبة ( كالكائن الحي تحتاج دوماً إلى غذاء وري ) أي إلى مقومات الحياة ، وإلى من يتعهدها ويرعاها .

وينتقل بنا فجأة إلى علاقة الخالق بالحب فيقول : ( إذا أحب الله إنساناً جعل باقي الناس يحبونه ) معززاً حديثه بحديث شريف .

ويبين ( أن محبة الجليس لجليسه في الله ) تتضمن محبة الله ، وأن الله سبحانه يحب المتحابين فيه . وكان الأجدر أن تسبق هذه الفكرة سابقتها ، ليكون الانتقال أكثر منطقية .

ثم يحدثنا عن كيفية توليد المحبة ورعايتها بادئاً بتبادل التحية ( أفشوا السلام بينكم )، ثم الإصلاح بين المتخاصمين وتبادل الزيارات والتعاون في الخير ، مبيناً قيمة التعاون والاتحاد وتكاتف الأفراد وأثرها في تقدم المجتمعات وازدهارها ورفاهيتها .

وينتقل إلى أثر المحبة الصادقة بين الناس وأولها ( أن يحب المرء لجليسه ) ما يحب لنفسه . وثانيها زيادة الترابط الاجتماعي بين الناس ، وثالثها ( درء الناس عن رذيلة الكذب ) الذي يعتبرها الكاتب ( أس الشرور ورذيلة الرذائل ) . ونراه يعود إلى الأثر الأول ويعلو بمرتبته إلى إيثار الصديق عن الذات ، مستشهداً بمواقف صحابة الرسول صلوات الله عليه وكان الأفضل أن يذكر ذلك ملحقاً بالأثر الأول بدون فواصل .

q الأسلوب وطريقة العرض :

استخدم الكاتب لغة سهلة في متناول طلاب الصف الثامن ، ومفردات في بعضها مألوفة ، وعزز أفكاره بالكثير من الشواهد الدينية ( آيات قرآنية وأحاديث ) .

بدأ الكاتب موضوعه باستخدام التوكيد ، وكأنه يخشى ألا يأخذ السامع بكلامه ، فيزيل ما لديه من تردد ، وليشير من جهة أخرى إلى أن ما يقوله رأي ، والآراء على غير الحقائق تحتاج إلــى توكيد ، يقول : ( إن المحبة بين الناس طريق الهدى وسبيل الرشاد ) ، ونعتقد بوجود محذوف بعد كلمة المحبة ، وكأنه قصد ( المحبة المتبادلة بين الناس ) أو ما شابه ذلك ، وشبـه المحبة بالطريق ( تشبيه بليغ ) و ( طريق الهدى ) أقوى في دلالتها من ( طريق للهدى ) ، فالثانية تشير إلى وجود طرق أخرى للهدى بينما الأولى لا تقر بوجودها ولا تنفيها ، بل احتمال نفيها لذهن السامع أقرب . ويعطف ( سبيل الرشاد ) على ( طريق الهدى ) ليؤكد المعنى بالترادف ، ويعتبر المحبة ( مصدر السعادة في الدنيا والآخرة ) ، والطباق هنا يفيد الشمول .

ويقول : ( نعني بالمحبة الحب العقلي المجرد ) ونعتقد أن المحبة ترتبط بالعاطفة أكثر من ارتباطها بالعقل ، ونرى أنه لا يوجد حب عقلي مجرد ، بل حب عاطفي يخضع لسلطان العقل وحكمته ، ولا يبقى منساقاً لأهواء العاطفة ، ويصف الحب العقلي المجرد بأنه ( الذي ليس للعاطفة الغريزية شأن فيه ) ، ونعتقد أنـه يقصد بـ ( الغريزية ) معنى ( الجنسية ) مع أن ( الغريزة ) تعني الطبيعة والفطرة ، فحب الأب لابنه حب غريزي ، والكاتب يصنفه حباً عقلياً مجرداً لا غريزياً ، مع أن هذا الحب تملؤه العاطفة ( الغريزية ) ، وعليه نعتقد أن نعت ( العاطفة ) بـ ( الغريزية ) غير دقيق ، بل نعتقد أن مصطلح ( الحب العقلي ) بعيد عن المدلول المباشر للألفاظ ، وربما كانت تسميته ( الحب الخالي مـن المصالح الذاتية ) أكثر صدقاً ، مقابل ( حب المصلحة ) أو ( الحب المصلحي ) إن جاز التعبير - .

ويصف الحب العقلي المجرد بأنه أيضاً ( لا تؤثر فيـــه عوامل التغيير ، وتقلبـات العاطفة ) ، ولا ( تؤثر فيه ) أكثر دقة من ( لا تؤثر عليه ) ، لأن التعبير الأول يشير إلى أن التأثير داخلي أي في بنية وتركيب هذا الحب ، بينما التعبير الثاني ، يعني التأثير الخارجي أو السطحي . ونتساءل عما يقصده مــن ( عوامل التغيير ) هل هي السعادة والشقاء أم الغنى والفقر ، وربما البعد والقرب …… و ( تقلبات العاطفة ) تعني تغيرها في الكم والكيف ، ويقول إن هذا الحب العقلي المجرد ( هو ما دعت إليه الرسالات السماوية كافة ) دون أن يعزز قوله بشاهد ديني .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط   ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Emptyالجمعة 12 سبتمبر 2008, 20:10

ويقابل بين ( الحب العقلي ) و ( الحب العاطفي الذي لا يكون مأمون العواقب ) ويمثل للحب العقلي المجرد بحب الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي يعتبره الكاتب ( شرط الإيمان ) ، لا ( شرطاً للإيمان ) ونحـن نعتقد أن التعبير الثاني أكثر دقة ، ويستشهد بقول الرسول : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) ، وقد يرى البعض أننا نحب الله خوفاً من ناره أو طمعاً في جنته أي حب مصلحة ، وهذا خطأ ، فنحن قد نطيع الخالق خوفاً أو طمعاً ، أما أن نحبه ، فلأنه يستحق أن يحب وأن يعبد ، وفي هذا المعنى يقول ( علي بن أبي طالب ) كرم الله وجهه ( إن قوماً عبدوا الله رغبة في جنته فتلك عبادة التجار ، وإن قوماً عبدوا الله خوفاً - من ناره فتلك عبادة العبيد ، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ) .

واستخدم الرسول التعبير ( حتى يكون ) ، و( حتى ) هنا تفيد الغاية وتشير إلى صعوبة الوصول إليها وأنها تحتاج إلى جهد وعمل لتحقيقها ، و( أحب ) تفيد التفضيل ، فالله يحب لعباده أن يحبوا ، لكن تبقى محبته الأعظم و ( مما سواهما ) تفيد عدم التحديد أو التخصيص وبالتالي الشمول . كما يمثل بحب الآباء لأبنائهم وحب الأبناء لوالديهم ، وحب الوطن ، وهو حب لا توجد فيه مصلحة ذاتية خاصة ، وإن وجدت فليست هي منبع هذا الحب أو مصبه .

ويمثل أيضاً بموقف الرسول عندما غادر مكة مهاجراً ، يقول صلوات الله عليه : ( والله إنك لأحب البلاد إلىّ ) ويقول أهل اللغة : أن المتحدث يعمد إلى استخدام أدوات التوكيد ، إذا أحسن بأن ما سيقوله لا يلاقي تصديقاً لدى السامع ويزيد من هذه الأدوات كلما زاد إحساسه بشك أو إنكار السامع ، فهل كان هذا حال الرسول صلى الله عليه وسلم عند قوله السابق ، لا نعتقد ذلك ، بل نرى أن هذا الاستخدام تعبير عن حال الرسول النفسية ، وشدة انفعاله في تلك اللحظة . ويكمل الرسول ( لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) ، وربط كلمة ( أهل ) بالكـــاف لا بياء المتكلم لأن الأهل لا يخرجون ابنهم من أرضه ، و ( أخرجوني ) تفيد الإجبار على المغادرة ، و ( من ) ابتدائية وبعدها كلام محذوف 0 إلى المدينة ) ، ليس من ضرورة أو أهمية لذكره ، فمركز ثقل الجملة يتمثل في ( الإخراج ) و ( لولا ) حرف شرط إذا دخل على جملتين اسمية ففعلية أفاد امتناع الثانية بوجود الأولى ، فامتنع البقاء ( ما خرجت ) للحدوث السابق ( إن أهلك أخرجوني منك ) .

ويقول : ( إن المحبة بين الجلساء لا تدوم إلا إذا كانت بعيدة عن أي مصلحة مادية أو معنوية ) ونرى هنا تناقضاً بين تعريف الكاتب للمحبة ( الحب العقلي المجرد الذي ليس للعاطفة الغريزية شأن كبير فيه) و ( لا تؤثر فيه عوامل التغيير ) ، وبين استخدامها هنا فهي تخضع للمصلحة ، وتؤثر فيها العاطفة وتعصف بها عوامــل التغيير ، وكـــان بإمكانه استخدام ( التحبب ) أو ( التودد ) ، وكأن الكاتب شعر بذلك فاستخدم ( الجلساء ) لا ( الأحباء ) وشتان بين المعنيين ، واستخدم أسلوب القصر الذي يفيد التوكيد وكأنه أراد ( إن المحبة بين الأحباء تدوم [ فقط ] إذا كانت بعيدة عن أي مصلحة) ، و ( أي ) في ( أي مصلحة ) تفيد شمول كل مصلحة وكذلك الطباق بين ( مادية ومعنوية ) .

ويمثل الكاتب لرأيه ( من ادعى محبة جليسه ، ولم يقصد سوي نيل غرض معين ، فإنه يكون محباً لغرضه لا لجليسه ) ، وكلمة ( ادعى ) تفيد باطل الادعاء ووفق الكاتب في قوله ( يكون محباً لغرضه لا لجليسه ) ويظهر سلوك المدعي فيقول : ( إذ إنه بمجرد أن يصل إلى بغيته ، ويحقق مأربه ، فإنه يولي ظهره لجليسه معرضاً عنه ) و( إذ ) هنا حرف تعليل و( بمجرد ) تعـني ( لحظة ) وتفيــد سرعة التغيير و( إلى ) في ( يصل إلى ) تفيد الانتهاء ، فهو قد انتهى إلى بغيته ( طلبه ومراده ) بل و ( حقق مأربه ) وولىّ ( ظهره لجليسه ) كناية عن الابتعاد والإهمال وهذا ما تؤكده العبارة التالية ( معرضاً عنه ) .

ويتحدث عن الصداقة فيراها ( تولد المحبة ) وهو بهذا يرى أن الصداقة أسبق وأسهل في تحقيقها فإذا توطدت الصداقة ، وظهرت الأخلاقيات الحميدة التي تسير سلوك الأصدقاء ،زادت الألفة وتولدت المحبة ، ويشبه ( المحبة ) بـ ( الكائن الحي ) ويرى نفسه محتاجاً ككاتب تعليمي إلا إظهار وجــه الشبه بينهما ( تحتاج دوماً إلـى مـن يتعهده دائماً كما يتعهد البستاني الحـــاذق زهــور الحديقة وثمارها ) ووصف ( البستاني ) بـ ( الحاذق ) الخبير ، واختار ( زهور الحديقة وثمارها ) ليشمل رعايته لها حتى إثمارها ، أو ليوجه الاهتمام إلى النتائج المرجوة لهذه الرعاية وهذا التعهد ( الإزهار والإثمار ) .

ويقول : ( و إذا أحب الله إنساناً جعل باقي الناس يحبونه ) وإذا أداة شرط حدوث فعل شرطها يستوجب حدوث فعل جواب شرطها أو رجحان حدوثه ، وهما وجوب الحدوث ، وجاءت ( إنساناً نكــرة لتفيد عدم التعيين ، و( جعل ) تفيد إحداث تغيير تكون نتيجته حب الناس لهذا الإنسان ، يقول صلوات الله عليه ( إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) والحديث يظهر التدرج في الحدث فالله سبحانه يعلم جبريل بحبه الإنسان ويكلفه بحبه ، ………… .

وإن حب الناس في الأرض لإنسان ، تأتي نتيجة لحب الله لهذا الإنسان ، ثم حب أهل السماء له ، و ( يوضع له القبول في الأرض ) والقبول غير الرضى ، فقد نقبل بشيء لا نرتضيه والقبول قد يسبق الرضى ويكون مقدمة له . ويعود الكاتب إلى فكرة كان موضعها أسبق على فكرة حب الله للإنسان ، يقول ويلاحظ أن محبة الجليس لجليسه في الله تتضمن محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة السلام ) ومحبة الله تعالى لا تلاحظ بل تدرك بالعقل ، وكــان بإمكان الكـاتب حذف ( يلاحظ ) دون أن يختل المعنى أو ينقص ، وكلمة ( جليس ) تعني ( مجالس ) ، والمجالسة في الله ( في العبادة والأخذ بما أمر الله به ) وتحمل بالإضافة لذلك المجالسة بدون مصلحة ذاتية نفعية من الجليس ، وقوله ( تتضمن محبة الله تعالى ورسوله ) تحتمل إحدى معنيين : الأول محبة الجليسين لله ورسوله ، والثاني محبة الله ورسوله للجليسين ، ويكمل الكاتب ( بل إن الله تعالى يبذل محبته للمتحابين فيه ) و ( بل ) هنا تفيد الانتقال من معنى إلى معنى آخر أعلى مرتبة وأهم في التقدير من المعنى السابق عليها ، فالله سبحانه يبذل محبته ( ويقول سبحانه ) في الحديث القدسي ( وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ ،، والمتباذلين فيّ ) فاعتبر محبته فيما يرضى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط   ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Emptyالجمعة 12 سبتمبر 2008, 20:11

( الأخذ بأوامره والابتعاد عن نواهيه ) وينطبق هذا على المتجالسين في الله والمتزاورين فيه والذين يبذلون لوجه الله ، لا طمعاً في مردود اقتصادي أو معنوي .

ويتحدث عن كيفية بناء المحبة بين الناس ووسائلها ، ومنها ( تبادل التحية بين الجلساء ) و تبادل على وزن ( تفاعل ) تفيد المشاركة في الفعل ، وتبادل التحية تضع أرضية جيدة لبناء المحبة ، ويستشهد بقول الرسول ( والذي نفسي بيده ) قسم بالخالق الذي يملك نفسي والقسم للتوكيد ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا )و( حتى ) هنا بمعنى ( إلى أن ) فالإيمان شرط لدخول الجنة ، والمحبة شرط الإيمان ، فالمحبة شرط دخول الجنة ، و( الواو ) في ( أو أدلكم ) زائدة ( أو أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم ؟ ) وغرض الاستفهام هنا إثارة الانتباه والتشويق ، بل والتلهف للإجابة ، وبعد الاستفهام كلام محذوف وكأنهم قالوا : ( نعم يا رسول الله ) . فقال صلوات الله عليه : ( أفشوا السلام بينكم ) و ( أفشوا ) أقوى في دلالتها من ( انشروا ) ، فالنشر ذيوع ، ولإفشاء ذيوع وكثرة .

وينتقل إلى عامل آخر يحقق المحبة ( الحرص على الإصلاح بين المتشاحنين ) ، والحرص دليل قناعة ورغبة وإصرار ، ففيها تكرار للمحاولة حتى تحقيق الإصلاح و ( الإصلاح ) زوال للفساد ، وجلب للمحبة و ( المتشاحنين ) تعني المتباغضين المتعادين . بل ويشير إلى طريقة الإصلاح ( التوفيق بين وجهات النظر ) ، و ( التوفيق ) تشير إلى البحث عن نقاط الاتفاق بين المتنازعين والتقريب بين وجهات النظر ، وصولا إلى نقاط الالتقاء . ويظهر لنا النتيجة( تصفية القلوب من الضغائن ) و ( التصفية ) إزالة لكل ما يكدر ، ، وفي العبارة استعارة و ( تنقية لها من شوائب الأحقاد ) وفي العبارة استعارة أخرى وفي العبارتين توكيد بتكرار المعنى ، ويبين أن التشاحن و التنازع والحقد يولد ( التنافر) ، وأن الإصلاح يصفي القلوب ( ما لحق بها من تنافر ) مبيناً بعض أسباب هذا التنافر .

ويعلي من قيمة رجال الإصلاح فهم ( يبغضون الشر جملة وتفصيلا ) أي في كل أحواله وهم يحبون العلاقات التي تقرب الأفــراد لذا ( يمقتون الشتات مقتاً شديداً ) وفــي العبارة توكيد بالمفعول المطلق ، و ( المقت ) شدة الكره ، لذا تراهم ( يسعون بين الناس بالخير ) والسعي يتطلب الحركة والعمل ، وهذه الفئة تتمتع بالقدرة على المحاججة والإقناع ( مبطلين عمل الشيطان ) ، ( فهم كالماء للنار ) وكان الأفضل أن يترك الكاتب وجه الشبه لقدرة القارئ على الاستنتاج ( لا يبقى بسببهم بين الإخوان إلا الود والوئام ) والجملة تحوى توكيداً بالقصر وتبرز دور المصلحين ( بسببهم ) ، و ( الإخوان ) تعني حالهم قبل النزاع وبعد الصلح ، ونعتقد أن تقديم ( الوئام ) على ( الود ) أكثر منطقية فالأولى تسبق الثانية وتحقق وجودها .

ومن وسائل بناء المحبة ( تبادل الزيارة بين الجلساء ) ، و ( التبادل تعني المشاركة في الفعل من الطرفين ، والمقصود بـ ( الزيارة ) التي لا تقوم على مصالح مادية ، بل تحقيق الألفة بين الجلساء ، وإذا كان الكاتب لم يوفق في استخدام ( الجلساء ) في أكثر من موقع إلا أنه قد وفق هنا ، لأن ( الجلساء ) لم يصبحوا(أحباء ) بعد . ويستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت منزلا في الجنة ) , ( عاد ) بمعنى زار إلا أنها لا تستخدم إلا للمريض ، وقدم زيارة المريض لحاجته لها وتخفيفها عنه ، واستخدم ( مريضاً وأخاً ) نكرة لتفيد عدم التحديد ، وعدم أهمية ذكر الفرد مقابل أهمية ذكر الفعل و ( زار أخاً في الله ) تعني زيارة لوجه الله ، لا لمصلحة دنيوية ذاتية خاصة ، و ( ناداه مناد ) وبعـد مناد نعت محذوف يمـــكن إدراكه وتقــديره من قـول الرسول ( تبوأت من الجنة منزلا ) .

و ( طبت ) بمعنى حسنت وزكوت وطهرت وبوركت ، و ( طاب ممشاك ) أي عملك وطريقك و ( تبوأت من الجنة منزلا ) ، ( تبوأ ) نزل وأقام ،( من الجنة ) قد تكون ( من ) بمعنى ( في ) ( تبوأت من الجنة منزلا ) وقد تكون تبعيضية ( تبوأت بعض الجنة منزلا ) و ( منزلا ) مكاناً ( مادياً أو معنوياً ) .

ومن الوسائل التي تؤدي للمحبة ( التعاون فيما بينهم ) وفي ( التعاون ) مشاركة و ( فيما بينهم ) مؤشر على اتحاد الكلمة والتوجه ، ويبين قيمة هذا التعاون ( ليكونوا قدوة لغيرهم ) ووفق الكاتب في استخدام ( ليكونوا ) التي تفيد البقاء والثبات ( لتبقوا قدوة لغيرهم ) لا ( لتصيروا ) التي تفيد التحول وبعد ( قدوة ) نعت محذوف مدرك من السياق تقديره ( حسنة ) وغيرهم ( غير المتعاونين ) و ( بخاصة في الشدائد ) تخصيص للحاجة إلى التعاون والحاجة إلى القدوة ( امتثالا لقوله تبارك وتعالى ) ونصبت امتثالا على المفعول المطلق أو الحال ( متمثلين ) : ( تعاونوا على البر والتقوى ) و ( تعاونوا ) فعل أمر يفيد الإلزام وقابل سبحانه بينهما و ( لا تعاونوا على الإثم والعدوان ) لينهي عن الثانية وليبرز المعنى المراد ( التعاون ليس مرغوباً فيه في كل الحالات ) ولكن فيما يعود على الناس بالخير والابتعاد عما نهى الله عنه ، ويعزز حديثه بشاهد شعري :

جزي الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي

والشاهد لا يناسب ما جاء لتعزيزه ، فالحديث السابق عن التعاون الخير وأهميته ، واستخدام الفعل الماضي هنا يفيد الدعاء ، فهو يدعو الله أن يجازي الشدائد كل خير و جزى ( كفى وأغنى ) و ( الشدائد ) جاءت جمعاً لتفيد كثرة ما تعرض له الشاعر من مصائب ، وفي البيت استعارة ، والشدائد أكسبت الشاعر خبرة تمكنه من التمييز بين العدو والصديق ، وقدم ( عدوي ) على ( صديقي ) ،إما لكثرة الأولى وقلة الثانية ، أو للأهمية النسبية لمعرفة الأولى .

ويظهر قيمة التعاون فيقول : ( فما نالت أمة نصيبها من رغد العيش ،واستقرار الرأي ، إلا بالتعاون والاتحاد) فيستخدم أسلوب القصر لتوكيد معناه و ( نال ) هنا تفيد الأخذ عـن استحقاق و( نصيبها ) هنـا بمعنى مكانتها و ( رغد العيش ) رفاهيته ، و ( استقرار الــرأي ) دليــل التوافق والانسجام وقـــدم ( رغد العيش ) على ( استقرار الرأي ) ، لأنها من عوامل استقرار الرأي ، ولحاجة الإنسان إلى إشباعها ، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون بين مختلف فئاتها وطبقاتها والاتحاد ، وقدم التعاون لأنه مدخل الاتحاد وسبيله . ويكمل ( ولا فاز شعب بحقه في الاستقلال ، ونصيبه من التقدم والازدهار إلا بتكاتف أفراده / واجتماع كلمتهم ) . والفوز انتصار ، والفوز يحتــاج إلى نضال ، وهـــو نضال مشروع ؛ لأنه من أجل الحق ( بحقه في الاستقلال ) و ( نصيبه ) الحصة التي يستحقها . وقدم ( التقدم ) على ( الازدهار ) ؛ لأن الأول سبب حدوث الثانية و ( تكاتف أفراده ) والتكاتف ينجم عن الاتفاق والمساندة والألفة ، و ( اجتماع كلمتهم ) على قول واحد دليل على وضوح الأهداف وسبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
المعلم
المدير العام



عدد المساهمات : 1981
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
العمر : 65

ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط   ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط Emptyالجمعة 12 سبتمبر 2008, 20:11

تحقيقها و ( تعاونهم تعاوناً صادقاً فيما ينفع مجتمعهم ) و ( صادقاً ) هنا بمعنى قوياً ، متيناً ، مستمراً ( فيما ينفع مجتمعهم ) والنفع هنا غير محدد ليفيد كل نفع ، ( ويقوي وجودهم ) واستقرارهم وبقاءهم ويزيد من ( تضامنهم ) والتضامن ناتج عن مودة واتفاق وتعاون .

ويقول : ( إذا شاعت المحبة بين الناس تركت آثاراً طيبة) و( شاع ) بمعنى ذاع وانتشر وفشا وجاءت (آثاراً ) جمعاً لتفيد الكثرة ، ومن هذه الآثار (أن يحب المرء لجليسه المحبوب كل ما يحبه لنفسه من النعم والخيرات ) وفي هذا إشارة لعدم تفضيله لنفسه عن جليسه المحبوب ( في الله ) فهو يحب له ما يحب لنفسه .

و ( النعم ) أعم من ( الخيرات ) ويعزز حديثه بقول الرسول صلوات الله عليه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فجعل العدل والمساواة بين الذات والآخرين في حب الخير شرطاً للإيمان ، وأحدكم تعني ( أي منكم ) و ( لأخيه ) في الإسلام ، والأخوة تحمل معاني المودة ومن هذه الآثار ( زيادة الترابط الاجتماعي بين الناس ) والكاتب يقر بوجود هذا الترابط ، فالإنسان اجتماعي بالفطرة ، والترابط الاجتماعي يقوي علاقة الإنسان بالمحيطين به ، فيتفهمهم ، ويتفهم منطلقات تفكيرهم ، فيزيد تقبله لهم وارتباطه بهم ، ( لأن أي إنسان ) و أي تفيد عدم تحديد فرد بعينه وبالتالي شمول كل إنسان ( ولو كان فظاً غليظ القلب ) جملة معترضة جوابها محذوف و ( الفظ ) القسوة والإساءة وخشونة اللسان وهي علامات لـ

( غليظ القلب ) و ( أي إنسان لا يملك إلا أن يقول لمن أعلن محبته له ) فهو سيرد ولو بدون رغبة على من أعلن محبته له : ( أحبك الله الذي أحببتني له ) و ( أحبك الله ) تفيد الدعاء و (أحببتني له ) تعني من أجله أو بسببه ، ويستشهد بحوار دار بين الرسول ورجل كان عنده عندما ( مر رجل ) فقال الرجل الذي عند الرسول : يا رسول الله : إني أحب هذا ) والنداء هنا يفيد التعظيم ، ونعتقد أن توكيد الرجل لقوله غير مبرر ، فالرسول ليس بحاجة لتوكيد الرجل ليصدق قوله ……….. ويقول الرسول : أأعلمته ؟ وفي السؤال حذف

( أ أعلمته بحبك له ؟ ) وفيه مؤشر على ضرورة إبلاغه ، لأن هذا يزيد من تقارب المسلمين وألفتهم .

وعندما قال : لا ، بادره الرسول : أعلمته . وهي فعل أمر يفيد التوجيه ، ويأتمر الرجل بأمر الرسول ويلحقه ويقول له : ( أني أحبك في الله ) أي حباً خالياً من المصالح الذاتية ، ويجيب الرجل داعياً له : أحبك الله الذي أحببتني له ( من أجله ) .

ومن هذه الآثار ( درء الناس عن رذيلة الكذب ) ، و ( درء الناس ) دفعهم عنه وكأن الناس يميلون لممارسة رذيلة الكذب ، ويجب درؤهم عنها . ودرء الناس يحتاج إلى قدرة على الإقناع وقدرة على المحاججة والإلزام و ( الرذيلة ) عكس ( الفضيلة ) تعني الصفة الذميمة ويعتبر الكاتب الكذب ( أس الشرور ورذيلة الرذائل ) ويقدم لنا قول رابعة العدوية مستشهداً به :

تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في القياس بديع

لو كـان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

فبدأت بفعله الحقيقي أو برذيليه فيقول : ( تعصي الإله ) في سلوكياتك ، و( أنت تظهر حبه ) ، ( تظهر ) تتعمد الإظهار وتسعى له وفي العبارة مقابلة في المعنى ( فتعصي الإله ) تناقض ( تظهر حبه ) وهذا أمر مستغرب ، لما فيه من تناقض ( هذا لعمرك في القياس بديع ) وهو سلوك ينافى المتعارف عليه اجتماعياً من سلوك ، وفي العبارة قسم بـ ( لعمرك ) ( لو كان حبك صادقاً لأطعته ) ولو أداة شرط إذا دخلت على مثبتين نفتهما ، فمحبة غير صادق وهو غير مطيع ، وبعد الشرط كلام محذوف يمكن تقديره بـ ( لكنه غير صادق ) أو ما شابه ، فالمحب مطيع لمن يحبه وجملة ( إن المحب لمن يحب مطيع ) تعليل للجملة الشرطية السابقة عليها .

وقد تصل المحبة إلى أعلى درجاتها بتفضيل الجليس ( المحبوب ) عن الذات وإيثاره عن النفس ويستشهد بقوله تعالى : " " والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا " يتحدث سبحانه عن الأنصار مادحاً سلوكهم مع المهاجرين فيقول ( الذين تبوءوا الدار ) الذين أقاموا واستقروا في المدينة وأخلصوا ( الإيمان ) وعليه يصبح عطف الإيمان على ما قبلها عطف جمل ، ( من قبلهم ) تعني من قبل هجرة المهاجرين إليهم ، ولا تعني أسبقيتهم في دخول الإسلام ، يمدحهم سبحانه بقوله : ("يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ) فهم قد استقبلوا المهاجرين بالترحاب وقسموا ما يملكون معهم ، ولا يجدون حزازة وحسداً مما أعطى للمهاجرين من الغنيمة دونهم ( من أموال بني النضير ) بل طابت أنفس الأنصار بتلك القسمة ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) و( يؤثرون ) يفضلون ويقدمون غيرهم على أنفسهم ولو كانوا في أمس الحاجة والفاقة إليه ، فهم يؤثرون غيرهم مع أنهم محتاجون وفقراء ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) والوقاية صون وحماية و ( الشح ) البخل الشديد مع الجشع والطمع والنفس البشرية أقرب إليه لذلك كانت الوقاية من شح النفس ، و( أولئك )اسم إشارة للبعيد ليفيد بعد الوصول إلى تلك المرتبة وقلة الفائزين بها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dar-alkalima.forumotion.com
 
ثامن - قراءة نقدية لدرس المحبة بين الناس - للمطالعة فقط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثامن - المحبة بين الناس - تحليل الدرس من حيث الشكل والمضمون
» ثامن - المحبة بين الناس - أسئلة مساعدة - نشاطات مساعدة وحلول
» تاسع - قراءة ناقدة لدرس الإسلام والشباب
» الثامن - المحبة بين الناس - أسئلة مقترحة
» الأفكار الرئيسية لدرس عصر الليزر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقلام واعدة  :: تعبيرـ ف1ـ 2007/2008 :: الصف التاسع-
انتقل الى: