حمزة /للشاعرة فدوى طوقان
شاعرة فلسطينية ، ولدت في مدينة نابلس عام 1917م ، وهي أخت الشاعر إبراهيم طوقان ، الذي أخذ بيدها إلى عالم الشعر منذ نعومة أظفارها ، وقد حزنت كثيراً على وفاته ، وهو في ريعان الشباب ، وكتبت عنه كتابا بعنوان : ( أخي إبراهيم ) ( 1946م ) .
وقد بدأت فدوى حياتها الشعرية بكتابة الشعر في موضوعات ذاتية ووجدانية ، ثم أخذت بعد ذلك بمعالجة موضوعات اجتماعية ووطنية وقومية .
أصدرت مجموعة من الدواوين الشعرية من بينها : ( الليل والفرسان ) ( 1969م ) الذي أخذت منه قصيدة (حمزة ) . كما نشرت سيرتها الذاتية في جزأين : ( رحلة جبلية رحلة صعبة ) (1985م ) ، و( الرحلة الأصعب) ( 1993م ) . كما نالت الشاعرة عدداً كبيراً من الجوائز العربية والعالمية .
وقد كتبت فدوى قصيدة ( حمزة ) بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل ابن عمها حمزة ، الواقع في جبل جرزيم في نابلس ، بعد اعتقال ابنه بتهمة مقاومة الاحتلال . وقد روت فدوى ذلك في كتابها : ( الرحلة الأصعب ) ( الفصل 17) .
الفكرة : وصف حياة حمزة قبل الاحتلال
كان حمزة
واحداً في بلدتي كالآخرين
طيباًً يأكل خبزه
بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبين( )
الفكرة : تصوير موقف حمزة والشاعرة من الاحتلال .
تصوير همجية الاحتلال وما يفعلونه بأرض فلسطين .
قال لي حين التقينا ذات يومٍ
وأنا اخبط في تيه الهزيمة :
اصمدي ، لا تضعفي يا ابنة عمي
هذه الأرض التي تحصدها
نار الجريمة
والتي تنكمش اليوم بحزنٍ وسكوت
هذه الأرض سيبقى قلبها المغدور حيا لا يموت
الفكرة : العلاقة بين المرأة والأرض
هذه الأرض امرأة
في الأخاديد في الأرحام
سر الخصب واحد
قوة السر التي تنبت نخل
وسنابل
تُنبت الشعب المقاتل( )
الفكرة : أمل الشاعر بتغيير الواقع عن طريق الثورة .
دارت الأيام لم ألتقِ فيها
بابن عمي
غير أني كنت أدري
أن بطن الأرض تعلو وتميد
بمخاضٍ وبميلادٍ جديد( )
*****
الفكرة : أمر حاكم البلدة بهدم دار حمزة .
كانت الخمسة والستين عام
صخرة صماء تستوطن ظهره
حين القى حاكم البلدة أمره
( انسفوا الدار وشدوا
ابنه في غرفة التعذيب ! ) ألقى
حاكم البلدة أمره
ثم قام
يتغنى بمعاني الحب والأمن
وإحلال السلام !( )
الفكرة : إحاطة الأعداء لبيت حمزة .
طّوق الجند حواشي الدار
والأفعى تلوت
وأتمت ببراعة
اكتمال الدائرة
وتعالت طرقات آمرة :
" اتركوا الدار " ! وجادوا بعطاء
ساعة أو بعض ساعة( )
الفكرة:تضحية حمزة بروحه وماله لأجل وطنه.
فتّح الشرفات حمزة
تحت عين الجند للشمس وكبّر
ثم نادى :
" يا فلسطين اطمئنّي
أنا والدار وأولادي قرابينُ خلاصك
نحن من أجلك نحيا ونموت"
وسرت في عصب الدار هزّة
حينما ردّ الصدى صرخة حمزة
وطوى الدار خشوع وسكوت ( )
الفكرة: هدم بيت حمزة.
ساعة ، وارتفعت ثم هوت
غرف الدار الشهيدة
وانحنى فيها ركام الحجرات
يحضن الأحلام والدفء الذي كان
ويطوي
في ثناياه حصاد العمر ذكرى
سنوات
عمرت بالكدح، بالإصرار، بالدمع
بضحكاتٍ سعيدة( )
* * *
الفكرة: عدم تأثر كبرياء حمزة.
أمسِ أبصرت ابن عمي في الطريق
يدفع الخطو على الدرب بعزمٍ ويقين !
لم يزل حمزة مرفوع الجبين