القراءة الناقدة
q أهمية الموضوع :
يوجهالإسلام اهتمامه إلى الشباب ، ثروة الأمة ، ومستقبلها الواعد ، وحصنها أمام الهجمات الفكرية والحضارية والتقنية . يسعى الإسلام – من خلال دعاته – إلى إبراز مبادئ الدين وقيمه فيرسم طريق الحياة بأبعادها الثلاثة : العمل الشريف ، والعبادة الواعية ، والترفيه عن النفس ، مظهراً أنه دين متجدد ، نافياً ما يحاولون إلصاقه به من تهم باطلة بالتجمد والتزمت ، والتخلف .
q الأفكار :
جاءت أفكار الدرس واضحة ، متنوعة ، مترابطة ، منتمية ومتنامية ، وفي متناول طلاب الصف التاسع ، الذين يعيشون سن تعرف القيم وامتلاكها .
بدأ الكاتب موضوعه بمقدمة أبرز فيها أهمية الشباب ( زمن القوة والقدرة على العمل والإنتاج ) وضرورة الاهتمام بتوجيههم الوجهة السليمة ، فهم ( طاقة حية قد تستخدم في الخير والصلاح إذا تسلحت بالاستقامة ) وهم عبء ثقيل إذا تركوا في المنبت السوء ، ويبين لنا أن ( الدولة في الإسلام تبسط لهم حبال الأمل والعمل ) ، بل ومن مبادئها استشارتهم ، مستشهداً بقول عمر بن الخطاب : ( لا يمنع أحدكم حداثة سنه من أن يشير برأيه ) .
وينتقل بنا إلى فكرته الأولى ( حرص الإسلام على حماية الشباب من الجنسين ) وتدريبهم ( على الالتزام بالقيم الشريفة ) ، ويرفض تعنت البعض في المنع المطلق لأي اختلاط بين الجنسين فـ ( يميز بين الاختلاط المباح الذي تستدعيه ضروريات الحياة ) وبين ( الاختلاط المشين الذي ترخص معه العفة ، وتهدر الأخلاق ) راغباً في الأول ، ناهياً عن الثاني ، مستشهداً بمواقف في حياة الرسول وأصحابه ( كانت نساؤهم يخرجن وراء الجيوش ، ويقمن بإعداد الطعام للمقاتلين ) بل والأكثر ( يضمدن جراح المصابين من أزواجهن وغير أزواجهن ) ، كما يقدم شاهداً تاريخياً عن الاختلاط في مجالس الفقه والعلم والأدب ، منوهاً إلى مواقف كان الرجال يتلقون الرواية عن المتفقهات ، دون أن يشوب هذا الاختلاط شبهة مهينة .
إن الالتزام بالمبادئ والقيم وانعكاسها على سلوكيات الأفراد يحتاج إلى تربية سليمة ولهذا ينقلنا الكاتب إلى فكرته التالية : مسئولية الأسرة في تربية الناشئة فتياناً وفتيات مبرزاً أن ( الكبت والحرمان مدمران ) و ( التدليل والإهمال مفسدان ) ، كما يبين أن الدين يحث الآباء والأمهات على الاستقامة ( كي يغرسوا في أبنائهم أسمى المبادئ والقيم ) و لـ ( يحموهم من ألوان الفتنة والانحراف ، ويستشهد بحديث الرسول ( قل آمنت ثم استقم ) ويقصد الاستقامة في كل مناحي الحياة ، والأباء قدوة أبنائهم ومربوهم .
وينتقل ليعارض بعض المتزمتين الذين يرون أن الحياة عبادة فقط ، فيبن أن ( الحياة في الإسلام متكاملة ، ترضي الجسد والروح ) و ( تستوعب الجد والكد والتسلية والترفيه ) واضعاً شرطاً رئيساً ( في غير إسراف ولا فسوق ) ويستشهد بأحاديث الرسول ( روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت ) ، ويرى أن الشباب ليس شباب الجسد فقط بل وشباب الروح ، معززاً قوله بمقولة الأجداد ( تشيب نواصينا وما شابت قلوبنا )
ولا يعني هذا – كما ذكر – الإسراف في اللهو والتسلية لأن الإنسان يسأل ( عن عمره فيم أفناه ؟ ) كما يسأل ( عن شبابه فيم أبلاه ؟ ) ، لذا عليه أن يبذل الجهد في التفكير الواعي لتطوير الحياة نحو الأفضل ، والابتعاد عن أحلام اليقظة المبددة لقدرات الشباب وطاقاتهم ، ويستشهد في ضرورة الانتفاع من الوقت بقول الرسول ( اشغل نفسك بالحق ، وإلا شغلتك بالباطل ) وبالحكمة القائلة ( من علامة المقت إضاعة الوقت ) .
كما يرى الكاتب أن الإسلام يدعو إلى التجديد المتبصر والإفادة من الأخطاء وعدم التسمر عند ( اجترار الأفكار البالية ) أو ( تكرار الأخطاء السابقة ) ، لذا يدعو الشباب إلى الإقبال على العلم والتكنولوجيا لتوظيفها فيما يعود بالخير على الإسلام والمسلمين ، والإعراض عـن البرامج التي ( تفترس العفاف والفضيلة ) .