الفرق بين التشبيه
التمثيلي والضمني :
(1) التشبيه التمثيلي : وهو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد أمرين أو
أمور . وهذا مذهب جمهور البلاغيين .
ولا يشترط فيه تركيب الوجه سواء كان الوجه فيه حسيا ، أم عقلياً ، حقيقيا أو غير
حقيقي .
مثاله قول الله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت
سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) .
فالمشبه : حال من ينفق قليلا في سبيل الله .
والمشبه به : حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل .
ووجه الشبه : هو صورة من يعمل قليلا فيجني من ثمار عمله كثيرا ، وهو منتزع من أمور
شتى : ( حبة ، وإنباتها سبع سنابل ، وكون مائة حبة في كل سنبلة ) .
(2) التشبيه الضمني : هو تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور
التشبيه المعروفة - أي من غير أركان التشبيه - بل يلمحان من السياق والمعنى
والتركيب ، والقسم هذا من التشبيه يؤتى ليفيد أن الحكم المضاف إلى المشبه ممكن .
مثاله : قول الشاعر :
لا تنكري عطَل الكريم من الغنى
فالسيل حرب للمكان العالي
يريد الشاعر أن يقول لمن يخاطبها : لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك
ليس غريباً ، فقمم الجبال - وهي أعلى الأماكن - لا يستقر فيها ماء السيل .
ففي هذا الكلام تشبيه ضمني ، ولو أتى بصورة معروفة للتشبيه لقال : إن الرجل الكريم
المحروم الغنى يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل .
ولكن لم يقل الشاعر ذلك بصراحة ، وإنما أتى بجملة مستقلة متضمنة هذا المعنى .
فالفرق بينهما ظاهر ، بأن الأول تذكر فيه أركان التشبيه على طريقة معروفة ، أما
الثاني حيث لا يذكر فيه شيء منها . مع أن وجه الشبه في كلا النوعين يفهم من أمور
أو كلام لا بلفظ خاص .
التشبيه الضمني بكل
بساطة تشبيه تمثيلي ولكن بأداة محذوفة
مثلا :
من يهن يسهل الهوان عليه.....ما لجرح بميت إيلام
شبه صورة من يرضى الذل والهوان ولا يتأثر
بصورة الميت الذي لا يؤثر فيه جرح
ولكن لا أداة تشبيه ....والتشبيه الضمني قمة البلاغة في الشعر برأيي
فارتباطا بموضوع التشبيه أقول: إن التشبيه نوعان:
مفرد وله أصناف عديدة هي المفصل والمجمل والبليغ والمرسل والمؤكد
ومركب وهو صنفان: تمثيلي وضمني
فأما التمثلي فهو تشبيه صورة بصورة أو هيئة بهيئة أو حال بحال ووجه الشبه فيه صورة
منتزعة من متعدد أي أن وجه الشبه ليس مفردا بل مؤلفا ومركبا من أشياء متعددة.
ومثاله قول الله تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع
سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء. إذ شبه الله تعالى المنفقين
كالحبة التي أنبتت سبع سنابل، أما وجه الشبه هنا فالبركة والعطاء
أما التشبيه الضمني فهو تشبيه غير صريح ولايستفاد إلا من سياق الكلام ، وغالبا ما
يكون المشبه قضية والمشبه به هو الدليل عليها. فالمثال الذي أورده أخي
"السراج" من أن قول المتنبي : ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت
إيلام
هو تشبيه تمثيل فهذا غير صحيح بل هو ضمني، إذ المشبه هنا هو المهان أي القضية
والمشبه به هو الميت أي الدليل ، بحيث أن الميت لايؤذى إذا جُرح وكذلك من اعتاد
الهوان
إذن هو تشبيه ضمني لم نفهمه إلا من سياق الكلام ،ودون وجود أركان التشبيه المعروفة