| المجلة المدرسية-قصة قصيرة | |
|
+3روزالين غنام المعلم مجد نجاجرة 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مجد نجاجرة
عدد المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الإثنين 02 أبريل 2012, 17:05 | |
| هذه القصة هي قصة قصيرة تتحدث عن التحلي بالأمل و كيف يمكن للحياة أن تنقلب رأساُ على عقب إلى الأفضل:
إرتفعت الشمس في كبد السماء, وسط صحراء اللامانهاية تطلق حرارتها على الرمال الصفراء, و تصبُ العرق الغزير على وجه الشاب "نور", الذي كان وحده في الصحراء بدون قطرة ماء يرتوي بها أو نسمة هواءٍ تبرُد جسمه الذي يحترق من الشمس. هذه الصحراء, الصحراء التي احسها نور احتلت العالم كلٌه و لم تترك له أي أمل في الحياةِ البائسةِ التي يعيشها ، حيث أن كان أهله جريحو حرب غزة و إخوته فقيرون تعيسون بلا عمل. فكيف يكون له أمل للحياة؟!
تهالك نور يكابد تلك الحرارة الهائلة ، تلك الصحراء القاحلة ، تلك النباتاتِ الذابلة ، بشفتيه الجافتينِ و عينيه المطفوءتان من أي لمعان ٍ أو بريق، برأسه الحليق الذي حلقه قبل أن تقع طائرته التي كان هو الناجي الوحيدَ منها. انهار نور ، ووقعَ على الأرض , تطلع في الأُفق و رأى واحة ماءٍ كبيرة حولها الأولاد يلعبون ، تروي كل عطشان ، ركض اليها ، لحق بها ، نادى عليها ، بعد برهة ، لم يرى إلا حباتِ الرُمل التائهةِ في الفراغ ، كان سراباً ، سراباً دمر تأملاته في ثوانٍ معدودة.
مشى نور ، ومشى ، ومشى ، و مشى , دون أن يعرف سبيله ولا وجهته ، مشى إلى المجهول ، سعيًا في أن يلاقي أي ماءٍ أو غذاء.
غربت الشمس ، ومعها أردي نور على الأرض تعبًا من الرحلة الطويلة ، في صباحِ اليوم التالي ، استيقظ نور عطشاً ،جائعًا ،بائسًا ، وما باليد حيلة إلُا دعوة ربُه و سأله في إنقاذه من هذه المعضلة التي تكاد تودي بحياته ، قرُر نور استكمال مشيته الى المجهول ، مشى حتى استقرت الشمس وسط السماء، تتوهج ، و تحرق نور ، ثم رأى رجلًا ينادي معه الماء و الغذاء، قال نور في نفسه : "لا يمكن أن يكون هذا سرابًا كالمرة السابقة" ، ركض نور إليه إلا انه اكتشف بعد وهلة أنه ليس سوى محض خيالٍ من رأسه ، رأى نور السرابَ طوال اليوم الذي لا ينتهي، سراب الحياة، سراب السعادة،سراب النجاة.
حلُ الظلام مرُةً أخرى ، نام نور حتى الصباح التالي ، لم يستطع الوقوف ، زحف على الأرض وهو فاقد للأمل، منتظرًا المولى يستردُ أمانته ، قاوم و كابد، بكلُ ما أوتي له من قوُة ، لكن بلا فائدة، مضت الساعات الطويلة التي اختبئ فيها نور تحت صخرة كبيرة وسط الصحراء محاولًا أن ينسى الواقع المر ، ظل نور هناك ، تحت الصخرة الكبيرة ، تثاقل رأسه و سقطت يداه، تمدُد تحت الصخرة ساكناً , بلا حراك. "يالهي!!! أهو ميت؟ تعالوا ، تعالوا " نادى صابر ، وهو بدويُ رحُال يعيش مع عشيرته مرتاح البال ، انه هو الشخص الذي تمناه نور اخر لحظات حياته ، انه المنقذ ، لكنه الان ميت ، بلا حراك، أهو كذلك؟ ، أهل هذه نهايه حياته القصيرة البائسة؟
نادى صابر رفاقه ، وسحبوه إلى الخيمة ، ونور ساكن ، إلُا أنُه يتنفُس! . "سيعيش؟" سأل صابر أباه الحكيم بهمس ، ردُ عليه "إن شاء الله" ، بعد ساعات ، بدأت علامات الحياةِ تظهر على وجه نور ، لقد تحرك ، أفاق ، انه حيُ!!!
مضت أيُام بل أسابيع على غياب نور عن أهله الذين كانوا يترقبون قدومه بحماس ليخبروه أنهم تعافو من إصاباتهم و أن إخوته و جدوا عملاً ، كلُ هذا في اسابيع، إنقلبت موازين حياتهم جميعا الى الافضل.
بعد أسابيع ، تعافى نور من جفافه و علله بالطرق التقليدية البدويُة للعلاج، بدأ نور يتكيُف مع حياة البدو و يتنقل معهم و ينخرط في بيوتهم، سألوه : "أين بيتك؟" أجابهم: "في فلسطين" ردُو : "أنت بعيد جدُا، إنك في صحراءٍ من صحاري الخليج" فقال : " أنا أعرف فقد كنت ذاهبا في رحلة عمل سعياً في ايجاد عملٍ أعمل به و أعيل أهلي ، لكن ما هي أسهل طريق الى بلادي؟" قالوا : " الطائرة و لا شيئ غيرها" ارتعش نور و ارتفض عندما تذكر ما حدث عندما ركب الطائرة اخر مرة " الدماء، الجثث ، الخراب ، هذا ما رأيته في اخر مرة ركبت الطائرة" قال نور ردٌ ابو صابر " يجب أن تواجه مخاوفك لتعود لبيتك و إلا لن تراهم ثانيةً أهذا ما تريد؟ " تابعو الكلام معه حتى أقنعوه و كانوا قد تكفُلو كل مصاريفه حتى يصل إلى بيته سالما امنا . انطلق نور مع أبو صابر و صابر في السيارة الوحيدة لعشيرتهم، حتى أوصلوه للمطار و قال له أبا صابر : "رحلة سعيدة، بلُغ أهلك تحياتي أنا و عشيرتي" انطلق في رحلته حتى وصل الأردن ، أخذ نور سيارة الأجرة ووصل الى باب بيته في بيت لحم ، لقد كان نور بفرح يغمره ، لم يستطع الوصف ، الا أن حال أهله شغل باله فكانت فكرة الفقر و التعاسة مهيمنة على عقله ، انطفأت السعادة عندما وصل عتبة باب الدار، فتحوا له الباب بحماس و انهالوا عليه بالتقبيل و التحيُة ، تفاجئ نور فقد اعتاد على الحزن و الغضب في بيتهم وليس أكثر ، علم نور بشفاء أهله ، و عمل أخوته ، و اصلاح الدار، عادت السعادة الى وجهه و عاش بها.
بعد سنتان ، صرخ الطفل الصغير و نور بجانبه ، إنه فلذة كبده ، فقد تزوج نور و استقرت حياته وأسُس أسرته ، و كان أهله سعيدين مع بعضهما و اخوته في أشغالهم قادرون على اعالة أسرهم، لقد كان ، بكل بساطة ، سعيدا، مفروج الهمٌ....
هذه هي القصة و أتمنى أن تعجبكم و أنا أفكر في جعلها أكثر من قصة قصيرة أي أن أكتب أجزاء بعدها.
ملاحظة: القصة لها قصة أخرى مخبأة داخلها أتمنى أيضا أن تكتشفوها...
تحياتي,
| |
|
| |
المعلم المدير العام
عدد المساهمات : 1981 تاريخ التسجيل : 27/08/2007 العمر : 65
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الخميس 05 أبريل 2012, 18:32 | |
| | |
|
| |
روزالين غنام
عدد المساهمات : 414 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الخميس 05 أبريل 2012, 22:12 | |
| هذه القصة هي قصة قصيرة تتحدث عن التحلي بالأمل و كيف يمكن للحياة أن تنقلب رأساُ على عقب إلى الأفضل:
ارتفعت الشمس في كبد السماء, وسط صحراء اللامانهاية تطلق حرارتها على الرمال الصفراء, و تصبُ العرق الغزير على وجه الشاب "نور", الذي كان وحده في الصحراء بدون قطرة ماء يرتوي بها أو نسمة هواءٍ تبرُد جسمه الذي يحترق من الشمس. هذه الصحراء, الصحراء التي احسها نور احتلت العالم كلٌه و لم تترك له أي أمل في الحياةِ البائسةِ التي يعيشها ، حيث أن كان أهله جريحو حرب غزة و إخوته فقيرون تعيسون بلا عمل. فكيف يكون له أمل للحياة؟! تهالك نور يكابد تلك الحرارة الهائلة ، تلك الصحراء القاحلة ، تلك النباتاتِ الذابلة ، بشفتيه الجافتينِ و عينيه المطفوءتان من أي لمعان ٍ أو بريق، برأسه الحليق الذي حلقه قبل أن تقع طائرته التي كان هو الناجي الوحيدَ منها. أنهار نور ، ووقعَ على الأرض , تطلع في الأُفق و رأى واحة ماءٍ كبيرة حولها الأولاد يلعبون ، تروي كل عطشان ، ركض اليها ، لحق بها ، نادى عليها ، بعد برهة ، لم يرى إلا حباتِ الرُمل التائهةِ في الفراغ ، كان سراباً ، سراباً دمر تأملاته في ثوانٍ معدودة. مشى نور ، ومشى ، ومشى ، و مشى , دون أن يعرف سبيله ولا وجهته ، مشى إلى المجهول ، سعيًا في أن يلاقي أي ماءٍ أو غذاء. غربت الشمس ، ومعها أردي نور على الأرض تعبًا من الرحلة الطويلة ، في صباحِ اليوم التالي ، استيقظ نور عطشاً ،جائعًا ،بائسًا ، وما باليد حيلة إلُا دعوة ربُه و سأله في إنقاذه من هذه المعضلة التي تكاد تودي بحياته ، قرُر نور استكمال مشيته إلى المجهول ، مشى حتى استقرت الشمس وسط السماء، تتوهج ، و تحرق نور ، ثم رأى رجلًا ينادي معه الماء و الغذاء، قال نور في نفسه : "لا يمكن أن يكون هذا سرابًا كالمرة السابقة" ، ركض نور إليه إلا أنه اكتشف بعد وهلة أنه ليس سوى محض خيالٍ من رأسه ، رأى نور السرابَ طوال اليوم الذي لا ينتهي، سراب الحياة، سراب السعادة،سراب النجاة.
حلُ الظلام مرُةً أخرى ، نام نور حتى الصباح التالي ، لم يستطع الوقوف ، زحف على الأرض وهو فاقد للأمل، منتظرًا المولى يستردُ أمانته ، قاوم و كابد، بكلُ ما أوتي له من قوُة ، لكن بلا فائدة، مضت الساعات الطويلة التي اختبئ فيها نور تحت صخرة كبيرة وسط الصحراء محاولًا أن ينسى الواقع المر ، ظل نور هناك ، تحت الصخرة الكبيرة ، تثاقل رأسه و سقطت يداه، تمدُد تحت الصخرة ساكناً , بلا حراك. "يالهي!!! أهو ميت؟ تعالوا ، تعالوا " نادى صابر ، وهو بدويُ رحُال يعيش مع عشيرته مرتاح البال ،إنه هو الشخص الذي تمناه نور آخر لحظات حياته ،إنه المنقذ ، لكنه الان ميت ، بلا حراك، أهو كذلك؟ ، أهل هذه نهايه حياته القصيرة البائسة؟ نادى صابر رفاقه ، وسحبوه إلى الخيمة ، ونور ساكن ، إلُا أنُه يتنفُس! . "سيعيش؟" سأل صابر أباه الحكيم بهمس ، ردُ عليه "إن شاء الله" ، بعد ساعات ، بدأت علامات الحياةِ تظهر على وجه نور ، لقد تحرك ، أفاق ، إنه حيُ!!! مضت أيُام بل أسابيع على غياب نور عن أهله الذين كانوا يترقبون قدومه بحماس ليخبروه أنهم تعافو من إصاباتهم و أن إخوته و جدوا عملاً ، كلُ هذا في اسابيع، إنقلبت موازين حياتهم جميعا إلى الافضل. بعد أسابيع ، تعافى نور من جفافه و علله بالطرق التقليدية البدويُة للعلاج، بدأ نور يتكيُف مع حياة البدو و يتنقل معهم و ينخرط في بيوتهم، سألوه : "أين بيتك؟" أجابهم: "في فلسطين" ردُو : "أنت بعيد جدُا، إنك في صحراءٍ من صحاري الخليج" فقال : " أنا أعرف فقد كنت ذاهباً في رحلة عمل سعياً في إيجاد عملٍ أعمل به و أعيل أهلي ، لكن ما هي أسهل طريق إلى بلادي؟" قالوا : " الطائرة و لا شيئ غيرها" إرتعش نور و إرتفض عندما تذكر ما حدث عندما ركب الطائرة آخر مرة " الدماء، الجثث ، الخراب ، هذا ما رأيته في آخر مرة ركبت الطائرة" قال نور ردٌ أبو صابر " يجب أن تواجه مخاوفك لتعود لبيتك و إلا لن تراهم ثانيةً أهذا ما تريد؟ تابعو الكلام معه حتى أقنعوه و كانوا قد تكفُلو كل مصاريفه حتى يصل إلى بيته سالماًآمنا . إنطلق نور مع أبو صابر و صابر في السيارة الوحيدة لعشيرتهم، حتى أوصلوه للمطار و قال له أبا صابر : "رحلة سعيدة، بلُغ أهلك تحياتي أنا و عشيرتي"إنطلق في رحلته حتى وصل الأردن ، أخذ نور سيارة الأجرة ووصل الى باب بيته في بيت لحم ، لقد كان نور بفرح يغمره ، لم يستطع الوصف ،إلا أن حال أهله شغل باله فكانت فكرة الفقر و التعاسة مهيمنة على عقله ، انطفأت السعادة عندما وصل عتبة باب الدار، فتحوا له الباب بحماس و انهالوا عليه بالتقبيل و التحيُة ، تفاجئ نور فقد اعتاد على الحزن و الغضب في بيتهم وليس أكثر ، علم نور بشفاء أهله ، و عمل أخوته ، و اصلاح الدار، عادت السعادة الى وجهه و عاش بها.
بعد سنتان ، صرخ الطفل الصغير و نور بجانبه ، إنه فلذة كبده ، فقد تزوج نور و إستقرت حياته وأسُس أسرته ، و كان أهله سعيدين مع بعضهما و إخوته في أشغالهم قادرون على إعالة أسرهم، لقد كان ، بكل بساطة ، سعيدا، مفروج الهمٌ.... هذه هي القصة و أتمنى أن تعجبكم و أنا أفكر في جعلها أكثر من قصة قصيرة أي أن أكتب أجزاء بعدها.
ملاحظة: القصة لها قصة أخرى مخبأة داخلها أتمنى أيضا أن تكتشفوها...
تحياتي, | |
|
| |
تمارا جبرية
عدد المساهمات : 288 تاريخ التسجيل : 08/01/2012 العمر : 26
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأحد 08 أبريل 2012, 18:54 | |
| القصة المخبأة هي مواجهة المخاوف ... أظن | |
|
| |
مجد نجاجرة
عدد المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأربعاء 11 أبريل 2012, 16:37 | |
| شكرًا جزيلًا لك يا روزالين لقد استفدت كثيرًا و أنا أيضًا لن أنسى معروفك في التصحيح لابد أنك تعبت في ذلك... | |
|
| |
روزالين غنام
عدد المساهمات : 414 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأربعاء 11 أبريل 2012, 21:35 | |
| لا شكر على واجب ... نعم إنني تعبت ولكن هذا واجبي. | |
|
| |
ستيفاني حداد
عدد المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 13/03/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأربعاء 18 أبريل 2012, 17:43 | |
| أنهار نور روزالين لقد كتب مجد العبارة بطريقة صحيحة وهي: انهارَ نور وليس أنهار نور
| |
|
| |
ستيفاني حداد
عدد المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 13/03/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأربعاء 18 أبريل 2012, 17:45 | |
| و سأله في إنقاذه من هذه
التصحيح:
و سأله ان ينقذه من هذه
| |
|
| |
طوني جبرية
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 14/03/2012
| موضوع: مساعدة الأربعاء 18 أبريل 2012, 18:25 | |
| هذه القصة هي قصة قصيرة تتحدث عن التحلي بالأمل و كيف يمكن للحياة أن تنقلب رأساُ على عقب إلى الأفضل:
إرتفعت الشمس في كبد السماء, وسط صحراء اللامانهاية تطلق حرارتها على الرمال الصفراء, و تصبُ العرق الغزير على وجه الشاب "نور", الذي كان وحده في الصحراء بدون قطرة ماء يرتوي بها أو نسمة هواءٍ تبرُد جسمه الذي يحترق من الشمس. هذه الصحراء, الصحراء التي احسها نور احتلت العالم كلٌه و لم تترك له أي أمل في الحياةِ البائسةِ التي يعيشها ، حيث أن كان أهله جريحو حرب غزة و إخوته فقيرون تعيسون بلا عمل. فكيف يكون له أمل للحياة؟!
تهالك نور يكابد تلك الحرارة الهائلة ، تلك الصحراء القاحلة ، تلك النباتاتِ الذابلة ، بشفتيه الجافتينِ و عينيه المطفوءتان من أي لمعان ٍ أو بريق، برأسه الحليق الذي حلقه قبل أن تقع طائرته التي كان هو الناجي الوحيدَ منها. انهار نور ، ووقعَ على الأرض , تطلع في الأُفق و رأى واحة ماءٍ كبيرة حولها الأولاد يلعبون ، تروي كل عطشان ، ركض اليها ، لحق بها ، نادى عليها ، بعد برهة ، لم يرى إلا حباتِ الرُمل التائهةِ في الفراغ ، كان سراباً ، سراباً دمر تأملاته في ثوانٍ معدودة.
مشى نور ، ومشى ، ومشى ، و مشى , دون أن يعرف سبيله ولا وجهته ، مشى إلى المجهول ، سعيًا في أن يلاقي أي ماءٍ أو غذاء.
غربت الشمس ، ومعها أردي نور على الأرض تعبًا من الرحلة الطويلة ، في صباحِ اليوم التالي ، استيقظ نور عطشاً ،جائعًا ،بائسًا ، وما باليد حيلة إلُا دعوة ربُه و سأله في إنقاذه من هذه المعضلة التي تكاد تودي بحياته ، قرُر نور استكمال مشيته الى المجهول ، مشى حتى استقرت الشمس وسط السماء، تتوهج ، و تحرق نور ، ثم رأى رجلًا ينادي معه الماء و الغذاء، قال نور في نفسه : "لا يمكن أن يكون هذا سرابًا كالمرة السابقة" ، ركض نور إليه إلا انه اكتشف بعد وهلة أنه ليس سوى محض خيالٍ من رأسه ، رأى نور السرابَ طوال اليوم الذي لا ينتهي، سراب الحياة، سراب السعادة،سراب النجاة.
حلُ الظلام مرُةً أخرى ، نام نور حتى الصباح التالي ، لم يستطع الوقوف ، زحف على الأرض وهو فاقد للأمل، منتظرًا المولى يستردُ أمانته ، قاوم و كابد، بكلُ ما أوتي له من قوُة ، لكن بلا فائدة، مضت الساعات الطويلة التي اختبئ فيها نور تحت صخرة كبيرة وسط الصحراء محاولًا أن ينسى الواقع المر ، ظل نور هناك ، تحت الصخرة الكبيرة ، تثاقل رأسه و سقطت يداه، تمدُد تحت الصخرة ساكناً , بلا حراك. "يالهي!!! أهو ميت؟ تعالوا ، تعالوا " نادى صابر ، وهو بدويُ رحُال يعيش مع عشيرته مرتاح البال ، انه هو الشخص الذي تمناه نور اخر لحظات حياته ، انه المنقذ ، لكنه الان ميت ، بلا حراك، أهو كذلك؟ ، أهل هذه نهايه حياته القصيرة البائسة؟
نادى صابر رفاقه ، وسحبوه إلى الخيمة ، ونور ساكن ، إلُا أنُه يتنفُس! . "سيعيش؟" سأل صابر أباه الحكيم بهمس ، ردُ عليه "إن شاء الله" ، بعد ساعات ، بدأت علامات الحياةِ تظهر على وجه نور ، لقد تحرك ، أفاق ، انه حيُ!!!
مضت أيُام بل أسابيع على غياب نور عن أهله الذين كانوا يترقبون قدومه بحماس ليخبروه أنهم تعافو من إصاباتهم و أن إخوته و جدوا عملاً ، كلُ هذا في اسابيع، إنقلبت موازين حياتهم جميعا الى الافضل.
بعد أسابيع ، تعافى نور من جفافه و علله بالطرق التقليدية البدويُة للعلاج، بدأ نور يتكيُف مع حياة البدو و يتنقل معهم و ينخرط في بيوتهم، سألوه : "أين بيتك؟" أجابهم: "في فلسطين" ردُو : "أنت بعيد جدُا، إنك في صحراءٍ من صحاري الخليج" فقال : " أنا أعرف فقد كنت ذاهبا في رحلة عمل سعياً في ايجاد عملٍ أعمل به و أعيل أهلي ، لكن ما هي أسهل طريق الى بلادي؟" قالوا : " الطائرة و لا شيئ غيرها" ارتعش نور و ارتفض عندما تذكر ما حدث عندما ركب الطائرة اخر مرة " الدماء، الجثث ، الخراب ، هذا ما رأيته في اخر مرة ركبت الطائرة" قال نور ردٌ ابو صابر " يجب أن تواجه مخاوفك لتعود لبيتك و إلا لن تراهم ثانيةً أهذا ما تريد؟ " تابعو الكلام معه حتى أقنعوه و كانوا قد تكفُلو كل مصاريفه حتى يصل إلى بيته سالما امنا . انطلق نور مع أبو صابر و صابر في السيارة الوحيدة لعشيرتهم، حتى أوصلوه للمطار و قال له أبا صابر : "رحلة سعيدة، بلُغ أهلك تحياتي أنا و عشيرتي" انطلق في رحلته حتى وصل الأردن ، أخذ نور سيارة الأجرة ووصل الى باب بيته في بيت لحم ، لقد كان نور بفرح يغمره ، لم يستطع الوصف ، الا أن حال أهله شغل باله فكانت فكرة الفقر و التعاسة مهيمنة على عقله ، انطفأت السعادة عندما وصل عتبة باب الدار، فتحوا له الباب بحماس و انهالوا عليه بالتقبيل و التحيُة ، تفاجئ نور فقد اعتاد على الحزن و الغضب في بيتهم وليس أكثر ، علم نور بشفاء أهله ، و عمل أخوته ، و اصلاح الدار، عادت السعادة الى وجهه و عاش بها.
بعد سنتان ، صرخ الطفل الصغير و نور بجانبه ، إنه فلذة كبده ، فقد تزوج نور و استقرت حياته وأسُس أسرته ، و كان أهله سعيدين مع بعضهما و اخوته في أشغالهم قادرون على اعالة أسرهم، لقد كان ، بكل بساطة ، سعيدا، مفروج الهمٌ....
هذه هي القصة و أتمنى أن تعجبكم و أنا أفكر في جعلها أكثر من قصة قصيرة أي أن أكتب أجزاء بعدها.
ملاحظة: القصة لها قصة أخرى مخبأة داخلها أتمنى أيضا أن تكتشفوها...
تحياتي,
ارتفعت أنهار إلى أنه إنه آخر ذاهباً إيجاد إرتعش أبو إرتفض سالماًأمناً إنطلق إلا إستقرت إخوته إعالة | |
|
| |
رغد نعواش
عدد المساهمات : 117 تاريخ التسجيل : 13/03/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الجمعة 20 أبريل 2012, 13:19 | |
| | |
|
| |
طوني جبرية
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 14/03/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الجمعة 20 أبريل 2012, 18:17 | |
| أنها جميلة ومليءة بلمعاني المفيدة | |
|
| |
روزالين غنام
عدد المساهمات : 414 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة السبت 21 أبريل 2012, 15:03 | |
| التصحيح زميلي طوني:
إنها جميلة ومليئة بالمعاني المفيدة
| |
|
| |
طوني جبرية
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 14/03/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة السبت 21 أبريل 2012, 15:25 | |
| شكراً لك روزالين على التصحيح | |
|
| |
روزالين غنام
عدد المساهمات : 414 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة السبت 21 أبريل 2012, 20:59 | |
| | |
|
| |
المعلم المدير العام
عدد المساهمات : 1981 تاريخ التسجيل : 27/08/2007 العمر : 65
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأحد 22 أبريل 2012, 09:12 | |
| قصة قصيرة التحلي بالأمل ارتفعت الشمس في كبد السماء, وسط الصحراء اللامتناهية تطلق حرارتها على الرمال الصفراء, و تصبُ العرق الغزير على وجه الشاب "نور", الذي كان وحده في الصحراء بدون قطرة ماء يرتوي بها أو نسمة هواءٍ تبرُد جسمه الذي يحترق من الشمس. هذه الصحراء, الصحراء التي احسها نور احتلت العالم كلٌه و لم تترك له أي أمل في الحياةِ البائسةِ التي يعيشها ، حيث أن كان أهله جريحو حرب غزة و إخوته فقيرون تعيسون بلا عمل. فكيف يكون له أمل للحياة؟!
تهالك نور يكابد تلك الحرارة الهائلة ، تلك الصحراء القاحلة ، تلك النباتاتِ الذابلة ، بشفتيه الجافتينِ و عينيه المطفوءتان من أي لمعان ٍ أو بريق، برأسه الحليق الذي حلقه قبل أن تقع طائرته التي كان هو الناجي الوحيدَ منها. انهار نور ، ووقعَ على الأرض , تطلع في الأُفق و رأى واحة ماءٍ كبيرة حولها الأولاد يلعبون ، تروي كل عطشان ، ركض اليها ، لحق بها ، نادى عليها ، بعد برهة ، لم يرى إلا حباتِ الرُمل التائهةِ في الفراغ ، كان سراباً ، سراباً دمر تأملاته في ثوانٍ معدودة.
مشى نور ، ومشى ، ومشى ، و مشى , دون أن يعرف سبيله ولا وجهته ، مشى إلى المجهول ، سعيًا في أن يلاقي أي ماءٍ أو غذاء.
غربت الشمس ، ومعها أردي نور على الأرض تعبًا من الرحلة الطويلة ، في صباحِ اليوم التالي ، استيقظ نور عطشاً ،جائعًا ،بائسًا ، وما باليد حيلة إلُا دعوة ربُه و سأله في إنقاذه من هذه المعضلة التي تكاد تودي بحياته ، قرُر نور استكمال مشيته الى المجهول ، مشى حتى استقرت الشمس وسط السماء، تتوهج ، و تحرق نور ، ثم رأى رجلًا ينادي معه الماء و الغذاء، قال نور في نفسه : "لا يمكن أن يكون هذا سرابًا كالمرة السابقة" ، ركض نور إليه إلا انه اكتشف بعد وهلة أنه ليس سوى محض خيالٍ من رأسه ، رأى نور السرابَ طوال اليوم الذي لا ينتهي، سراب الحياة، سراب السعادة،سراب النجاة.
حلُ الظلام مرُةً أخرى ، نام نور حتى الصباح التالي ، لم يستطع الوقوف ، زحف على الأرض وهو فاقد للأمل، منتظرًا المولى يستردُ أمانته ، قاوم و كابد، بكلُ ما أوتي له من قوُة ، لكن بلا فائدة، مضت الساعات الطويلة التي اختبئ فيها نور تحت صخرة كبيرة وسط الصحراء محاولًا أن ينسى الواقع المر ، ظل نور هناك ، تحت الصخرة الكبيرة ، تثاقل رأسه و سقطت يداه، تمدُد تحت الصخرة ساكناً , بلا حراك. "يالهي!!! أهو ميت؟ تعالوا ، تعالوا " نادى صابر ، وهو بدويُ رحُال يعيش مع عشيرته مرتاح البال ، انه هو الشخص الذي تمناه نور اخر لحظات حياته ، انه المنقذ ، لكنه الان ميت ، بلا حراك، أهو كذلك؟ ، أهل هذه نهايه حياته القصيرة البائسة؟
نادى صابر رفاقه ، وسحبوه إلى الخيمة ، ونور ساكن ، إلُا أنُه يتنفُس! . "سيعيش؟" سأل صابر أباه الحكيم بهمس ، ردُ عليه "إن شاء الله" ، بعد ساعات ، بدأت علامات الحياةِ تظهر على وجه نور ، لقد تحرك ، أفاق ، انه حيُ!!!
مضت أيُام بل أسابيع على غياب نور عن أهله الذين كانوا يترقبون قدومه بحماس ليخبروه أنهم تعافو من إصاباتهم و أن إخوته و جدوا عملاً ، كلُ هذا في اسابيع، إنقلبت موازين حياتهم جميعا الى الافضل.
بعد أسابيع ، تعافى نور من جفافه و علله بالطرق التقليدية البدويُة ، بدأ نور يتكيُف مع حياة البدو و يتنقل معهم و ينخرط في بيوتهم، سألوه : "أين بيتك؟" أجابهم: "في فلسطين" قالوا : "أنت بعيد جدُا، إنك في صحراءٍ من صحاري الخليج" فقال : " أنا أعرف فقد كنت ذاهبا في رحلة عمل سعياً لإيجاد عملٍ أعمل به و أعيل أهلي ، لكن ما هي أسهل طريق الى بلادي؟" قالوا : " الطائرة و لا شييء غيرها" ارتعش نور و انتفض عندما تذكر ما حدث عندما ركب الطائرة آخر مرة " الدماء، الجثث ، الخراب ، هذا ما رأيته في اخر مرة ركبت الطائرة" قال نور ردٌ أبو صابر " يجب أن تواجه مخاوفك لتعود لبيتك و إلا لن تراهم ثانيةً أهذا ما تريد؟ " تابعوا الكلام معه حتى أقنعوه و كانوا قد تكفُلوا بكل مصاريفه حتى يصل إلى بيته سالما آمنا . انطلق نور مع أبي صابر و صابر في السيارة الوحيدة لعشيرتهم، حتى أوصلوه للمطار و قال له أبا صابر : "رحلة سعيدة، بلُغ أهلك تحياتي أنا و عشيرتي" انطلق في رحلته حتى وصل الأردن ، أخذ نور سيارة الأجرة ووصل الى باب بيته في بيت لحم ، لقد كان نور بفرح يغمره ، لم يستطع الوصف ، إلا أن حال أهله شغل باله فكانت فكرة الفقر و التعاسة مهيمنة على عقله ، انطفأت السعادة عندما وصل عتبة باب الدار، فتحوا له الباب بحماس و انهالوا عليه بالتقبيل و التحيُة ، تفاجئ نور فقد اعتاد على الحزن و الغضب في بيتهم وليس أكثر ، علم نور بشفاء أهله ، و عمل أخوته ، و اصلاح الدار، عادت السعادة الى وجهه و عاش بها.
بعد سنتين ، صرخ الطفل الصغير و نور بجانبه ، إنه فلذة كبده ، فقد تزوج نور و استقرت حياته وأسُس أسرته ، و كان أهله سعيدين مع بعضهم و اخوته في أشغالهم قادرون على إعالة أسرهم، لقد كان ، بكل بساطة ، سعيدا، مفروج الهمٌ.... | |
|
| |
تمارا جبرية
عدد المساهمات : 288 تاريخ التسجيل : 08/01/2012 العمر : 26
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأحد 22 أبريل 2012, 12:35 | |
| مجد ... هل القصة المخبأة التي عرضتها عليك صحيحة ؟؟ | |
|
| |
مجد نجاجرة
عدد المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 28/02/2012
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الإثنين 23 أبريل 2012, 17:03 | |
| أولًا شكرًا للجميع على التصحيح
ثانيًا : جزء منه يا تمارا لكن ليس كله فالقصة المخبأة مختلفة عن العبرة :
1- العبر : هناك عبرتان من القصة :
الأولى : مواجهة المخاوف و عدم التراجع
الثانية : المثابرة و الاجتهاد في تحقيق الهدف المقصود وعدم الاستسلام
الثالثة : لا يدري الإنسان متى يمكن لأحواله أن تتغير للأفضل لذا لا يجب أن تخر قواه من المحاولات الأولى
2- القصة المخبأة
القصة المخبأة هي معاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال على مر التاريخ :
فالتاريخ القاسي (وهو الصحراء ) لا يترك لنا أي فرصة لتحقيق ما نريد و الاحتلال ( الشمس و العوامل المؤثرة سلبًا) لا يقصر أيضًا في تدميرنا و تكسير كل ما نبني لكن العالم ذات يوم (البدو الرحالون) سوف يستجيب و ينقذنا من هذا إلى أن تنمو بلادنا ونستقر ....
تحياتي ,
رسالة إلى الأستاذ :
هل سوف تظهر هذه القصة في المجلة المدرسية أم إنها لن تظهر فيها ؟ | |
|
| |
المعلم المدير العام
عدد المساهمات : 1981 تاريخ التسجيل : 27/08/2007 العمر : 65
| موضوع: رد: المجلة المدرسية-قصة قصيرة الأربعاء 25 أبريل 2012, 19:05 | |
| | |
|
| |
| المجلة المدرسية-قصة قصيرة | |
|