المعلم المدير العام
عدد المساهمات : 1981 تاريخ التسجيل : 27/08/2007 العمر : 65
| موضوع: اليتيمة - تحليل وتفسير الخميس 06 ديسمبر 2012, 20:02 | |
| دلالات الألفاظ والعبارات:v هلبالطلول لسائلٍ ردُّ ؟ استفهام يقصد به النفي ، دليل علىأنه لن يَرُدَّ عليه أحد ويجيب عن سؤاله لأنالطلول ليس من عادتها الكلام والحديث.v ماشانها طولٌ ولا قِصَرٌ: دليل على أنها متوسطة القوام ، وهذا ماوضَّحه الشطر الثاني من البيت في قولالشاعر:" فقَوامها قَصْدُ".v قدكان أورق وصلكم زمنًا: دليل على وجود الوصال بينهما في الزمنالسابق.v فذوىالوصال وأورق الصدُّ: دليل على أنه لا يوجد وصال بينهماحاليًا.v إنتُّتهمي فتِهامةٌ بلدي: دليل على أنه من تِهامة ، وهذا ماجعلها تكتشف أن الذي قرأ القصيدة ليس هو قائلها الأصلي لأن لهجته لم تكنتِهاميَّة.v إنلم يكن وصلٌ لديك لنا يشفي الصبابة فليكن وعدُ: دليل على أنه يرضىمن محبوبته بالقليل.v أوتُنجِدي يكن الهوى نجدُ: دليل على أنه مستعد للعيش في نَجْد إنْهي رغبت في ذلك وكان في ذلك وصلها.v إنتتهمي فتِهامةٌ وطني أو تُنجدي يكن الهوى نجد: دليل على أنه متعلق بمحبوبته و يرغب في القربمنها أينما ذهبت.v وإذاالمحب شكا الصدود و لم يُعطَفْ عليه فَقَتْلُهُ عَمْدُ دليل على أن الشاعر يعتبر صدود المحبوب و قسوتهعلى المحب خطيئة كبرى.v ولقد علمت بأنني رجلٌ في الصالحاتِ أروح أو أغدو: دليلعلى أن حبه لها حب عفيف لا يريد منه أي فعل قبيح.v مُتَجلبِبُثوب العفاف: دليل على أنه لا يريد منها أى فعل قبيح ( كما سبق).v ومُجانِبٌ فعل القبيح وقد غَفَل الرقيب وأمكَنَ الوِرْدُ : دليل على عفَّته ، وأن هذه العِفَّة ليست ناتجة عن خوفٍ من الرُّقَباء،وإنما هي صفةفيه v أجمِلْإذا حاولتَ في طَلَبٍ فالجَدُّ يُغنِي عنك لا الجِدُّ: دليل على أنه يؤمنبأن كل شئ مقدَّر وليس بكثرة السعي والإلحاح في الطلب. 6- الصور الجمالية:v واقتادنيفي حبها الوَجُد: شبَّه الوجد بإنسان يقوده ، وشبَّه حبهابمكان يسير فيه الوجدv قدكان أورق وصلكم زمنًا: شبَّه الوصال بينهما بالشجرة المورقة.v فذوىالوصال:شبَّه انعدام الوصال بذبول تلك الشجرة.v وأورق الصَّدُّ: شبَّه الصَّدَّبينهما بشجرة خبيثة مورقة .v وإذا المحب شكا الصدود ولم يُعطَف عليه فقتلُهُ عَمْدُ: شبَّه عدم عطف محبوبتهعليه بقتلها إياه عمداً ، وهذا يُعتبر خطيئة كبرى.v فيالصالحات أروح أو أغدو: شبَّه الأعمال الصالحة بأرضٍ أو ساحة ، وشبَّهشدة حرصهعلى هذه الأعمال الصالحة بالرواح والغُدُوّ فيها.v متجلببثوب العفاف: شبَّه العفاف بالثوب أو الجلباب ، وشبَّه اتصافه بالعفاف بلبس هذا الجلباب ، أي أنَّ العفاف يشمله كله.v فالجَدُّيُغني عنك لا الجِدُّ : جناس ناقص بين ( الجَد ) و ( الجِد) حيثلم تختلف الكلمتان إلا في حركةحرف الجيم.v أوتنجدي :تورية حيث إن المعنى القريب : إن تسكني في بلاد نَجْد بدليل قوله في صدر البيت :إن تتهمي أي تسكني في تهامة ، أما المعنى البعيد فهو : إن تغيثي وتعيني وتلبيرغبته . الفكرة العامة: الشاعر متلهف علىمحبوبته ، ويصف محبوبته وأشواقه إليها ويفخر بنفسه.2- الفكر الجزئية:v سؤالالشاعر للأطلال عن محبوبته المتلهف عليها ( البيتان 1،2) .v منأوصاف محبوبته دعد. ( البيت 3).v تبدُّلالوصال بينهما بالصد .( الأبيات 4 ، 5 ، 6).v أشواقهإليها.( البيتان 7، 8).v حثالشاعر لمحبوبته بأن تصله. ( البيتان 9، 10).v فخرالشاعر بصفاته وأخلاقه النبيلة. ( الأبيات 11، 12، 13، 14).v حثالشاعر لنفسه بالاعتدال في الطلب ، ولمحبوبته بحُسن الرد. ( البيتان 15 ، 16)1- التمهيد: vنوع النص:النص من الشعر الغنائي الذي يقوم على التعبير عن الحالات الوجدانية من عواطف وانفعالات جياشة نلمسها واضحةً في كل بيت ، بل وفي كل كلمةٍ في القصيدة. ومن حيثالأغراض الشعرية فالنص من النصوص الغزلية.vصاحب النص:اختلف الرواة في تحديد هوية ناظم هذه القصيدة ، فبعضهم ينسبها إلى العكلوك علي بنجبلة المتوفى سنة 213هجرية. و قد قيل إن القصيدة جاهلية ، و قيل إنها أموية ، والأكثرأنها لشاعر عباسي. و قد نُحِلَت لأربعين شاعرًا متفرقين بين الجاهلية والعصرالعباسي. و قد أكد الأُستاذ عمر فروخ أن القصيدة للشاعر العباسي العكلوك ، معتمدًاعلى صورة لمخطوط وجد فيه القصيدة.vالعصر و البيئة التيظهر فيها النص: كما سبق أن قلنا بأن القصيدة مجهولة القائل والعصر الذينُظمت فيه ، ولكن الأرجح أنها قيلت في العصر العباسي.vمناسبة النص:يُروى في قصة نظم هذه القصيدة أن أميرة نجدية اسمها " دعد" كانت آية فيالحسن والجمال، و شاعرة بارعة ، غير أنها رفضت أن تتزوج إلا من يفوقها شاعريةً ،فأخذ الشعراء يستحِثُّون قرائحهم و يعرضون عليها أشعارهم ، فلم يُرضِها أحد منهم.و كان في تِهامة شاعر مجيد ، فنظم قصيدة بديعة ، واتجه صَوب نَجْد ، و في الطريقالتقى شاعرًا آخر يطمح للهدف نفسه ، فأطلع كلٌّ منهما قصيدته على الآخر ، غير أنهذا الشاعر وجد أن قصيدة التهامي أجود من قصيدته ، فوثب عليه فقتله، ثم حملها ، وجاء بها الأميرة فقرأها عليها ، و إذا بها تسمع بيتًا منها يدل على أن قائلها تِهامي، و لم تكن لهجة المُنشِد تهاميَّة ، لذلك كشفت سرَّه وصاحت بأهلها: " هذاقاتل بعلي فاقتلوه". و لما استُجوِب الرجل اعترف بجريمته فقتلوه بها.و تعدهذه القصيدة من أشهر القصائد الغزلية عند العرب وأجودها بإجماع الرواة القدامى. وقدبلغ من افتتانهم بها أن أطلقوا عليها اسم " اليتيمة" أي الدُّرَّةالفريدة التي لا نظير لها في نفاستها ، أو التي تسببت بحسب ـ أسطورة نظمها ـ فيمصرع صاحبها فتيتَّمت .2-تحليل المضمون تحليلاً أدبيًا:vالموضوع وأهميته:القصيدة غزلية تعبِّر عن مشاعر قائلها فقط ، أو على أكثر تقديرعن مشاعر أمثاله من المحبينالمفتونين بمحبوباتهم. وهذا الأمر يعتبر موضوعًا ليس بذي قيمة في حياة شعب محتلمظلوم يعاني القهر والخوف وضنك العيش والقتل والتدمير والاستيلاء على الأراضيوالممتلكات. فهذا الشعب يتطلع إلى أمور أعظم من الغزل والهيام ، خاصة وأن التغزلفي حد ذاته موضع تحفُّظ في ديننا الإسلامي الحنيف، فلا يجوز في الإسلام التغزل بامرأةلا تحل لك ، سواء ما سمي منه غزلاً عفيفًا أو غير عفيف. والأمر الأخطر أن تُعرضمثل هذه القصائد الغزلية على طلاب الصف التاسع ، أي على طلاب مرحلة المراهقة ، مما قد يؤدي ذلك بالطالب في مثل هذه السن إلىالانحراف إذا علم أن الغزل لا ضير فيه ما دام هو مقرَّر عليه ، ولو كان مشينًا لماطُلب منه حفظه وفهمه ، ولما وجد في كتابهالمدرسي.v الأفكار و ترابطها:يذهب الشاعر في هذه القصيدة إلى بقايا ديار محبوبته " دعد" فيخاطبها ولكنهالا تردُّ على سؤاله لها عن محبوبته لأن هذه الطلول ( أو الأطلال) ليس من عادتهاالكلام و الحديث. و لكن الشاعر متلهف لرؤية محبوبته ، و كأن الله لم يخلقها إلاليطول تلهُّفه عليها واشتياقه لها . ثم يبدأ يصف دعداً فيقول : إنها ليست بالطويلةطولاً فاحشاً ولا بالقصيرة قِصَرًا مشينًا، ولكنها معتدلة القوام متوسطة الطول . ثم يبين الشاعر أنه قانع من محبوبتهبالقليل ، فبعد أن تعلَّق بها وأحبَّها حبًا شديدًا ، وشدّه الشوق إليها قال لها :إن لم ترغبي في أن يكون هناك وصالُ بيننايشفي حرارة الشوق ، فيكفي منكِ أن تعدِيني بذلك فقط ، فلقد كان هناك وصال بيننافيما مضى ، ولكن الآن تبدلت الأحوال ، و حل الصد والهجران محل الوصال. فعندما بَعُدت دياركم عن ديارنا وأخفاكم البعدعنا ، ثارت الأشواق إليكم . ثم يبين الشاعر أنه متعلق بمحبوبته أينما ذهبت ، فإنذهبت إلى تهامة فهذا أمر جيد لأنه من تهامة ، وإن ذهبت إلى نجد فسيبقى في نجد لأنهواه سيكون في نجد. ثم يقول لها: لقد زعمتِ أنكِ تُخفين حبَّنا ، فالآن أرجوك أن تجعلي هذا الحب نافعًا مفيدًا فتصِلي ماانقطع بيننا. واعلمي أن المحب إذا قاطعته محبوبته ولم تعطف عليه فإن ذلك بمثابةقتله عمدًا ، وأنتِ تعلمين أن القتل العمدخطيئة كبرى . ثم يبين لها أن قصده شريف ، فهو رجل صالح لدرجة كبيرة ، وهو رؤوف علىالأقارب لكنه شجاع ويصبر على المكاره ، وهوعفيف لا يحب فعل المنكرات إذا كان هناك وصل بينه وبين من أَحَب ، كما أنه يبتعد عنفعل القبيح حتى إذا غفل من يراقبه وصار بإمكانه أن يفعل ما يريد. ثم يخاطب الشاعرنفسه وكأن أمامه رجلاً يخاطبه ، فيطلب من نفسه أن تعتدل في الطلب ولا تُفرط ولا تطلب ما ليس من حقها ، كما يتخيل محبوبتهأمامه فيخاطبها ويطلب منها إذا رفضت أن تلبي طلبه و تفرِّج همه ، فأقل شئ أنتَرُدَّ عليه ردًا حسنًا لا يسئ إليه. مما سبق يتضح أن هناك ترابطًا في الأفكارالواردة في القصيدة ، فقد انتقل الشاعر من مخاطبة الأطلال ليبين أنها غابت عنها ،إلى بيان شدة تلهفه عليها ، ثم إلى أوصاف هذه المحبوبة التي جعلته يتعلق بها ( وهناكأوصاف كثيرة محذوفة من القصيدة في النص المقرر) ، ثم إلى تخيُّل هذه المحبوبة ومخاطبتهاليبين لها أنه قانعٌ منها بالقليل ، ويذكِّرها بما بينهما من وصال فتحول إلى جفوة، ولكنه مستعد لإعادة هذا الوصال ، حتى أنه مستعد للذهاب إلى أي مكان تذهب إليه ،كما يحثها على الإعلان عمَّا تزعمه من حب خفي له إن كانت صادقة فيما تقول ، وإلاَّفإنه سيُحكم عليه بالموت وهي لا ترضى بذلك، وإن خشيت أن يكون قصده غير شريف فها هو يطمئنها بأنه رجل صالح عفيف لا يقترب منالمنكرات وإنما قصده شريف. و أخيرًا يوجه نصيحة لنفسه ولمحبوبته فيطلب من نفسه أنترفق وتعتدل فيما تطلب وترغب ، ويطلب من محبوبته أن تفرِّج كربته ، فإن لم تستطعفبكلمة حسنة وردٍّ جميل.تحليل الشكل تحليلاً أدبيًا:v الألفاظ: جاءت الألفاظ مأنوسةقريبة من الأفهام ، حسنة الوقع في الأذن ، لا تنافُر بين حروفها ، وقد أحسن الشاعراختيارها ، ووضعت كل واحدة منها في مكان المناسب ، فكانت متآلفة منسجمة ينبعث منهانغم موسيقي .vالتراكيب:التراكيب في القصيدة فصيحة سلسة ، لا يتعثر فيها اللسان ولا الذوق ، ولا تقع فيهاعلى تنافر في الألفاظ ، أو غموض أو مخالفة لأقيسة اللغة. و قد اسخدم الشاعرأحيانًا التقديم والتأخير للمحافظة على الوزن ولأغراض بلاغية ، ومن الأمثلة علىهذا التقديم و التأخير:- هلبالطلول لسائل ردُّ ؟ وأصلها : هل بالطلول ردٌّ لسائل؟- أمهل لها بتكلُّم عهدُ ؟ و أصلها: أم هل لها عهدٌ بتكلُّم؟- وماخُلقت إلا لطول تلهفي دعدُ ، و أصلها : وما خُلِقت دعد إلا لطلول تلهفي.- واقتادنيفي حبها الوجد ، وأصلها : واقتادني الوجد في حبها.- وزعمتِأنكِ تضمرين لنا وداً ، وأصلها : وزعمتِ أنك تضمرين ودًا لنا.- أجملْإذا حاولت في طلب ، وأصلها : إذا حاولتَ في طلبٍ فأجمِلْ.v الأسلوب:يتميز أسلوب الشاعر في هذة القصيدة يما يلي:- الأسلوبمألوف بعيد عن وعورة الكلمات والتراكيب والمصطلحات.- يخلوالأسلوب من الأخطاء اللغوية والنحوية ، ولم يستخدم الشاعر ما يسمى بالضرورات الشعرية.- لايعتمد الشاعر التهويل والمبالغة إلا في مواضع معينة قصد منها إظهار شدة انفعاله وتأثره لدرجة قد تُعَدُّ غير مقبوله مثل:- قولالشاعر: "وما خُلِقِت إلا لطول تَلهُّفي دعدُ". وهذا يتنافى مع قولهتعالى: " وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون".- قولالشاعر: وإذا المحب شكا الصدود ولم يُعطف عليه فقتله عمدُ وهذه مبالغة غير مقبولة لأنها تتنافى ومواصفاتالقتل العمد في الإسلام.- يراعيأسلوب الشاعر تآلف الكلمات والتراكيب اللغوية في تكوين الجمل والعبارات.- استطاعأسلوب الشاعر أن يصور العاطفة تصويرًا بليغًا مؤثرًا.[/center] | |
|