درس السابع
التشبيه التمثيلي
إن كل ما مرَّ معنا من أنواع التشبيه
كان تشبيها صريحا، أي أنَّ منشيء العبارة التشبيهية قد عمد إلى التشبيه في عباراته
بصراحة ووضوح، أما ما نحن الآن بصده من أنواع التشبيه فلإننا بلمح فيه التشبيه
ضمنا لا صراحة ، وهو يحتاج منك إلى إمعان أكبر لتتلمس طرفيه وتتذوق معناه،
ولنستوضح هذا النوع من التشبيه تأمل معنا بتمهل قول أبي تمام في الحسود:
وإذا أراد الله نشر فضيلة.... طويت
أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال فيما جاورت.... ما كان
يعرف طيب عرف العود
إن كنت قد اشتركت معنا في تأمل قول
أبي تمام فحاول إذن الإجابة عن الاسئلة الآتية ، ولا تثريب عليك من أن تعيد التأمل
إن أعيتك الإجابة :
1- ما المعنى الذي أراد أبو تمام إيصاله
إلينا؟
2- اين تكمن الغرابة في المعنى الذي
أراده أبو تمام؟
3- ما الدليل الذي قدمه أبو تمام ليزيل
عن أنفسنا ما قد يعتريها من استغراب ؟
4- حاول أن تبني تشبيها صريحا من فهمك
العام للمعنى والدليل الذي الذي أورده الشاعر.
لقد أراد ابو تمام إقناعنا بأن
الفضائل المخفية لأصحاب الفضائل يشيعها الله على ألسنة أهل الحسد، فيكونون هم
أنفسهم أداة لإذاعتها ونشرها، وإنها لمعجزة تثير كثيرا من التعجب، فكيف للحسود
الذي لا يرى منه إلا السوء أن يكون سببا في نشر الفضيلة؟ !
وكأننا بأبي تمام قد أحس باستغرابنا
فأسرع بإيراد الدليل على معناه، فذكر أنه لولا النار لما استطعنا تمييز رائحة
العود الزكية.
وبتفسير بيتي أبي تمام يمكننا بالفعل
أن نلمح تشبيها نوضحه بالعبارة المختصرة الآتية :
(تعرف افضيلة بالسنة الحساد كما يعرف
طيب العود بالنار)
وبذلك نكون قد وقفنا على التشبيه
بعدما عرفنا طرفيه.
نستنتج مما سبق أن من أنواع التشبيه:
ما لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في
صورة صريحة بل يلمحان في التركيب وهو التشبيه الضمني مع ملاحظة أنه يؤتى في
التشبيه الضمني بمعنى تام يتبعه دليل يؤكد ذلك المعنى.
تدريب (1)
اقرأ بتأمل البيتين الآتيين لابن
المعتز ثم أجب عما يليهما:
اصبر على مضض الحسو (م) د فإنَّ صبرك
قاتله
فالنَّار تأكل بعضها... إن لم تجد ما
تأكله
1- ما المعنى الذي أراده الشاعر؟
2- ما الدليل الذي أورده الشاعر لتأكيد
معناه؟
3- ابن تشبيها صريحا من فهمك للبيتين
يقول ابن المعتز:
اصبر على مضض الحسود ** فإنَّ صبرك
قاتله
فالنَّـار تأكل بعضها ** إن لم تجد ما
تأكله
1- ما المعنى الذي أراده الشاعر؟
* أردا الشاعر إقناعنا بأن الصبر على
أذى الحسود أوقع وأبلغ في رد شره وإساءته؛ فهو يموت هماً وغيظاً حين لا يجد منك
إلا الحلم والصبرعلى جهله!!
2- ما الدليل الذي أورده الشاعر لتأكيد
معناه؟
* ويدلل الشاعر على هذا بصورة النار ؛
فإن اضطرامها واشتعالها في نفسها يكون حين لا تجد ما تأكله!
وكذلك الحسود إذاما وجد ما ينفِّس عنه
غيظه منك إلا الصبر والرد الحسن، فكأنه يأكل نفسه !!
3- ابن تشبيها صريحا من فهمك للبيتين
* تألم الحسود من صبرك عليه يشبه تضرُّم
النار ببعضها؛ فأذاهما لا يلحق إلا بهما.
1- ما المعنى الذي أراده الشاعر؟أراد ابن المعتز في
هذا البيت حث المحسود على الصبر وترك مقاولة الحاسد الذي يسعى ويتطلب هذه المقاولة
لينال بها نفثه وبين له ما يؤول إليه
أمر الحاسد إذا تُرك ،ولم يلقَ منه ما يُزيل كمده وحقده ، هو :الإضرار بنفسه بما
يصيبها من جراء الكمد والحقد والغيظ غير المتنفث عنه وهذا يُودِي به 0 فإن أمضى سلاح لمجابهة
الحسود هو : الصبر ، وعدم الاكتراث به وبمقاولته 0