في صباح بارد و المطر منهمر استيقظ الفلاحون الفلسطينيون ليجدوا كل مزروعاتهم الشتوية قد دمرت و كأن وحش قد داسها لقد دهب تعب فصل كامل سدى فصل من الشقاء و الصبر و الانتظار لجمع المحصول لقد حدد الوحش هده المرة وجهته لتكون الأراضي الفلسطينية لقد أتى و عازما ألا يترك وراءه ولا جزه عشب انه الصقيع لقد أتى.
الصقيع هو انخفاض درجة حرارة الهواء أو التربة إلى الصفر المئوي أو أدنى ، ويحدث الصقيع الربيعي غالباً عندما يكون المتوسط اليومي لحرارة الهواء أعلى من الصفر المئوي.تتضرر النباتات من الصقيع إذا كانت حرارة الوسط المحيط بالنبات أو أجزائه أخفض من عتبة المقاومة الخاصة بالنبات وطور نموه. لقد اتلف الصقيع المزروعات.
هل كان الفلاحون بحاجة إلى مشكلات ومعاناة جديدة تضاف إلى مشكلاتهم ومعاناتهم مع الزراعة ومستلزماتها?!
الهموم تبدأ ولا تنتهي, فالزراعة عملية مستمرة طيلة الفصول الأربعة وعلى مدار العام, فمن غلاء البذور والأسمدة والمبيدات والأعلاف وبقية مستلزمات الإنتاج, إلى الظروف الجوية من جفاف وحرارة زائدة وانحباس الأمطار, إلى موجة الصقيع التي لم يسبق لها مثيل منذ سنوات طويلة.
حيث انخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى نحو 10 درجات تحت الصفر. وتشكل الصقيع والجليد الذي ألحق الأذى بالمحاصيل الزراعية على اختلاف أنواعها, ابتداء من الساحل, حيث تعرضت الحمضيات والزراعات المحمية لأضرار متفاوتة لن يعرف حجمها إلا بعد حين, مروراً بالمناطق الداخلية, حيث تضررت المحاصيل مثل الشوندر والفول والبقوليات والخضار الشتوية الأخرى.
هذه الأضرار وغيرها تشكل ضربة قاسية للفلاحين والمزارعين وكل من يستثمر في الزراعة, ولا تقتصر الأضرار على الشق النباتي, بل طالت الشق الحيواني لجهة تأثر المراعي بموجة الصقيع وغلاء الأعلاف وانحباس الأمطار.