المعلم المدير العام
عدد المساهمات : 1981 تاريخ التسجيل : 27/08/2007 العمر : 65
| موضوع: حمزة الثلاثاء 26 مارس 2013, 22:10 | |
| فدوى طوقان : شاعرة فلسطينية ، ولدت في مدينة نابلس عام 1917م ، وهي أخت الشاعر إبراهيم طوقان ، الذي أخذ بيدها إلى عالم الشعر منذ نعومة أظفارها ، وقد حزنت كثيراً على وفاته ، وهو في ريعان الشباب ، وكتبت عنه كتابا بعنوان : ( أخي إبراهيم ) ( 1946م ) . وقد بدأت فدوى حياتها الشعرية بكتابة الشعر في موضوعات ذاتية ووجدانية ، ثم أخذت بعد ذلك بمعالجة موضوعات اجتماعية ووطنية وقومية . أصدرت مجموعة من الدواوين الشعرية من بينها : ( الليل والفرسان ) ( 1969م ) الذي أخذت منه قصيدة (حمزة ) . كما نشرت سيرتها الذاتية في جزأين : ( رحلة جبلية رحلة صعبة ) (1985م ) ، و( الرحلة الأصعب) ( 1993م ) . كما نالت الشاعرة عدداً كبيراً من الجوائز العربية والعالمية . وقد كتبت فدوى قصيدة ( حمزة ) بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل ابن عمها حمزة ، الواقع في جبل جرزيم في نابلس ، بعد اعتقال ابنه بتهمة مقاومة الاحتلال . وقد روت فدوى ذلك في كتابها : ( الرحلة الأصعب ) ( الفصل 17) .
الليل في زيتا صباح. الفكرة : وصف حياة حمزة قبل الاحتلال كان حمزة واحداً في بلدتي كالآخرين طيباًً يأكل خبزه بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبين( ) الفكرة : تصوير موقف حمزة والشاعرة من الاحتلال . تصوير همجية الاحتلال وما يفعلونه بأرض فلسطين . قال لي حين التقينا ذات يومٍ وأنا اخبط في تيه الهزيمة : اصمدي ، لا تضعفي يا ابنة عمي هذه الأرض التي تحصدها نار الجريمة والتي تنكمش اليوم بحزنٍ وسكوت
هذه الأرض سيبقى قلبها المغدور حيا لا يموت الفكرة : العلاقة بين المرأة والأرض هذه الأرض امرأة في الأخاديد في الأرحام سر الخصب واحد قوة السر التي تنبت نخل وسنابل تُنبت الشعب المقاتل( ) الفكرة : أمل الشاعر بتغيير الواقع عن طريق الثورة . دارت الأيام لم ألتقِ فيها بابن عمي غير أني كنت أدري أن بطن الأرض تعلو وتميد بمخاضٍ وبميلادٍ جديد( )
الفكرة : أمر حاكم البلدة بهدم دار حمزة . كانت الخمسة والستين عام صخرة صماء تستوطن ظهره حين القى حاكم البلدة أمره ( انسفوا الدار وشدوا ابنه في غرفة التعذيب ! ) ألقى حاكم البلدة أمره ثم قام يتغنى بمعاني الحب والأمن وإحلال السلام !( ) الفكرة : إحاطة الأعداء لبيت حمزة . طّوق الجند حواشي الدار والأفعى تلوت وأتمت ببراعة اكتمال الدائرة وتعالت طرقات آمرة : " اتركوا الدار " ! وجادوا بعطاء ساعة أو بعض ساعة( ) الفكرة:تضحية حمزة بروحه وماله لأجل وطنه. فتّح الشرفات حمزة تحت عين الجند للشمس وكبّر ثم نادى : " يا فلسطين اطمئنّي أنا والدار وأولادي قرابينُ خلاصك نحن من أجلك نحيا ونموت" وسرت في عصب الدار هزّة حينما ردّ الصدى صرخة حمزة وطوى الدار خشوع وسكوت ( ) الفكرة: هدم بيت حمزة. ساعة ، وارتفعت ثم هوت غرف الدار الشهيدة وانحنى فيها ركام الحجرات يحضن الأحلام والدفء الذي كان ويطوي في ثناياه حصاد العمر ذكرى سنوات عمرت بالكدح، بالإصرار، بالدمع بضحكاتٍ سعيدة( )
الفكرة: عدم تأثر كبرياء حمزة. أمسِ أبصرت ابن عمي في الطريق يدفع الخطو على الدرب بعزمٍ ويقين ! لم يزل حمزة مرفوع الجبين( ) - الشرح:
ذكرت الشاعرة (الليل في زيتا صباح) أشارت إلى التحرير فمهما طال الظلم لابد من زوال الاحتلال . ولا بد من حتمية النصر والعودة .
- المفردات:أخبط: أسير على غير هدى. التيه: المكان الذي لا علامة فيه يهتدي بها. اصمدي: اثبتي. تنكمش: تنقص وتضمحل. المغدور: الذي غدر به ولم يوفى له بعهده. الشرح : أن حمزة كان عامل تشجيع وتثبيت ورفع معنويته في ظل التخبط والهزيمة لم يكن الناس مصدقين ما جرى من احتلال وكانت الأمة العربية مشتتة ضائعة إلا حمزة كان يدعو للصمود وعدم اليأس ، فرغم أن نار الاحتلال تحرق الأرض وتغصبها تجعلها وتجعل من عليها ينكمشون بحزن وسيبقى قلبها حياً لا يموت ، ولا يضيع حق وراءه مطالب . الصورة الجمالية: شبهة الشاعرة الأرض الفلسطينية بإنسان حي له قلب لا يموت.
- المفردات:الأخاديد(مفردها أخدود) الشقوق المستطيلة في الأرض. الشرح : تربط الشاعرة بين الأرض والمرآة الأم المحافظة على البقاء والتحدي فالمرأة تنجب الأبطال فهي أم الشهداء والجرحى والأسرى ، فهي لا تيأس من إنجاب أجيال مناضلة في سبيل تحرير الأرض والأرض خصبة معطاءة تنبت في شقوقها أجود أنواع الثمر . الصورة توحد الأرض والمرأة سواء أكانت أم حبيبة كلاهما تخصبان فالأرض تخصب الخير والأم تلد الثوار الأحرار . الصورة الجمالية: شبهت الشاعرة الأرض الفلسطينية بامرأة في ولادتها وحياتها.وشبهت الشاعرة الشعب الفلسطيني بالنبات الذي ينمو ولا يموت. - المفردات: تميد : تدور مضطربة .المخاض: وجع الولادة(الطلق) الشرح: تدور الأيام فتجعل حمزة مقاتلاً بعد أن كان بسيطاً يسعى جاهداً في سبيل الحصول على لفقمة العيش فقد أنجبت الأرض التي تشبه المرأة الفلسطينية في الخصب جيلاً مقاتلاً بعد مخاضٍ وشدة ويشير إلى أن الشعب الفلسطيني يزداد إصراراً على التحرر بازدياد الشدة . الصورة الجمالية: شبهت الشاعرة الأرض الفلسطينية بامرأة تلد أحرارا.
- المفردات: الأصم : الصلب المصمت . الشرح : تذكر الشاعرة ما جرى لحمزة بعد ما جرى بعد خمسة وستين عاما من عمره حيث تعب من أجل العائلة وبناء الدار التي تحميه وتأويه لكنه عندما غدا مقاتلا أمر حاكم البلدة بنسف الدار وأمر الجند بإلقاء القبض على ابن حمزة وتعذيبه في غرفة التحقيق بعدها اظهر للعالم مدى حبة للأمن والسلام ويظهر نفسه ضحية في حين يجعل من نسف بيته واعتقل ابنه إرهابيا يعتدي على الآخرين ويستحق العقاب . الصورة الجمالية: شبهت الشاعرة متاعب الحياة على ابن عمها بالصخرة الثقيلة على ظهره. - المفردات: طوقّت : أحاطت بالشيء كالطوق . حواشي : (مفردها حاشية) :جوانب الشيء وأطرافه تلوت : استدارت عدة مرات. تعالت : ارتفعت . الشرح : طوّق الجند دار حمزة وتشبّه الشاعرة هذا المنظر بالأفعى التي تتلوى بشكل دائرة لأن كل من المحتلين يصدر عنهم الأذى وترتفع الطرقات التي تأمر بإخلاء البيت ساعة أو بعض ساعة وقد اعتبروا الساعة سخاءً لأهل البيت الذي ينوون نسفه الصورة الجمالية: شبهت الشاعرة: التفاف الجنود حول المنزل لنسفه بالأفعى التي تتلوى.
- المفردات: الشرفات: (مفردها شرفة): بناء بارز من البيت يستشرف منه على ما حوله . القرابين: (مفردها قربان): كل ما يتقرب به إلى الله من ذبيحةٍ وغيرها. الصدى: رجع الصوت. طوى الدار: خيّم عليها وغطاها . الشرح : فتّح حمزة الشرفات وكبّر بأعلى صوته وينادي ويهتف أنه يفتدي فلسطين بالمال والدار والولد واهتزت الدار بصوت حمزة حيث رجع صدى صوته الهاتف وسكنت الدار وطواها الخشوع وكأنها كائن حي صامت خاشع ينتظر قضاء الله وقدره . الصورة الجمالية : شبهت الشاعرة الشمس بإنسان يدخل المكان، وشبهت الحرية بالشمس، و شبهت الدار بإنسان حي له عصب يهتز .
- المفردات: الركام: ما اجتمع من الأشياء وتراكم بعضه فوق بعض. ثنايا: (مفردها ثنية): منعطفات. عمرت: سكنت. الإصرار: الثبات. الشرح: ارتفعت ثم سقطت الغرف الشهيدة من الدار بعد ساعةٍ من الإنذار وانحنى ركام الغرف الشهيدة وكأنه الأم الحانية على أبنائها فهي تحتضن الأحلام والذكريات والدفء وحصاد العمر من حبٍ وعلاقة بين الإنسان والمكان متمثل في الكدح والضحكات السعيدة والدموع الممزوجة بتلك الدار. الصورة الجمالية: شبهت الشاعرة غرف الدار بالشهيد، و شبهت ركام الحجرات بالأم التي تحتضن الدفء وشبهت الأحلام والدفء بالطفل المحضون. - الشرح: نشير الشاعرة إلى ما جرى بعد فترة على نسف الدار حيث أبصرت ابن عمها في الطريق مرفوع الجبين واثق الخطى يسير بعزمٍ ويقينٍ فالدنيا لم تنتهي بنسف الدار وسحب الولد أو حتى استشهاد حمزة في سبيل خلاص فلسطين من براثن المحتلين الغاصبين. | |
|