الفلاح
في يوم من أيام الشتاء القارص كان ابو علي عائدا من حقله متعبا و مرهق من الأعمال الشاقه التي قام بها خلال النهار فقد حرث أرضه و قلب ترابها و قلم أشجارها و زرعها بالحبوب.كان قد حل الظلام فلم يستطع ابو علي ان يرى الطريق و كان يشق طريقه صامدا أمام الرياح والأمطار الشديده مقاوما غضب الطبيعيه المجنونه.و أذابه يسمع أصواتا من هنا و هناك و كأن احد يراقبه و يتبعه.التفت ابو علي يمينا و يسارا و لكنه لم يجد احد وفجأة ظهرت أمامه مجموعة من الذئاب و الوحوش كالبرق وأخذت تحدق به و تتأمله كعشاء لها فلم يخف ابو علي حمل فأسه الملي بي ذرات التراب وأخذ يضرب بالفأس هنا و هناك لعله يفزعهم.ولكنه لم يفلح و حدثت معركة بين ابو علي و الذئاب المتوحشه و تعرض ابو علي للهجمات فسال دمه من وجهه و جسمه و فجأه لمعت السماء برقا و أرعدت وأذا بالذئاب و الوحوش تركض مفزوعه بعيدة عن ابي علي متجه
ال حقله فما كان من ابي علي ألا اناستجمع قواه و ركض باتجاهها
محاول ان يبعدها عن الحقل اشتد الظلام و اشتدت العاصفة وها
هو ابو علي عالق في الحقول ينزف و حالته تسوء اكثر و اكثر و مرت الدقائق و كأنها سنوات وبعد فتره قصيره مربه صياد كان يسكن في كوخ
قريب فهم لمساعدته و أخذه الى المستشفى و بقية ابو علي ملازم الفراش
لعدة ايام و كان حزين قلق و دائم التفكير بحقله بعد أن اتلفته الذئاب
وبعد ايام عاد ابو علي الى بيته نشيطا متعطش لحمل فأسه مرة أخرى
ثم توجه مسرع الى حقله و همه ان يزرعه من جديد و يعيد ترتيبه
بعد أن عبثت به الذئاب والوحوش،وما ان وصل الى حقله حتى
تفاجأت عيناه بهذا المنظر الساحر الخلاب. فكانت أرضه مزروعه
بجميع أنواع الخضار و الفاكهة والأشجارو الأزهار و محاطة
بسور عال و كانة هذه هدية اهل القرية لي ابو علي لخروجه
من المشفى بعد مواجهة تلك اليله المظلمة و وحوش الغابه
كان ابو علي اسعد انسان في الدنيا فراح يشكر أهل القرية
على هذه البادره الطيبه و الشجاعه هذه قصة ابو علي ذلك الانسان
الذي يعمل دون سئم او ملل ولا يبخل بعطائه و قواه ابدا هذا ابو علي
الذي لا يمكن الأستغناء عنه فدوره فعال و مهم بين ابناء القريه هو المكافح
الصبور يسعى دائما ليرى أرضه صامدة شامخة و معطاءة على مر السنين