واستيقظ الضمير
كان الصمت داباً على جميع المشاهدين في المحكمة وكانت كل الأنظار واقعة على الشاهد الذي بدت عليه علامات القلق. جلس الشاهد على الكرسي وأخذ يلتفت النظر حوله بخوف شديد.
" أيها الشاهد، أتقسم أن تقول الحق|، كل الحق، ولا شيء غير الحق؟"
" نعم سيدي، أُقسم."
" قل لنا ما شاهدته يوم الحادثة."
شعر الشاهد بأن حبلاً كان يخنقه، ولم يستطع أن يكذب على القاضي، إلا أن أنظاره وقعت على السجين فتذكر المبلغ الذي حصل عليه منه، ففتح فمه ليتكلم إلا أن الكلمات لم تخرج من فمه من شدة الخوف وكان كل جسمه يرتجف. وفجأة قفز عن الكرسي وانفجرت ينابيع ماء من عينيه وهو يصرخ:" لقد فعلها يا سيدي، لقد قتل صاحب المتجر."
قال القاضي بصوت مرتفع " تكلم أيها الشاهد لا تخف."
" كنت أتجول في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الأربعاء في أرجاء المدينة، وكنت متجهاً نحو المتجر لأشتري بعض الأغراض التي طلبتها زوجتي، وما أن دخلت المتجر، سمعت صراخ عالي هزني من الداخل. لم أرى سوى دماً تسيل أمامي، فنظرت بخوف لأرى ما حدث فرأيت السجين يركض نحو الباب وصاحب المتجر مَلقي على الأرض ودمه تسيل بغزارة. وفجأة توقف السجين وعاد إلي وقال:" سأعطيك ما تطلب ولكن لا تخبر أحد عني." ثم رمى النقود باتجاهي وهرب، إلا أن الشرطة كانت قد أتت وأمسكت بالسجين. ولكنني قلت لهم أنه لم يفعلها بل كان يساعد صاحب المتجر، ولكنهم أخذوه لقسم الشرطة ليتأكدوا. هذه هي الحقيقة يا سيدي!"
نظر القاضي بغضب على السجين وأمر بسجنه ثلاثون عاماً. وأما بالنسبة إلى الشاهد فقد كان حمل قد أُزيل عنه!!