الأفكار:
تدور أفكار النص حول فكرتين رئيستين ، الأولى : زيارة الشاعر لمدينة يافا ووصف جمالها وكرم أهلها ، والثانية : إيمان الشاعر بالقومية العربية ووحدة الأرض العربية والشعب العربي.
يبدأ النص بوصول الشاعر إلى يافا جوا مستقبلاً بمطرها ( تمطر عارض ودجا سحاب ) ووقوفه مبهوراً أمام جمالها : جمال بيوتها وجمـال موقعها (موج البحر يغسل أخمصيها ) و( بالأنواء تغتسل القباب ) وخصوبة تربتها ( وبياراتها ضربت نطاقا يخططها كما رسم الكتاب ) ، ويعترف بأن مدن فلسطين الأخرى بجمال يافا ( فلسطين ...بناتك خود كعاب ) ، وينهي مجموعته الأولى ببيت لا يتناسب زمنيا مع باقي أبيات النص ، بل هو أسبقها فهو يتحدث فيه عن كيفية وصوله إلى يافا (أقلتني من الزوراء ريح إلى يافا وحلق بي عقاب ).
ويعود للوقوف والتمتع بجمال بيارات يافا ، يشتم عبيرها (طبق الأرج الثنايا ) وطيب مزروعاتها (فتح من جنان الخلد باب ) ، وإشرافها على مدينة ( اللد )المجاورة الممتدة ( الزهرات يانعة خضاب )ويذكره هذا الجمال بجمال موطنه العراق وبالتمزق الحادث للوطن العربي فتمتلئ عيناه بالدموع ( نظرت مقلة غطى عليها من الدمع الظليل بها حجاب ) ويعترف أنه لا يمتلك أمام هذه الأجزاء المصطنعة إلا العتاب الذي يحار لمن يقدمه أ للشعوب أم للحكام و يتساءل ( أحقا بيننا اختلفت حدود ) مع أن المتأمل يرى الأرض نفسها ( ما اختلفت الطريق ولا التراب ) ويرى الدم العربي عينه ( ولا افترقت وجوه عن وجوه ) واللغة نفسها (ولا الضاد الفصيح ولا الكتاب ).
ولا يبقى الشاعر همومه داخله ، بل يتوجه بالحديث إلى وطنه وأهله في يافا ( فيا داري إذا ضاقت ديار ) و( يا صحبي إذا قل الصحاب ) الذين خرجوا بكل حبهم ومشاعرهم لاستقباله والترحيب به (يا متسابقين إلى احتضاني ، شفيعي عندهم أدب لباب ) يدفعهم لذلك الإحساس بالأخوة والانتماء فلم يشعر أو يشعروا بالتكلف أو بالمن ( لم يمنوا بما لطفوا علي ولم يحابوا ) يتوجه إليهم بقناعاته ( توحدنا هموم مشاركة ويجمعنا مصاب ) وجمـال العراق يعكس جمالكم ( تشع كريمة في كل طرف عراقي طيوفكم العذاب ) وآلامكم هي آلام العراق ( وسائلة دما في كل قلب عراقي جروحكم الرغاب ) فنحن يجمعنا معا ماض مجيد ( يزكينا من الماضي تراث ) وأمل في مستقبل أفضل ( وفي مستقبل جذل نصاب ).
وعندما يحين وقت العودة إلي العراق يضيق بالوداع ( لئن حم الوداع فضقت ذراعا به ) ويفقد مهجته (اشتف مهجتي الذهاب ) ، وعزائه أنه يتنقل بين أهله وعبر وطنه ( فمن أهلي إلى أهلي رجوع ، ومن وطني إلى وطني إياب) .